الفصل ال2

1.8K 87 4
                                    

الفصل الثاني
~ لمسة دافئة~
¤¤¤¤¤¤¤¤¤

جلس على المقعد المجاور لمقعد أخيه رفض أن يجلس محله لم يعد يقبل الفكرة من الأساس  قلبه يؤلمه كلما فكر بالأمر وأن موت "عابد"  حقيقة يجب أن يقبلها يتمرد عقله ويثور عليه .

انسحبت والدته من الجلسة العائلية الصامتة لتريح جسدها مضطربة عن الطعام والشراب حتى تُشبع عيناها من ابنها، اقتربت "سيلا" منه ووضعت يدها بين راحتيه، رفع بصره نحوها وقبل أن يتحدث أجابته بنبرة حانية
- تعال نطلع شقتنا عشان ترتاح شوية

وقف" مالك " معها  وبقت ابنتهما مع "فيروز"
رافضة الصعود برفقتهم، كل هذا لايشعر به كل ما يشعر به هو التيه والحزن الذي خيم على قلبه، كان يسير بخطوات بسيطة كرجل عجوز لا يستطبع الحرك،  وصل أخيرًا إلى شقته ولجها بعد أن قامت بسحب مفتاحها من جيب قميصه،  كانت نظيفة كأنها لم تتركها يومًا،  قادته إلى غرفة النوم،  واجلسته على حافة الفراش،  سارت تجاه خزانة الملابس بسرعة لتأتي بمنامة من اللون الأسود القاتم،  عادت ووقفت أمامه وبدأت في فك أزرار القميص، رفعت وجهه بأناملها وقالت برجاء
- عشان خاطري امسك نفسك احنا كلنا محتاجين لك

وكأن تلك الكلمة الزر الذي ضغطت عليه ليبدء في وصلة بكاء مرير لا تعرف متى ستنتهي، ضمت رأسه لصدرها، بينما هو خارت كل قواه
في البكاء تعالت صرخاته واذاد نحيبه، عجزت عن تهدئته فبكت مثله .

بعد مرور عشر دقائق

استند بجسده على ظهر الفراش، بينما هي أتت بكوبًا من الحليب الدافئ وبعض الشطائر،  وضعتها بينهم وبدأت في اطعامه لكنه رفض رفضًا باتًا، وضعتهم جنبا وقالت بنبرة حانية
- أنت كدا مش هتقدر تكمل مشوارك

رد"مالك"  بمرارة في حلقه وقال
- أنا عاوز اكمل مشواري مع اخويا مش من غيره

ربتت "سيلا" على كفه وقالت بثقة
- هتكمل بإذن الله أنت بس لازم تكون قوي عشان احنا من غيرك ولا حاجة

نوبة بكاء انتابته من جديد،  سحبته لحضنها ليُلقي بضعفه وحزنه في حضنها،  صرخات دوت غرفته  وقلبه يتمزق على فراق اخيه، هتف بمرارة من بين دموعه
- يا عابـــــد ارجـــــع يا عابــــد أنا تايه من غيرك، اااه يارب أنا مش قادر على الحِمل دا

لم تتحمل هذا الكم من الحزن والبكاء، طبعت قبلتها العاشرة على التوالي بجانب أذنه وتوسلته ليهدأ قليلًا كي لا يفقد عقله، وبين صرخاته وبكائه فقد وعيه، لم تعد تعرف ما الذي يجب عليها فعله،  حاولت إفاقته وبعد مرور عدة دقائق استعاد وعيه،  مددت بجواره وتابعته في صمتٍ تام، اليوم الأول الذي كانت تنتظره بفارغ الصبر أتى لكنه حزين، مؤلم، و ثقيل لا ينتهي أبدًا،  ليت الصباح يأتي بأخبار جديدة مُبهجة .

اقترب منها وتوسد صدرها، ضمته بقوة وبعثت في قلبه الأمان وربتت بكلماتها على قلبه وقالت ما يمكنها قولهُ في مثل هذه المواقف بينما هو اكتفى بالصمت وهو مغمض العينين حتى غلبه النعاس كأنه طفل لم يتجاوز الخمس أعوام .

زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن