الفصل ال17

1K 69 1
                                    

الفصل السابع عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أنا يا فيروز انا اللي السبب في إنك ماتخديش حقك طب ازاي ؟

أردف " سلطان " عبارته  وهو يض ب بسبابته على صدره مرارًا،  كانت كالتمثال أمامه لا تحدثه أو تقاطعه بكلمة واحدة،  اصبح الوضع مُعقد بينهما
الحياة هكذا من المحال أن تكمتل بهذه الطريقة.
أومأ برأسه وختم حديثه قائلًا
- لأ عندك حق فعلا كان لازم اسيبك تقتلي واحدة ملوش لازمة في الوجود وتتدخلي أنتِ السجن ساعتها كدا ابقى راجل

تابع جملته الأخيرة بسخرية واضحة
- واصقف لك واقول برافو فيروز،  شطورة  لوثتي  ايدك بدم  حيوان

هدرت " فيروز"  بصوتها وقالت بتهدج
- أيوه كان لازم يموت محسن واللي زيه مستحيل يعيشوا مع الناس العادية و

لم يعير لصوتها وصراخها أي اهتمام بل زاد حدته وهو يحدثها بغضبٍ جم
- لو كل واحد عمل زيك كدا تبقى الدنيا اتحولت لغابة اومال القانون اتعمل ليه مش عشان يجيب للناس حقوقها
- لأ اتعمل للناس الضعيفة وأنا مش ضعيفة
- فيروز أنتِ عاوزة توصلي لإيه بالظبط ؟
- عاوزك تبعد  عني وكفاية لحد كدا
- تمام وأنا هبعد خلاص

قالها "سلطان"  وهو يضع كلمة النهاية في قصتهما
طالت هذه النهاية ونال من التعب حتى يضعها،  كل هذه المحاولات باءت بالفشل، ورغم ذلك قرر أن يحاول لآخر مرة وكانت هذه النهاية حقا .

غادر المكان تاركًا  تشاهد الفراغ الذي تركه، لم تكن تعلم أن اليوم سوف يتحول بهذه الطريقة،  ختامه ليس مسك كما يقال .

لو توسلها قليلًا لسامحته وانتهى الأمر،  كيف يحدث كل هذا فجأة وبدون أي مقدمات،  اللعنة على ذاك القلب اللعين الذي يضعف بهذه السهولة .

                    ****************
أمام شقة عابد كان يقف يصافح والدته وشقيقته
تشبثت برقبته أيضا ابنة أخيه، طبعت الكثير من القبلات ثم تركته، ولجت " وتين " وخلفها بعد أن اوصد الباب .

نظرت بعيناها في المكان  كل شئ طلبته نفذه لها بل افضل بكثير مما كانت تتصور،  عانقها من الخلف وطبع أولى قبلاته على خدها الأيسر، نظرت له ثم عادت ببصرها إلى صورتهما على  اللوحة وقالت بسعادة حقيقة
- عابد الصورة  حلوة اوي

تنهد" عابد" وهو مازال يحتضنها وقال بصوتٍ مجهد إثر تعب ليالٍ عجاف
- طلع عيني عشان اخلصها قبل فرحنا
- تعبتك معايا يا عابد

لفها له وتابع حديثه وهو يوزع قبلاته على وجهها
- أهم حاجة إنها عجبتك ياقلب عابد

ارخت جفنيها وهي تستقبل قبلاته الناعمة على وجهها،  بادلته ذات القبلات غاب عن العالم مدة ليست بالقصيرة،  وفجأة وبدون سابق إنذار،  هرولت من أمامه تجاه المائدة وهي تقول
- أنا صحيح زعلانة منك ومش بكلمك
وقفت " وتين"  امام المائدة وهي تحمل ذيل فستانها الأبيض بين يدها،  أما " عابد"  يحاول اللحاق بها  ظلت تركض يمينًا ويسارًا، هتف أكثر  من مرة وهو يقول بلهاثٍ
- يابت تعبتيني  اثبتي بقى
- لأ
- وحياتي عندك
- قلت لا

زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن