الفصل الحادي والعشرون
----------------
مر اليوم مرور الكرام على الجميع، عدا "مليكة" كانت تشعر بالتوتر الشديد وكأن هذه الزيجة الأولى لها، كانت جالسة جوار " مراد" وهو يردد بعض الكلمات التي يمليها عليه القاضي الشرعي (المأذون) ارتسمت على ثغرها إبتسامة خفيفة لكنها توحي بالتوتر الملحوظ، والذي شعر بهِ وهو ممسك بيدها الباردة وكأنها وضعتها في البراد.على الجانب الآخر من نفس المكان، كانت "فيروز" تتذكر عقد قرانها علي الرغم من أنه كان بدون رغبة شقيقها الأكبر إلا أنها تشتاق لتلك الذكريات، ليت لم يذهب حبيبها وبقى رغمًا عنها وتزوجها عنوة .
ابتسمت إبتسامة متكلفة ما إن هتف ابن أختها بإسمها لتنظر له ليلتقط إحدى الصور للذكرى، لم يكن ابن اختها بل ابنها الذي لم تنجبهُ، و أيضًا يعشقها ولم يخيل يومهُ بدونها، انتهى أخيرًا عقد القران الذي اقيم في أحد المطاعم، واقتصر على العائلتين فقط رغم اعتراض "مراد" الذي كان يريد أن يقيم حفل زفاف لكنها رفضت وبشدة .
من المقرر حسب خططهما أن تعود إلى بيت أهلها لسفره الذي أتى فجأة ويجب عليه العودة خلال أسبوع على الأكثر، ومن ثم يرسل لها ولاابنها، أتت موعد الراقصة الأولى وبدأ فيها أولى محاولاته في اقناعها بالذهاب إلى عش الزوجية .
- مراد أنت بتهزر لأ طبعًا مش هينفع
- ليه بس يا ميمي أنا حابب اقضي وقت مع بعض
- طب وماما واخواتي هاقولهم إيه ؟
- متقلقيش أنا اخدت أذن مامتك واخواتك وهما معندهمش اي مانع
- لألأ مش هينفع
- عشان خاطري يا ميمي بلاش تكسري بخاطري وحياتي عندك يا ميميوبعد الكثير من المناوشات والجدال حول هذه المعضلة الكبيرة في نظرها، رضخت لرغبته على مضض.
مش كنا خلينا الفرحة فرحتنا وجوزنا الواد للبت بس هقول إيه بت وش فقر
أردفت " ولاء" عباراتها وهي تنظر لـ والدة سلطان
ثم نظرت إلى ابنتها الجالسة بعيدة وحيدة، تنظر للجميع بإبتسامة باهتة رغم محاولة إخفائها، عارضتها والدة سلطان كالعادة وبررت لها أفعالها وأنها تفعل مايحلو لها، برغم أنها تتوق شوقًا لرؤية ابنها وفيروزته في أقرب حفل زفاف .على نفس الطاولة كانت " سيلا" تحاول كتم المها الذي يزداد بين الفنية والأخرى، على ما يبدو أنها ستضع مولودها الثاني في الشهر السابع كما قالت لها الطبيبة، حاولت مثيرًا أن تكتم الالم لكنها فشلت ضغطت على ذراع وجها وقربته إليها ثم همست بجانب أذنه ودموعها تنساب على خديها، ضمها لحضنه وربت على كتفها بحنان، ثم ساعدها على الوقوف، بحث بعينه عن اخيه وجده يتراقص
مع زوجته في حالة من العشق، سار تجاه والدته وهمس بجانب أذنها فتبدلت ملامحها في ثوانٍ ضمئنته وحاولت أن تذهب معه لكنه رفض وطلب منها المكوث لنهاية الحفل وعدم الافصاح حتى لا يُنهي الحفل، استقل السيارة بعد أن ساعد زوجته
في الجلوس والاسترخاء على المقعد المجاور، بينما استقلت " فيروز" في الخلف، لقد وصلت "سيلا"
لذروة تعبها وتبدل البكاء لصراخات عالية واستنجاد بزوجها ليسرع .
أنت تقرأ
زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد
Romantizmإن كنت تبحث عن العشق فـ مرحبا بك في عالم العشق ❤