الفصل الثالث و العشرون

62 4 0
                                    


ليله تحلت بدفئٍ خاص ،قضت وقتها برفقة رواء هذا اليوم تنهمك في قائمة المدعويين و تهاتفهم و تارة أُخرى تروي لها رواء عن تغيير يامن و سهرتهم بالأمس تارة تُخبرها بمدى سعادتها و أُخرى عن خوفها من أن تتشكل صورةٍ للماضي في حاضرها و بالاخير غادرت لـ ترك مساحةٍ لـ نوم رغيد ،وقعت عيناها على فستانها الوردي لتبتسم بخفه و من ثم هدئت الإضاءة لتجعلها خافته بشكلٍ مُريح و جاهدت من أجل الخلود إلى النوم ، فـ يصعب علينا النوم أن كانت الاحلام تواعدنا بلقاءٍ على أرض الواقع....

فتحت والدتها الباب لتجدها قد أغلقت جفونها و بدأت في الانسجام مع غفوتها ف وصدت الباب و هي تنسل إلى الخارج ،جلست على أريكتها الوثيرة بغرفة نومها و هي تمسك بهاتفها و عقلها يراوغها بهِ ،جال بخاطرها أن تُهاتفه نظرًا لتجنبه لها ف على كل الاحوال بينهما إبنه و يجب أن يكون هناك تواصل بشكل حاضري ،لا تدري أكانت تُردد تلك الكلمات لتُذكر نفسها بأنه دافع إنساني لا أكثر أم أنها تتلاشى اللقاء مع نفسها ، لم تمر دقيقتان سوى و كانت تستمع السبب عندما قال بنبرته الرجوليه:-
_مُختفي عشان قررت أتجوز يا هالة.

إزدردت ريقها بصعوبة لكنها سرعان ما قالت:-
_ألف مبروك ،ياترى عرفت مسك.

_أكيد هبقى أبلغها و أتكلم معاها بس أما الموضوع يكمل

تنهدت بعمق ل تهتف بجدية:-
_طب انا قولت اطمن عليك و أكد عليك المعاد بكره.

تلقت صوته الممزوج ببسمةٍ تُحاصره و هو يقول:-
_متقلقيش مش هنسى.

إنتهت المُكالمة و بدأت تشرد فيما سيفعل ،من تكون زوجته المستقبلية ، و ماذا عنها ! ،توصد الباب دائمًا لـ تُلقنه درسًا فـ تزداد المسافه شئٍ فَـ شئ ،إنتشلت نفسها من تلك الاسئلة لتتنهد بغيظ قائله بنبرة عالي نسبيًا:-
_وانا مالي

____________
في الصباح الباكر بدأت الشمس تُداعب السماء بحياء ريثما كانت تحتسي قهوتها في الشُرفه ،و عندما إستيقظ قبل معاده المُعتاد لم يجدها بجواره نهض من الفراش ليتجه إلى المطبخ و بالتحديد إلى البراد و بعدما أخذ زجاجة الماء الخاصه بهِ خرج مُتجهًا إليها لتتسائل:-
_ايه صحاك بدري

شاهين بهدوء:-
_مش عارف.

تفوه بها و هو يجلس أمامها مُتمتمًا:-
_انا بفكر إنه هيفهم الموضوع غلط و إني كده بتخلى عنه.

هزت رآسها بـ لا لـ تُنفي أفكاره قائله:-
_عمرو هيزهق من قاعدة البيت ،لا لي ف نزول كتير ولا چيم ولا حتى سافر محافظة تانيه يغير جو هو بس الزعل مكسل عقله شويه.

وافقها الرآي ريثما إرتشفت ما تبقى من قهوتها و من ثم نهضت وهي تهتف ببسمةٍ حانيه:-
_هروح احضرلك القهوة و الفطار.

أمَأ إليها بالموافقه وهو يُبادلها البسمة ،نهض ليُحضر حاسوبه المحمول لـ يُتابع المُستجدات في السوق المحلي الخاص بمجاله ...

لم يمر الكثير و ذهب إلى عمله لتدلف خلفه السكرتيرة وهي تضع إستقالتها على المكتب قائلة:-
_آسفه يا مستر شاهين خطيبي مش عايزني اكمل شغل

رمقها بغضب قائلًا وهو ينظر إلى الورقه الموضوعه أمامه:-
_من غير مقدمات كده ،الاقي مين مكانك أنا دلوقتي و لا الحب ولع ف شغلي يعني.

إبتسمت رغمًا عنها من هيئته و تلك النبرة الحادة لـ تهتف بجدية:-
_لا صحبتي موجوده و عندها Experience زيي و اكتر شويه.

أمسك الورقه ليطلع عليها جيدًا و من ثم وقع عليها مُتسائلًا:-
_لو تقدر تعمل الانترڤيو النهارده يبقى يا ريت.

_تمام هكلمها
قالتها بحماس و هي تتجه إلى خارج المكتب لـ يُكمل ما كان يفعله قبل وجودها ..

_____________

_يعني يرضيكي كده ،لا هيروح معايا ولا عايزني اكون معاها من الصبح.
تفوهت بها رواء بغضب لـ تهتف نور بهدوء:-
_يا حبيبتي ما انتي اللي وقفتي زي الهبله متناقشتيش معاه ليه بقا.
تفوهت بها بضجر وهي تُكمل تصفحها لصفحات الموضه على التواصل الاجتماعي ريثما وبخت رواء نفسها بصوتٍ خافت فَـ تركت نور هاتفها و هي تربت عليها مُتمتمة:-
_خلاص أنا هكلمهولك و هخليه يوافق تنزلي دلوقتي.

أمَأت إليها بوجهٍ عابث ف هي لم تعتاد بعد على كونها زوجته وهو لا يقدر هذا ،أخذت نور الهاتف مُتجهة إلى غرفتها و بعدما طال الجدال بينهم أكثر من عشر دقائق هتفت :-
_اسمع اللي بقولك عليه ده شغل عيال ،البنت مسابتهاش ولا مرة ،هتفرق ايه لو نزلت بدري شويه.

يامن بهدوء:-
_خلاص بس متتأخرش

نور ساخره:-
_خايف عليها ابقى روح بارك و خدها ،يلا سلام

ترك هاتفه بجانبه و قد ظهرت علامات الضيق عليه ،يشعر بتحيُز والدته لها لكنه لن يجد طريقًا سوى الاستسلام

____________

ثمة شئٍ يكمن في الغروب ،شئٍ دافئ بشكل خاص برغم أنه لن يتبعه سوى الغسق لكن الجميع هُنا يُجيد التمايُل و إن خيم الغسق على سمائنا فلكن نجومًا لهُ لا تُجيد سوى التوهج لأنها خُلقت لهذا ،تمايلت معه على رمال الشاطئ أمام البحر مباشرةً وسط الموسيقى الصاخبة المُلازمة للاغنيه التي أختارها بعدما قد تُوجت أناملها بخاتم خطبته

"
I only pray you'll never leave me behind (never leave me)
Because good music can be so hard to find (so hard to find)
I take your hand, hold it closer to mine (yeah)
Thought love was dead, but now you're changing my mind ...."

الألحان تغمر المكان بأكمله كما فعلت بقلوبهم ريثما كان جميع الحاضرين يتمعنون بهم بسعادة ،مالت رواء على هالة عندما لاحظت شرودها لتتسائل:-
_ألا هي فين يا دبلة الخطوبه يا طنط.

تنهدت هالة بعمق قائلة بقلة حيلة:-
_أذواق

إلتفتت إليها رواء مجددًا لتتعلى ضحكتهم ،كان يقف بجانبها و مع ذلك لم يُلقي طرف خيط للحديث معها ك عادته بل وقف بكامل شموخه و لامبالاته أيضًا ،اللعنه على المد و الجذر الذي ينتاب الأمواجِ فَـ يُغير مسافتها ،ما كانوا خاضعين للوقت قط لكنهما لن يلتقوا بعودةٍ عادله لهما ،آثار الماضي لم تُشفى و إن طويت صفحاته فـ ظلت مُدونه في تاريخ علاقتهم ،إنتهت رقصتهم و قد صفق الجميع بحرارة فـ عادت هالة إلى الواقع من جديد

يُتبع..

لحن الهوىٰ لم يشدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن