((الفصل الثاني والعشرون))

545 33 6
                                    

أنهت دموع ارتداء ملابسها وحجابها  ولم تنسى بعض الزينة  الخفيفة لتخفي شحوب عينيها..لكن تعابير الغضب التي انتابتها لم تستطع اخفاءها.....لم تره حين عادت الى البيت....لاتعلم متى رجع...لانها نامت فور وصولها بدقائق.......ولكنه الآن موجود......وستواجهه ..

لذا حالما خرجت من غرفتها  انتظرته لبضع ثوان وحين  رأته يقف امامها مرتدي بذلته الانيقه  الرمادية  بلاربطه عنق.انفجرت بوجهه تتهمه متسائلة بعنف تزلزل قليلا حين وقعت عيناها السوداوتين ذات النظرات الغاضبة على صدره العريض الذي يحتضن قميصا  اسود اللون....

(( لماذا لم تخبرني بأنك ستتناول الغداء  خارج المنزل  مع عادل...وعن دعوة شهد لنا...الم تفكر بأني ربما لن استطع المجيء...))؟؟؟!!

تأملها بهدوء ونظراته المتكاسلة المستفزة تتفحصها من راسها..المغطى بحجاب ابيض اللون...اضاف لبشرتها الحنطية لمسة ناعمة جميلة. وهالةمن البراءة.نزولا لفستانها البني المزين بورود صغيرة  بيضاء......وحذاءها ذو الكعب المتوسط الطول بلون فستانها ......ثم استقرت نظراته على وجهها  متفحصا ثغرها المطلي بلون زهري فاتح لامع...وعينيها ذواتا  الرموش السوداء الطويلة...وخديها المحمرين  لشدة غضبها ...
ليجيب اخيرا بحدة....

((انت تحاسبيني وتلوميني  !!!!..لماذا تتصرفين كزوجه حقيقية ))؟؟!!

لوهلة...ضاعت كلماتها لانه بدأ مختلفا عن ذلك الرجل الذي عرفته.....ذلك الرجل الذي طلب منها  ان تتصرف على طبيعتها  وتترك كل شيء متعلق بعلاقتهما للوقت......بدا مختلفا بأسلوبه ولهجته....

استطاعت لملمت شتات تركيزها قائلة بلهجة باردة:

(( استغربت شهد لكوني لم اعرف  ....لقد كنت في وضع حرج...لقد سألتني ان كنا نتكلم معا أولا..وقد بررت لها بأنك ربما نسيت...انا لااريد ان اضع في موقف كهذا مجددا  عليك اخباري  بأي شيء اكون انا طرف فيه..))

ابتسم بعصبية واضحة.....زادت تعابيره غضبا...

(( وها انت عرفت....وتجهزتي للامسية بأروع  مايكون.........لماذا عليك ان تكوني جميلة بهذا الشكل...ام انك تعمدت هذا  لاستفزازي...))

شهقت بغضب..وامتلأت نظراتها رفضا  وتحديا...فقالت بصراحة جريئة جعلتها متفاجئة من نفسها:
((انت تعلم جيدا...ان اغواءك اخر اولوياتي......ولواردت حقا العبث بمشاعرك واغواءك سيكفيني كلمة  واحدة...
كلمة واحدة لاغير.....))..

اكتفى بابتسامة جانبية غامضة...ولم يرد عليها بحرف..بل تركها وخرج...مما جعلها تلحقه بهدوء لامبالي لكن قلبها كان بعيد كل البعد عن اي  شيء اسمه هدوء وسكينة.......

استقبلتهما شهد بابتسامة عذبة مرحه وقد ارتدت فستانها الجديد  وكان جميلا عليها بكل المقاييس يظهر  بطريقه جميلة  انيقه رشاقة جسدها بعيدا عن الابتذال ...كانت عينيها اللتان بلون البندق تشعان بهجة وسرورا..وقد زينت السعادة وجهها  واشرقته  اكثر من تلك الزينه اللطيفه التي جملت بها وجهها...

((اين حبيبي))....💕💕💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن