صوت انفاس سريعة ...دقات قلب مسموعة .. ركض الى ملاذ غير معروف ... كل ما يهم الان هو الابتعاد عنهم ...الاختباء ... لا أريد أن يجدني اولائك الأوغاد ... على الأقل حتى يهرب البقية .. يجب ... يجب ... مساعدتهم .. لن تذهب تضحيتي سدا ... لقد قطعنا وعدا.. ولن أكون من تخلف به ... لا .. ليس انا ..توقفتُ عند احد الغرف و دخلتها بسرعة مقفلة الباب ورائي .. وانا احكم على قبضتي على جهاز التحكم الذي في يدي .. جميع من في هذا المكان اوغاد .. حقراء .. جرذان متعفنة ..عديمي الرحمة مخنثين .. ليس هناك احد يستحق العيش هنا ... الجميع يستحق الموت ..
هذا ما رددته تلك الفتاة الصغيرة التي يتراوح عمرها ما بين 7 او 8 وهي تحكم قبضتها على جهاز التحكم بملامح خالية ولكن فيها تراسيم ذعر ... انفاسها المتقطعة ..
فتحت عيناها اللتان كانتا محروستين برموش داكنة كثيفة .. أعينها التي تعكس اللون المحبوب عند معظم الفتيات ... اللون الزهري عكس المكان المتواجدة به الان .. واسفل عينها اليمنى وشم صغير على شكل قلب طفولي صغير .. خصلاتها السوداء المنسدلة عليها .. وغرتها الملونة .. كانت بلونين مختلفين على الجانب الايمن لون مشابه لأعينها ، والجانب الآخر بلون البنفسج ... هل ستصدقون انها وُلدت بهذا الشكل ؟ ..
لا حتى هي لا تصدق .. بينما كانت كانت ترتدي ثوب المرضى بالمستشفيات .. او بالأصح المصحات العقلية ...
لفت انظارها ضوء القمر المسلط على ذلك المكتب وتلك الكتب على الرفوف ، والستائر كانت تتراقص رفقة نسمات الريح والتي كانت تداعب تلك الاوراق على سطح المكتب ..
ذلك الصراخ الذي يصدر من مجموعة اشخاص في الأسفل وكانهم يبحثون عن اطفال تتردد اسماؤهم على مسامعها ولكنها لم تكترث ... ٱخر همها ...
تقدمت من الشرفة بينما النسمات تداعب خصل شعرها الداكن وغرتها الملونة وعيناها تعكسان بريق النجوم وضياء القمر تطالعهما بكل هيام وهي تهمس :
" أيها القمر ... وانتِ ايتها النجوم .. فلتشهدي على انتقامي الذي تحقق أخيرا وعلى يد من ؟ .. انها يدي ... أجل .. لست متأكدة ان كنتُ سأنجو .. ولكنني متأكدة ان لا أحد سينجو وهذا هو الممتع في الأمر "
انهت حديثها بابتسامة مريضة ، بينما تحطم الباب خلفها على يد مجموعة بالغين كان احدهم يرتدي زيا رسميا وملامحه تدل على غضب عارم وهو يتقدم نحوها ببطء ويقول :
" اهدئي ... ميال ... اهدئي لنتناقش كناس متحضرين .."
اردفت ميال بسخرية وهي تهز رأسها يمينا :
" من هم الناس المتحضرين ؟ انا وانت ؟ صدقني القرود تتفاهم افضل منا .."
انكمشت ملامح ذلك الرجل واحكم على قبضته ... حركت ميال راسها لتلاحظ اولائك المتسللين على الجدران ليمسكوها .
أنت تقرأ
We were Already
Actionرفعت تلك الصغيرة زهريتاها فوق ونبست : " ماذا لو كان القمر يشعر بالوحدة ؟ ماذا لو ترك الليل فارغا وذهب عند معشوقته الشمس لكنه صُدم بعد ان فجرت نفسها وتحولت لٱلف قطعة نجمية غبارها يطوف في السماء بُغية حل مشكل وحدة صديقها القمر ؟ ضحت بنفسها لأجله ولك...