الفصل ال4

1.3K 74 3
                                    

الفصل الرابع
~هدوء نسبي~
¤¤¤¤¤¤¤¤¤

اعتذر " عابد"من الجميع وولج غرفته ليرتاح قليلًا وفي صباح الغد سيتحدث مع الجميع،  كان " مالك" على اعتاب باب شقة والدته يحدثها قليلًا قبل أن يصعد إلى مملكته،  كانت" ملوك ووالدتها " في هذه الجلسة، علم أنها انفصلت عن "جبل"بعد معاناة دامت لأشهر طويلة،  في نفس الوقت الذي تحدث فيه عن المواقف التي مر بها أثناء غياب "عابد" هبطت " سيلا" من على سلالم الدرج بهدوء وحذر،  توقفت جواره بعد أن حاوط خصرها وهو يقول بنبرة صادقة وعينان عاشق يتوق شوقًا لحبيبته
- الناس معدنها بيبان وقت الشدة

نظر للجميع ثم عاد ببصره لها وقال بفخر واعتزاز
- عندكم مراتي مثلًا معدنها الماس رغم كل الخلافات دا لو أنا سمتها خلافات يعني، وقفت جنبي ومسبتنيش أبدًا

نظرت له بأعين لامعة من فرط عشقها له، لم تكن تعلم أنه سوف يتحدث عن هذه المواقف أمام الجميع، ربما لأن حبيبته القديمة هنا هو يفعل ذلك أو لأنه يعشقها حقًا يمدح فيها أمامهم . تفاجأت بقبلة طويلة عميقة على جبينها،  نظرت له وقالت بخفوت
- كل دا عشاني أنا ؟!

إجابته كانت خاطفة للقلوب حين قال لها بحنو وحب وهو يضيق حدقتاه قائلًا
- وهو في غيرك خطف قلبي

عانق أنامله بأناملها ثم قال وهو يلوح بيده قائلًا بعتذار
- معلش هاخطفها منكم  شوية

ردت " فيروز" وهي تقرأ ماتيسر من القرآن خوفًا من الحسد ونظرات الحاقدين تطولهما ..
- امشي بقى الله احنا أصلًا مصدعين وعاوزين ننام

فهم مغزى حديثها وأومأ لها برأسه بينما عجزت " سيلا"  عن فهم ما يدور بينهما،  سار عدة خطوات ثم طلبته شرح ما تقوله أخته ليكمل سلسلة المفاجأت وهو يميل بجذعه العلوي ليحملها بين ذراعيه ويقول بإبتسامة خفيفة
- خايفة علينا من الحسد يا ستي

حاولت إيقافه لكنه كان يصعد بها الدرج ولا يبالي لحديثها وهي تقول بصوت هامس
- بتعمل إيه يا مجنون حد يشوفنا
- أنتِ مراتي واللي شايف إن دا عيب أو حرام يروح اقرب مستشفى ويتعالج .

وضعها على الأرض بهدوء ثم دس يده في جيب سرواله ليخرج المفتاح الشقة،  رفع ذراعيه وقال بتذكر وهو يغمض عيناه وعلى ثغره إبتسامة خفيفة
- دخليني جنتك

ياله من رائع مازال يتذكر كل شئ مازال يتذكر أن هذه كلمة السر بينهما ليلج عالمها الخاص، المرة الوحيدة التي لم يخبرها فيها أنه يريد الدخول إلى جنتها على الأرض هي المرة التي علم فيها بموت أخيه غير ذلك فهو لم يفوت فرصة ليخبرها بهذه الجملة المكونة من كلمتان  لكنهما كافيلتنا تأثرها مدى الحياة .
مازال مغمض العينين ومازال يحتفظ بالإبتسامة على ثغره، أما هي فكانت تنظر إليه تُشبع عيناه من ملامح وجهه، فتح عيناه وقال بهمس وهو يقترب من وجهها
- أنا بقول ندخل جنتك يا أميرتي الحلوة

زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن