الفصل ٧

4.3K 168 31
                                    

كان ذهن مارينا مشغولا و مشوشا , فأستسلمت لنوم قلق مليء بالأحلام المضطربة غير أنها لم تستطع أن تتبين ما دارت حوله أحلامها .

شعرت بالحرارة تغزو جسدها المرتعش و انها تتصبب عرقا ونهضت فجأة لتجد وجهها غارقا في العرق المتصبب من جبهتها .. حينئذ لمحت ألسنة لهب أحمر ترتفع وتسارعت خفقات قلبها ,ورفعت الأغطية عنها , وهرولت لتحاول النجاة بنفسها .. النار كانت تحاوطها من كل مكان و تشتد حولها ..

غطت فمها و انفها كي لا تتنفس  الدخان الذي بدا بالتزايد في الغرفة ... وقفت فوق السرير بقميص نومها , تحدق في أتجاه مصدر اللهب ..

لكتها لم تستطع ان ترى شيئا... اخذت تسعل و احمر وجهها.. لتصرخ بأعلى صوتها تطلب النجدة و امتلأت ذعرا...لكنها لم تنتبه الى صوت بابها وهو يفتح ليأتي ألكسندر ..

ليصيح " مارينا .." .

كانت ألسنة اللهب تلقي ظلالها الحمراء عليهما , وبدا وهو مقبل عليها بقامته الطويلة أشبه بالشيطان وتمتم شيئا ما لم تسمعه .. لتلاحظ ان رجاله يحاولون منعه من الدخول لأن النيران تعم المكان و قد يتعرض للاذى ...

خرجت منها صيحة صغيرة و هي ترى اللهيب المتصاعد .. لتلتقي عيناهما.. و كان الخوف و القلق بادي على محياه و هو يصرخ بالحرس بأن يتركوه .. لأنهم كانوا ممسكين به باحكام محاولين منعه من التسرع و دخول الغرفة المحترقة .

ضرب بقبضته كل من وقف في طريقه و انتزع سلاح احد الحرس ليشهره في وجه الجميع حتى ابتعدوا عنه .. ليلتفت نحوها و دون أن يتفوه بكلمة واحده.. دخل الغرفة المشتعلة بسرعه متقدما نحوها و هي تصيح به ان يتوقف.. كانت رغما عنها تخاف ان يصاب بجروح او أذى.. هو لم يتوقف و هي الأخرى كانت تبكي بحرقة كونها كانت و لأول مرة منذ أن عثر عليها .. كانت تخاف عليه لا منه ..

ليجرها اليه محتضنا اياها بقوة حتى شعرت بأنه يريد أن يشعرها بالأمان و بالفعل هذا كان شعورها ..

همس بقلق " هل أنت بخير ؟؟ هل اصبت بأذى؟؟" .

هزت راسها بصمت و دموعها الصامتة التي كانت تحكي عنها لم تتوقف عن النزول ليمسح دموعها بكل لطف و محبة مقبلا جبهتها بقوة و طوقته هي بذراعيها ..

حاول ان يخرجها من الغرفة و لكن النار سدت طريقه ، صوت رجاله يتعالى و كانوا يحاولون اخماد الحريق و لكن لا فائدة..

تراجع للخلف و هي بين ذراعيه .. رفعت رأسها ونظرت إليه فقال مبتسما :
" لا تقلقي ، لن يحدث لك مكروه ، لن اسمح بذلك .. ليس قبل أن ارضي غروري بالانتقام منك " .

لم تعلق على كلامه لأنها كانت تدري انه يقول ذلك كي يخفف عنها و كي لا تجزع و ترتعب اكثر .

ترجع إلى الخلف و فتح النافذة ليمسك بها باحكام و يقول :
" لحسن الحظ ان الغرفة بالطابق الأول فقط ، سوف اقفز للاسفل و بعدها تقفزين انت كي التقطك بيداي .. مفهوم ؟؟" .

انتقام التوأم ( الجزء الثاني ) Where stories live. Discover now