الفصل ال14

1K 64 2
                                    

الفصل الرابع عشر
~ مازال القلب يتألم~
****************

- اه تشرفنا يا دكتور
- الشرف ليا

وقف عن مقعده أخيرًا وقال بهدوء
- أنا هستاذن دلوقت ونبقى نكمل بعدين يا فيروز 

تابع بإبتسامة بشوشة وهو ينظر لذاك الذي تخرج النيران من أذنيه
-خلينا نشوفك يا دكتور سلطان
- كان نفسي اقل لك أكيد بس للأسف أنا مش هاجي هنا تاني لأن فيروز هتخرج قريب قوي
- يا عم خلينا نشوف برا المستشفى  عادي
- اكيد

اطلق زفيرًا طويل ما أن غادر " عامر"  الحديقة عائدًا إلى مكتبه ومنه  إلى عيادته الخاصة ليبدء رحلة عمل جديدة،  نظر " سلطان" إليها وقال بعتاب
- عجبك كدا ؟!  ماهو لوحضرتك خرجتي من هنا مكنش حد زيه غلس علينا كدا

ظلت شاردة كعادتها اصبحت تشاهد ما يحدث حولها في صمت كلماتها قليلة بالكاد تعد على أصبع اليد، إلى الآن لم تتحدث معه،  عاد إليها ومازال يعشقها رغم ماحدث،  حدثها كثيرًا،  حدثها حتى مل من سماع صوته  اشتاق لفيروزته اشتاق لصوتها وحديثها، تلك الثرثرة التي كان يقول عنها دائمًا يتوق شوقًا لسماعها،  إبتسامتها التي اختفت منذ تلك الليلة وتبدلت بشرود وصمت شديدان اشتاق أيضًا لها .

كان عيناه معلقتان على خاصتها  ثم نزلت لشفتاها، لقد شوهتها من فرط توترها والقضم عليهما لتهدأت حالها،  وماذا عن يدها وساقيها، وماذا تلك الهزة التي تعصف بهما رغم المحاولات المستميتة في منع نفسها لكنها تفشل،  لو كان الأمر بيده لمسك يدها وهدأها هو لكنه يريد أن يحظى بقربها دون خوف، فعل الكثير لأجل هذه الجلسة اليومية،  رغم إنشغاله بين العيادة والمشفى لكنه يداوم على المجيئ في الموعد المحدد لزيارتها،   وقف عن المثعد بعد مرور أكثر من نصف ساعة كاملة وقال بإبتسامة بشوشة
- للأسف الزيارة خلصت ولازم امشي

نظرت له ولم تحدثه بكلمة واحدة لكن عيناها تخبره الكثير، عاد وجلس وقال برجاء
- عاوز المرة الجاية اسمع صوتك الحلو بس مش هنا  عاوزها زيارة في بيتك

سقطت الدموع من عيناها، فأكمل هو بصوتٍ مبحوح إثر البكاء المكتوم داخله وتماسك لآخر لحظةً وهو يقول
-  لو أنتِ بتحبينا ارجعي، أنا تعبان من غيرك كلهم بيحاولوا يعيشوا ويكملوا ومش عارفين، وأنا مش عايش ولا عارف اعيش، ارجعي خلينا نرجع لدنيتنا بيكِ 

كفكف دموعه وقال بتذكر وعلي ثغره إبتسامة خفيفة
- رمضان بعد بكرا ونسيت اديكِ العيدية بتاعته

وضع مبلغ مادي على الطاولة،  ثم نظر لها وقال بإبتسامة حانية
- كل رمضان وأنتِ حياتي كلها

ختم حديثه وقال بعتذار
- عارف إنك زعلانة مني عشان ضربتك بس أنا آسف غصب عني مكنش ينفع اسيبك تخسري نفسك أو اخسرك

وقف مرةً أخرى عن المقعد وقال
- هاسيبك دلوقتي  وهارجع لك بكرا ونكمل كلامنا بس المرة أنا مش هتكلم أنا عاوز اسمع صوتك أنتِ يا روزي

زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن