We were Already

Special part

‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

نسيتُ طريقة التنفس الطبيعية ...

بالطبع سأنسى وانا ارى امامي تلك الصغيرة وهي تتبع نفقا لا يؤدي سوى للموت !!

تمسك بطرفي الحبلين بإحكام بيديها الصغيرتين التي سال منها الدم بالفعل ...

طرفي حبلي تلك الأرجوحة المتهالكة ... حبليها الطويلين للغاية لا تستطيع رؤية بدايتهما لشدة طولهما !

و فوق الخشبة الهشة ... تلك الصغيرة وشعرها الأبيض الطويل للغاية يغطي ظهرها وصولا الى ركبتيها ... يظهر بعض من أطراف الثوب الذي ترتديه وأقدامها المليئة بالكدمات والخدوش ....

وجهها الصغير الشاحب ووجنتيها سُحب اللون منهما ... سوداويتاها المحاطتان برموش داكنة مبللة أثر الأنهار التي تسقط من أعينها مارة من وجنتيها ترسم طريقا لها ...

تتأرجح الأرجوحة التي حبالها أطول من الجبال ذهابا وايابا ببطء شديد مصدرة صوت خرير متزامن مع حركتها ..

المنظر قد يسبب عقدة نفسية لبعض الأشخاص ..

ليس هنالك من يريد ان يتأرجح والسحب الداكنة مبلدة في السماء وأسفلا محيط هائج امواجه قاتلة ...

مالذي يحدث ؟

مجرد عقاب من المسؤولين في المنظمة ....

احد العقوبات التي من ابتكرها يستحق الاعدام من أفكاره الجهنمية !!

حيث المعاقب يتأرجح بالأرجوحة السعيدة ... السعيدة ... النقيضة تماما لما يحدث فعليا ...

أغلب من تم عقابه بها لقى حذفه ... حيث ان احتمالية وقوعك من الأرجوحة والسقوط في المحيط الذي يبحث عن فرائسه %90 !!

وهذه المرة ... كاناري التي لا يتجاوز عمرها 7 سنوات من تقف هناك. ..

أنينها المكتوم ودموعها التي أخذت دور الأمطار في هذا الجو المشؤوم كان كافيا بجعل البعض يشعر بالغصة في حلقه ووجع في قلبه ...

ذلك بالفعل لا يظهر خارجيا عليهم ...

هم دُرِبوا لمثل هذه اللحظات .... لا مشاعر ظاهرة ... المشاعر نقطة ضعف ... هذا ما يؤمنون به

هم اقصد بها الدمى الجالسة على الأرض وتشاهد هذا الانتحار الغير مباشر ...

يرسخون في عقولهم الصغيرة قوانين العالم بأبشع الطرق ...

يجلسون فوق أقدامهم جلسة اليابانيين القدماء .... وأعينهم تشاهد جزاء من يعارض في هذا المكان او من يبدي رأيه ويخرج عن مألوفهم ...

لا يستطيعون فعل شيء ... أصلا لا شيء لفعله ... الحراس يشكلون صفين متوازيين يحيطون بهم ليكونوا جاهزين لأي حركة غير مرغوب فيها ...

بعضهم يبعد أعينه لا يريد النظر لها تودي بحياتها مع اضطراب انفاس معظمهم وتعرقهم .. يبتلعون الغصة التي تشكلت عجزا في حلق كل واحد منهم يأسا وخوفا ...