الفصل ال13

969 61 2
                                    

الفصل الثالث عشر
~ بعد طول انتظار ~
***************

بدأت " شاهيناز" في سرد تاريخ حياتها منذ أن قابلت " محسن" وحتى هذه اللحظة كل هذا يصب في مصلحة تلك المسكينة التي لاحول لها ولا قوة،  كشفت جميع أوراقها لا مفر من الهروب من ذاك السلطان  اليوم أو غدًا سيخبر ابنها بأنها زوجة " محسن الورداني"  لن يخفي عنه حتى ميولها السيادية  تعرف أنها ستخسره للأبد إن فعلها هو بطريقته فقررت أن تخضع له وتخبر القاضي بكل شئ دفعة واحدة.

انتهت من شهادتها ثم قدمت له شريحة بها مقطع فيديو لزوجها  وهو يستقبل " فيروز" ومقطع آخر له داخل الغرفة المغلقة لكن لا يظهر وجه الفتاة، لسوء الحظ . فقرر أن يلعب المحام الخاص به على هذه النقطة وانقدبت الموازين، وبسن هذا وذاك تأجلت القضية لجلسة أخرى .

عاد الجميع لمنازلهم وعادت " فيروز" إلى منزلها الجديد،  جلست في حديقة المصحة، تسترجع يومها،  تبتسم دون سبب وتحزن دون سبب، لو كانت مجذوبة لكان شيئًا رحيمًا لها،   عصف بذاكرتها كل شئ دفعةً واحدة،   ولن يهدأ لها بال حتى تستسلم للمهدئات وتغط في نومًا عميق .

                     *************

في منزل " صدفة"

كانت جالسة تُنهي أعمالها على الماكينة،   بسنما كان " بلال" يقوم بتطريز رداء من اللون الأسود،  صب كل تركيزه عليه  لينتهي منه اليوم .
أما "وصال" فهي لاتفعل شئ سوى المتابعة في صمت كسابق عهدها ماالجميع، رغم أنها تمكوث ها منذ ثلاثة أسابيع وأكثر لكنها تشعر بالغربة ، هي تشعر بها مع الجميع حالها كحال " بلال" منبوذة من الأم والأب، أتى بها أخيها بعد أن رَ معاملة زوجة أبيه لها تعاملها كالخادمة .
أخذها عنوة بعد أن تتدخل الجد مع ابنه في شجار طويل أنتهى برحيل تلك المسكينة، مددت جسدها الصغير على الاريكة بسبب الصمت الطويل الذي دام كثيرًا، انتهى أخيرًا " بلال" من التطريز،  رفع الثوب وقال بسعادة غامرة
- واخيرًا خلصته بصي كدا يا وصال

التفت لها لكنه تفاجئ بها غارقة في أحلامها الوردية التي حُرمت  منها في السابق،  حملها بين يده وولج غرفتها الجديدة، عفوًا لقد أصبح لها غرفة من الآن،  هي تُعامل معاملة آدمية عليها وجبات ولها حقوق،  دثرها جيدًا وطبع قبلته الحانية على رأسها ثم غادر الحجرة ليتقابل مع صديقه الوحيد بهذه المنطقة .

هبط سلالم الدرج ثم خرج من البناية، صافح  "غفران"  وسار معه جنبًا إلى جنب، تبادلوا أطراف الحديث في بعض الأمور الخاص بالتعليم،  انتهوا عندما وصلا إلى شقة والدة غفران،  دخلا  إلى حجرته وبدأ يتحدث قليلًا عن أحلامه  وهو يستند  بكفيه أسفل مؤخرة رأسه على فراش " غفران"  وقال بإبتسامة خفيفة
- نفسي  ابقى غني مش قوي عشان الفلوس متغيرنيش  فلوس كدا اعلم بيها اختي وصال واجوزها،  ياااه ياض ياغفران بحلم كل يوم إني بوصلها لعريسها واقل له خلي بالك منها واوعي تزعلها

زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن