الفصل ال18

917 60 3
                                    

الفصل الثامن عشر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

رغم النيران التي يشعرها بها " ريان" إلا إنه استطاع وبجدارة أن يتحلى بالهدوء الظاهري،  طلب من ابنه أن يذهب بابن عمه للخارج أما هو قبض على ذراعها بقوة كاد أن يكسره،  دفعها لداخل غرفتها وقال بهدوء مريب
- بكل الهدوء اللي في الدنيا عشان أمي متعرفش اللي حصل دا ويحصل لها حاجة إيه موضوع بنتك دا ؟!

كفكفت دموعها وقالت بنبرة صادقة لاول مرة يستشعرها في نبرتها
- والله العظيم آسر وجاسر ولاد أخوك مش مصدقني اعملهم تحليل في اي مكان يعجبك وبدل المرة الف
- اومال إيه حكاية البنت دي ؟
- دي بنت  أنا اتبنتها من الملجأ
- أنتِ بتستخفي بكلامك وفاكرني هصدقك هاا ؟
- والله العظيم يا ريان زي ما بقل لك ك،دا بالظبط ولو مش مصدقني ثانية واحدة

وقفت عن المقعد بهرجلة متجهة نحو خزانة الملابس قامت بإخراج الاوراق الخاص بتلك الفتاة التي تكفلت بها بعد وفاة أبويها وقامت بإخراجها من دار الأيتام عادت ووضعت الأوراق بين يده وقالت
-  بص دي كل الاوراق اللي تثبت إني اتكفلت بيها وإنها مش بنتي واقل لك على حاجة كمان  تقدر تعمل تحليل
-  طب وأنتِ اتكفلتي بيها ليه ؟ ماهو أنتِ عندك ولاد واللي اعرفه عنك يعني إنك ملكيش في الموضوع دا !
- عشان مامتها
- مالها؟
- كنت كنت  كنت

هدر بصوت مرتفع قائلًا بغيظٍ مكتوم
- كنتِ إيه ما تنطقي ؟!
-  كنت بخليها تنقلي أخباركم كلها وأنا برا البلد وهي اللي الوحيدة اللي قدرت توصلتني بأدهم وتعرفه إني أمه
-  قصدك مين ؟ قصدك !!
-  ايوا هي  فوزية الخادمة فضلت تنقلي أخباركم كلها ولما بدأت توصلني بأدهم قالت لي إنها خايفة من تموت وتسبها لوحدها في الدنيا  فكان شرطها الوحيد إني اتولى رعايتها لحد ما البنت دي تكبر 

ابتسم " ريان" بسخرية وقال بنبرة ساخرة
- وأنتِ عاوزاني اصدق الهبل دا ؟!

وقف عن المقعد وقال بنبرة آمرة
- اتصلي بيها تيجي هنا وحضري نفسك

رفعت رأسها وقالت من بين دموعه
- لإيه ؟
- هنتأكد إن كانت بنتك ولالأ ولحد دا مايخصل مافيش خروج من الاوضة دي
- حاضر

عاد بجسده وهو يضع نصب عيناها هاتفه المحمول وقال
- خُدي كلميها خليها تيجي خلال نص ساعة
- حاضر

غادر الغرفة وبيده كل شئ تستطع من خلاله  الوصول إليها  لتغير مسار خطتهُ،   اوصد الباب بالمفتاح وجلس في بهو الفيلا في انتظار تلك الفتاة  المجهولة .

                   *************

في منزل " صدفة "

كانت تقف " مهدية" أمام البراد  تخرج منه بعض الأطعمة المجمدة،   تصرفاتها تزعج " صدفة وجدها" لكنها لاتبالي لأيًا منهما، تفعل ما يحلو لها فقط  الأمر بالنسبة لها بسيط ولا يحتاج لكل هذه التعقيدات ما تشعر به تفعله  على مايبدو أنها تريد شخصًا ذو طباع حادة كـ بلال يعلمها ما لم تتعلمه
دائمًا تتراجع عن إغاظة عمتها في وجوده، تتطاولها عليها وصل حد السُباب،  كانت تهز كامل جسدها وهي تقطع الخضراوت على سطح المائدة الرخامي وفي أذنيها سماعات الرأس تستمع إلى الموسيقى الصاخبة ولا تشعر بأحد، ولج " بلال" ومازال آثار النوم في عيناه  قام بفركهما وقال
-أنتِ مين يابت أنتِ وبتعملي إيه قدام التلاجة ؟
يا اخويا قول احم ولا دستور خضتني
طب احم ودستور أنتِ مين بقى ؟
أنا مهدية
ومين اللي هداكِ
يحرقك طلع دمك خفيف اهو اومال كنت  لازم وش خشب علينا ليه 
ما تخلصي وقولي أنتِ مين من الآخر عشان خلقي ضيق
طب وسعه
هو إيه ؟
خلقك

زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن