الفصل الاول

781 18 0
                                    


سهجت الرياح ريثما تساقطت الأمطار الغزيرة ،تابعت النظر إلى تلك الاجواء من شرفتها وسط تناولها لـ مشروبها الساخن المُفضل "اللاتيه" تأمُلها كان هادئً يُشبهها تمامًا ،تلك الفتاه صاحبه الواحد وعشرون عامٍ متوسطه القامه بـ بشرةٍ خمريه لامعه وعينان حادتان باللون البُني المائل للأسود شفتيها دائمًا ما تكون مُلتهبه باللون الوردي ،متوسطة القوام و القامة وشعرها باللون الاسود الداكن ،محجبه و تدرس في جامعه الاسكندرية بـ كُليه الاداب قسم الجغرافيا وهي في المرحلة الثالثة ..، داعبت البسمه وجهها عندما ولجت إليها زوجة أخيها هاتفه:-
_رواء ، يابنتي ادخلي من البلكونه دي كده تاخدي برد.

رواء بهدوء:-
_انا كنت نازله.

إتجهت نحوها هاتفه بـ حزم:-
_طب يلا كلهم مستنينك تحت

هرولت بالنزول إلى شقة جدها لتجد الجميع في حالةٍ من النشاط البالغ يُهندمون طاولة الطعام بعدما وضع عليها وليمة فاخرة ، إستوقفتها جدتها التي شهقت فور رؤيتها قائلة:-
_اطلعي البسي حجابك يا بت إنتِ زمان ابن عمك على وصول

أومأت بالموافقة لتشرد بعيدًا ،تلوم نفسها على نسيان أمر عودته ، دلفت إلى شقتها لتلتقط حجابها الابيض سريعًا لتعود مره أُخرى إلى جدتها ..

تلك هي ليله الجمعه وأخر ليله ستشهدها السنه ، وفي محافظه مرسى مطروح بالتحديد إعتادت العائله على تلك الأجواء الدافئه في كل يوم جمعه لكن تلك المره كان الحماس قد أصاب الجميع بخبر عودته إليهم خاصةً والدته وجدته و جده بالطبع ،أنهى الجميع مهامه لـ تهتف "نور" بجديه بعدما جلست بجانب زوجها:-
_انا مش مصدقه أنه أخيرًا راجع يا شريف ،خلاص هيستقر معانا وهطمن عليه.

إلتفت إليها بـ بسمة لـ يُتمتم :-
_اه راجع اللي هيشغلك عني ، وانا بالي عمره ما أنشغل إلا بيكي
نور بشئً من التحذير:-
_بس لـ حد يسمعنا ، احنا كبرنا علي الكلام ده.

وضع يده على كتفها هاتفًا بجديه مصتنعه:-
_شوفي يا نور يا حبيبتي، العمر بيبدأ بعد الستين .

تعالت ضحكاتها وهي تتأمل ملامحه ذاك الذي بالعقد الخامس من عمره ولازال يحتفظ بـ لياقته البدنيه وملامحه الوسيمه التي لم يُعكر صفوها تغضن ما حول عيناه مثلها تمامًا فقد حافظت على جمالها بقدر المُستطاع لتبقي ملامحها هادئه في عقدها الرابع والنصف وهي صاحبه بيوتي سنتر شهرته تعم مطروح بأكملها قد أهداها أياه زوجها ،مرت علاقتهما بالعديد من المشاكل لكنها لم تتواني ،أفاقت من شرودها على صوت جرس الباب لـ تفتح رواء بحماس وهي تُرحب بـ أبيها بحراره لـ تعانقه وهي تطبع قبله على أحدى وچنتيه ومن ثم إلتفتت إلى زوجته لـ ترحب بها بـ ودٍ بالغ،كانت زوجته تقرب إليها في السن فـ كانت صاحبة الخامس والعشرون عام متوسطة القوام و طويلة القامة لـ عيناها بريقهما الخاص باللون الاخضر وخصلاتها الطويله المموجه ذو اللون الاصفر كـ خيوط الشمس يُزيدها جمالاً ،لـ زواجها من رجل بـ عُمر فؤاد الذي في أواخر العقد الخامس من عمره كان لـ عدة أغراض الوقت كفيل جدًا بأن يكشفها إلينا ،أتت الصغيره من الداخل لتُرحب بـ جدها وزوجته تلك هي رهف الابنه الوحيده لـ نغم و مصطفي صاحبه الثمانِ سنوات لـ يُشاكسها كما إعتاد أن يفعل ،و أخيرًا قد وصل إليهم يامن الذي كان في عامه الخامس و العشرون طويل البنيه ، عريض المنكبين و بشرته خمرية ، لحيته مهندمة وعينان واسعتان باللون البني كان البعض يصفون عيناه بالجرأه على عكس شخصيته المُغلفة بالهدوء ، تلقى ترحيب حار من الجميع فور وصوله ،تلك الاجواء الدافئه كان بـ أمس الحاجه إليها ،عائلته هي موطنه لطالما كانت وستظل هكذا ، إلتف الجميع على طاوله الطعام و هُم يتبادلون بالاحاديث حول كل ما يخصه لينتهي الأمر بـ كلمة والده الجاده:-
_صفيت شغلك هناك ليه يا يامن

لحن الهوىٰ لم يشدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن