بعدما إنتهت من تقليم أظافرها و كادت أن تخرج قابلتها نور على مضضٍ قائلة:-
_زي ما ضوافرك محتاجه رعايه في حاجات تانيه محتاجاها.أمَأت إليها بالموافقه وهي تُشيح بصرها من أعين الأُخرى مُتمتمه بهدوء يخالطه الضيق:-
_انا لقيت حل هيرضي الكل يا طنط متقلقيش
تفوهت بها وهي ترتدي نظارتها الشمسيه ،لم تهتم بحجابها الغير مُهندم فقط أرادت أن من المكان و بالفعل خرجت و ترجلت أول سيارة أُجرة قابلتها.بمرور ساعتان كانت قد أعدت سفرت الغداء لتضع ما لذ و طاب من طعامٍ عليها و من ثم جلست بجواره قائلة:-
_وانا جايه فكرت ف حل ،مش طالبه منك غير إنك تسمعني كويس.أشار إليها بيده لـ تبدأ حديثها ف قالت بنبرة مُرتجفه من شدة ترددها:-
_نجيب ليها مُربيه.نظرته حملت معانٍ كثيرة للرفض و إستبعاد الفكرة و أنها لم تروق لعلقه لكنها أكملت بنفس النبرة:-
_إنتَ واخدني من بيت متعلمتش فيه اشيل مسؤوليه كامله ،انا هنا بعمل كل حاجه لوحدي ،عقلي بيكون عارف اني مقصره معاها بس مبيبقاش عندي حل غير اني أهملها أو أهملك ،انا مش طالبه كتير يا مصطفى ريحني أرجوكهز رآسه بـ خفه ليهتف بتردد:-
_بسقاطعته مُردفه:-
_يا حبيبي وجود مربيه معاها هتهتم بيها و هتعلمها حاجات كتير و تشغلها عننا و هنعرف نسافر و نسيبها هنا ف مكانها لو التانيه مستعده تبات ف الايام دي.قاطعها بنبرة عاليه:-
_حيلك حيلك ،فكرة قال ده إنتِ مخططه لكل حاجه.
تفوه بها ومن ثم بدأ بتناول طعامه ليُردف:-
_خليني افكر و اختار حد مناسب بنفسي لو وافقت.لاذت بصمتها برغم من أن نبرته تُثر غضبها رمقته خلسةً بعدم رضا ،لاحظ نظرتها و لم يُعلق لتبدأ هي الأُخرى بتناول الطعام في صمت..
__________
_هما كده كده عرفو إننا هنتخطب من بوست قراية الفاتحة.
تفوه بها ثائر وهو يُشعل سيجارته لـ تهتف مسك :-
_انا فاهمه ،بس مش حابه وجودهم بصراحهأمَأ إليها بتفهم لـ يتنهد قائلًا:-
_خلاص نعمل حفلة صغيره متبقاش كبيره اوي حتى تبقى حجه مناسبه إني معرفتش أعزم زمايل شغل.قاطعتهم والدتها وهي تقدم له العصير لتجلس بجوار مسك مُتمتمة:-
_انا شايفه إن مش لازم تخافي كده من ردود الفعل.أسبلت أهدابها بوهن وهي تهز رأسها بـ لا قائله:-
_انا مش خايفه من حد ،انا بس عايزه اليوم يبقى لطيف.لاذ كُلًا منهما بصمته لـ تُردف بضجر :-
_يا جماعه انا مبستخباش بس.قاطعها وهو يهتف بهدوء:-
_هنعمل اللي إنتِ عايزاه متقلقيش.حمحمت هاله بحرج لتقول بنبرة هادئه:-
_انا شايفه مادام الاحتفال صغير ،وانتو داخلين خارجين مع بعض كتير ماشاء الله يبقى الخطوبه تتعمل خلال الأيام دي.
تفوهت بها فـ رمقتها مسك بـ لوم ،أما ثائر قد تفهم الأمر فَـ هتف:-
_مفيش مشكله ،نشوف المكان و فستانها يوم و يوم نشوف حوار العزومات و نعمل الخطوبه ف اليوم التالت.وافقته فـ أردفت بتردد:-
_ياريت لو مصممين على حوار البحر ده يبقى شاطئ بلاش جوا البحر ف الجو ده.وافقوها الرآي ليلاذ جميعهم بالصمت فـ بدأ بـ إرتشاف العصير و هالة اكتفت بترقب مسك التي بدا عليها السعاده و التوتر معًا ،كأن التوتر الذي بداخلها يتجانس مع اي شعور يُصادفه فَـ صار هذا المُعتاد.
__________
وضعت باقة الزهور بجانب المكتب وهي تنظر نحوه بشغف يُرافقه بسمتها الهادئة و من ثم أشارت للعامله لتضع الورود في الفاظه الزجاجيه ،هتفت منة بسعادة:-
_قولتلك اللي هيغير مودك ترتيب مكان الشغل.إختفت البسمة شئٍ فـ شئ و إكتفت بإيمائه خفيفه ك إجابه على الاُخرى أما عقلها جال بهِ طيفه تناغمت نظرات ضعفه و قسوته و كأنها تُعرض أمامها على شاشة عرض تكاد أن تلعن ما أطاح بهِ إلى هُنا -فراقهم- ، لما لم تُخلق الذكريات رحالة فـ لا يكون هناك صفحةً للماضي بحاجه للطي ،الحاضر عقيم غير كافٍ للتخطي ،لا يضم قاموس التعافي ..
جلست منة ريثما كانت تترقبها بقلة حيلة و رغم أن علاقتهما ليست قويه و الصداقه بينهم عملية لا أكثر كانت تضمن معها بجانبها الأُنثوي و معه هو من الجانب الإنساني ،تذكرت آيضًا غضب زوجها الذي سردت له الكثير عن نفس النقطه و أمرها بتجاوزها لأنها لا تُعيرهم بشئٍ قط ،قطعت الصمت الذي خيم عليهما مُتمتمة:-
_تعالي نشوف مكان حلو ناكل فيه يلا
تفوهت بها وهي تنهض لتحمل حقيبة يدها و أتبعتها الأُخرى بعدما وصدت خلفها باب المكتب وقد نسيت أن تضع بعضًا من الماء للورود تركتها للتلقى مصيرها بالذبول كـ قلبها تمامًا ..
___________شديتي عليها اوي يا نور إنتِ برضو
تفوهت بها رواء وهي تسكب الماء المغلي في كوبها الموضوع به عشب اليانسون و من ثم كررت العمليه في المج الخاص بـ نور بعدما وضعت بهِ ظرف من قهوة سريعة الذوبان بالكريمه ،أمسكت نور بالمج الخاص بها حيث أنها كانت تقف أمامها لتقول:-
_البنت فعلًا نفسيتها وحشه و لا انا و لا إنتِ هنسد دور الأم.تنهدت رواء بغيظ لتضيق عينها اليُمنى بشكل عفوي وهي تهز رأسها قائلة:-
_انا مش فاهمه هي ليه تنتظر مننا نعمل كدهوافقتها نور وهي ترتشف من مشروبها لتهتف من بعدها:-
_فعلا مفيش داعي لكل ده.حمحمت نور بحرج وهي تُغير مجرى الحديث قائلة:-
_مش ملاحظة يعني إن الدنيا ساكته ولا كأن جد حاجه عليكي.إلتفتت إليها وهي تتسائل بإستنكار:-
_وهو ايه جد مش فاهمه._يا حبيبتي يامن بقا جوزك ،ولا خرجتو ولا احتفلتو لوحدكم ده حتى كلام تليفونات مفيش.
تفوهت بها بعدم رضا ريثما تركت الأُخرى الكوب من يدها مُتمتمة:-
_بنتشات أما بيكون فاتح.
تنهدت نور بعمق وهي تهتف بإزدراء مصطنع:-
_جيل مقرف ،يابنتي هو في احسن من لما تسمعي الكلمة كده وهي طالعه منه بإحساسها ،المسدچات دي للضروره مش لغة حوار قويه._قوليلو الكلام ده بقا
تفوهت بها ببسمةٍ هادئه لـ تهتف الأُخرى وهي تتجه إلى المطبخ:-
_طب قومي نحضر العشا زمانه على وصول.
دلفت خلفها إلى المطبخ لـ تُساعدها ،شريدة لم تُلامس الطمأنينه الكامله إلى الآن فَـ حُبها لم يرتقي للمنزلة الاعلى منه إلى الآن ألا وهي الأمان ،لازالت تتوقع ظهور الخذلان عكس توقعاتها بأن التحضيرات قادره على إشفاء ذاك التشتت لا تدري أنها هي العلاج بذاته و التجاوز كان بيديها و رغم هذا لازالت تستبعده ،غايتها كانت لقاءٍ و عقلها يُحارب الغايه و ما بيدها وسيلةٍ للإرتقاء و عدم تشكيل ظنونٍ سلبيه بذاك التوقيت.يُتبع...
أنت تقرأ
لحن الهوىٰ لم يشدو
Romanceالمُقدمة:- ريثما يميلُ قلبُكَ إعلم أنكَ صرت صريعًا لدقاته، حينها من الوارد أن تُحارب نفسك، تُغير مبادئك، هُنا راية الإستسلام بيضاء عكس المُقاومة المُشوبة بالرمادية وإن قاومت لإنقاذُ نفسك فَـ هنيأً لكَ بِهلاكك و للإستسلامُ لذةً خادعة قادرة على خلق طب...