كان ذهن مارينا مشغولا و مشوشا , فأستسلمت لنوم قلق مليء بالأحلام المضطربة غير أنها لم تستطع أن تتبين ما دارت حوله أحلامها .
شعرت بالحرارة تغزو جسدها المرتعش و انها تتصبب عرقا ونهضت فجأة لتجد وجهها غارقا في العرق المتصبب من جبهتها .. حينئذ لمحت ألسنة لهب أحمر ترتفع وتسارعت خفقات قلبها ,ورفعت الأغطية عنها , وهرولت لتحاول النجاة بنفسها .. النار كانت تحاوطها من كل مكان و تشتد حولها ..
غطت فمها و انفها كي لا تتنفس الدخان الذي بدا بالتزايد في الغرفة ... وقفت فوق السرير بقميص نومها , تحدق في أتجاه مصدر اللهب ..
لكتها لم تستطع ان ترى شيئا... اخذت تسعل و احمر وجهها.. لتصرخ بأعلى صوتها تطلب النجدة و امتلأت ذعرا...لكنها لم تنتبه الى صوت بابها وهو يفتح ليأتي ألكسندر ..
ليصيح " مارينا .." .
كانت ألسنة اللهب تلقي ظلالها الحمراء عليهما , وبدا وهو مقبل عليها بقامته الطويلة أشبه بالشيطان وتمتم شيئا ما لم تسمعه .. لتلاحظ ان رجاله يحاولون منعه من الدخول لأن النيران تعم المكان و قد يتعرض للاذى ...
خرجت منها صيحة صغيرة و هي ترى اللهيب المتصاعد .. لتلتقي عيناهما.. و كان الخوف و القلق بادي على محياه و هو يصرخ بالحرس بأن يتركوه .. لأنهم كانوا ممسكين به باحكام محاولين منعه من التسرع و دخول الغرفة المحترقة .
ضرب بقبضته كل من وقف في طريقه و انتزع سلاح احد الحرس ليشهره في وجه الجميع حتى ابتعدوا عنه .. ليلتفت نحوها و دون أن يتفوه بكلمة واحده.. دخل الغرفة المشتعلة بسرعه متقدما نحوها و هي تصيح به ان يتوقف.. كانت رغما عنها تخاف ان يصاب بجروح او أذى.. هو لم يتوقف و هي الأخرى كانت تبكي بحرقة كونها كانت و لأول مرة منذ أن عثر عليها .. كانت تخاف عليه لا منه ..
ليجرها اليه محتضنا اياها بقوة حتى شعرت بأنه يريد أن يشعرها بالأمان و بالفعل هذا كان شعورها ..
همس بقلق " هل أنت بخير ؟؟ هل اصبت بأذى؟؟" .
هزت راسها بصمت و دموعها الصامتة التي كانت تحكي عنها لم تتوقف عن النزول ليمسح دموعها بكل لطف و محبة مقبلا جبهتها بقوة و طوقته هي بذراعيها ..
حاول ان يخرجها من الغرفة و لكن النار سدت طريقه ، صوت رجاله يتعالى و كانوا يحاولون اخماد الحريق و لكن لا فائدة..
تراجع للخلف و هي بين ذراعيه .. رفعت رأسها ونظرت إليه فقال مبتسما :
" لا تقلقي ، لن يحدث لك مكروه ، لن اسمح بذلك .. ليس قبل أن ارضي غروري بالانتقام منك " .لم تعلق على كلامه لأنها كانت تدري انه يقول ذلك كي يخفف عنها و كي لا تجزع و ترتعب اكثر .
ترجع إلى الخلف و فتح النافذة ليمسك بها باحكام و يقول :
" لحسن الحظ ان الغرفة بالطابق الأول فقط ، سوف اقفز للاسفل و بعدها تقفزين انت كي التقطك بيداي .. مفهوم ؟؟" .
![](https://img.wattpad.com/cover/319973930-288-k66132.jpg)
YOU ARE READING
انتقام التوأم ( الجزء الثاني )
Romance" اهربي ، اهربي إلى أبعد ما تريدينه، إلى أبعد ما تستطيعين .. لأنني سوف اخرج و أجدك.. سوف أجدك مارينا .. اهربي " . و هربت .. تخلت عن كل شيء .. و هربت بعيدا.. ساعدها نيكولاس في الهرب و اخفت هويتها و عاشت باسم مستعار و شخصية جديدة بعيدة كل البعد عن ا...