الفصل التاسع عشر

61 5 0
                                    


شعاع شمسٍ يُداعب السماء بـ حياء يُلازمهُ الرهام المُتساقط  منها ،رنين هاتفه لعدة مرات جعلة يفتح جفونه بثقل ،إعتدل في فراشه ومن ثم تثأب لـ يُعيد الاتصال بالرقم الظاهر أمامة فـ أجابته المُتصله:-
_السلام عليكم انا صاحبته نجاة.

أجابها عمرو بهدوء:-
_عليكم السلام ،خير يا فندم.

منة بنبرة تحمل شئٍ من الجدية:-
_انا جايه مكانها و بالمرة انا مُصرة أتكلم مع حضرتك.

نظر للساعه في هاتفه ليجدها الثامنة صباحًا فـ هتف بضجر:-
_طب حضرتك انا متأخر على الشغل خلقة ،بعد الشغل عدي عليا.

منة بـ إعتراض:-
_لا ما أنا تحت بيتك.

زفر بحنق قائلًا:-
_هو حضرتك بتحطيني قدام الأمر الواقع ليه إنتِ والدتي ،عمومًا عشر دقايق و أنزلك.

نهض لـ يدلف إلى المرحاض المُلحق بالغرفة و بعد فترة وجيزة خرج ليرتدي ملابسه ،اختار بدله سوداء بالكامل عدا رابطة العنق كانت باللون الجملي لينتعل حذاء بنفس اللون و كذلك الحزام الجلدي ،صفف خصلاته و من ثم وضع عطره الشرقي و هندم لحيته القصيره ،هرول بالنزول بعدما إرتدى نظارته الشمسية فَـ وجدها بداخل سيارة تستقل أمام منزله مباشرةً إتجه إليها لـ يُعطيها حقيبة صغيرة بها المحتويات التي كانت تتناثر ب اركانٍ مختلفة ،مدت يدها لـ تُصافحه و هي تهتف:-
_مدام منة الدمنهوري.

صافحها بلا إكتراث قائلًا بترحيب رسمي:-
_أهلًا وسهلًا

لاحظت الحرج و الضيق معًا على وجهة لـ تقول:-
_في كافيه قريب من هنا تعالى ناخد قهوتنا و نتكلم

سار معها إلى أن وصلو ،إختارت الطاولة المُجاورة للنافذة ف جلسا ومن ثم جاء النادل ،نظرت بشموخ وهي تُتمتم:-
_قهوة سادة من فضلك.

دون طلبها ومن ثم نظر نحو عمرو ليهتف بهدوء:-
_قهوة مظبوط.

إنسحب النادل ف تسائل:-
_خير حضرتك

تنحنحت بحرج قائلة:-
_نجاة ندمانة عايزة ترجع و انا حابه أكون طريق مختصر بينكم ،سوري يعني بس كلنا بنتصرف من ورا جوازنا ساعات خصوصًا ف الأمور المادية

أمَأ إليها بتفهم وهو يتسائل بسخرية:-
_ايه علاقة اللي عملته بالامور المادية ،هل أخدت من فلوسي من ورايا مثلا ! ،دي لعبت ف عداد عمري إنها تتصرف ف ورق يخص شغلي عشان شوية فلوس اللّٰهُ أعلم المرة الجاية هيحصل ايه.

كان يُسيطر على إنفعالاته بقدر المُستطاع و برغم ذلك كانت واضحة لها فـ هتفت:-
_انا مُدركة إن اللي حصل مختلف ،بس.

_ردة فعلي بالنسبالي طبيعية واحد تاني كان ممكن يوريها الويل وهي معاه بس انا معنديش الطاقة دي ،وانا مش قاعد ف محطة مصر عشان أواجه خيانة أمانة بالطريقه دي و أفضل معاها.
تفوه بها بنبرة حادة لـ ينهض من بعدها قائلًا:-
_فرصة سعيدة يا مدام بس ده معاد شغلي.

ترك الحساب على الطاولة و وثب إلى الخارج بهيئه منزعجه أما هي فَـ أكملت جلستها في هدوء بعدما إستسلمت لـ غايته ..

_____________
_في أنشطه كتير البنت المفروض تمر بيها معاكي ،زي تتعلم الصلاة و قواعد و أصول دينها و كمان تشاركيها لحظات روتينية مختلفة زي ال Shopping مثلًا ،النادي ،أو حتى فيلم أنميشن أو حدوتة صغيرة قبل ما تنام لازم تحس أنها موجوده في دايرتك دي الخطوات الاولى ليكي ،بجانب إن إنتِ و باباها تدوها الدعم و الحب اللي محتاجاه ف سنها الحالي.

تُنصت إليها بإهتمامٍ بالغ مُتلزمة الصمت ،لاحظت آية توترها المُصاحب للضيق الواضح عليها فـ أردفت آية وهي تنهض لتجلس على المقعد المجاور لها بدلًا من مكتبها:-
_لازم تسهلي على نفسك لأن تقربك منها دلوقتي أسهل بكتير من فترة المُراهقة بعدين و أنا و إنتِ عارفين إن دي أصعب مرحله.

نغم بهدوء:-
_طب و باباها دوره ايه.

هتفت آية:-
_اكيد لي دور ف كل الحاجات دي حسب ما شغله يسمح ،بس بما إنك مش بتشتغلي المهام الأكبر هتكون مسؤوليتك و ف الآخر دي مجرد نصيحه عشان البنت.

إغتصبت البسمة لازمتها إيمائه خفيفه و همت بالنهوض و من ثم مدت يدها لـ مُصافحتها مُتمتمة:-
_فرصه سعيدة و ميرسي على النصيحه.

آية بنبرة رسميه و هي تُصافحها:-
_تشرفنا ،ولو لسه حابه تنقلي البنت دي حاجه ترجعلك.

غادرت المدرسة وهي تستشعر مزاجها السيئ فـ قررت الذهاب إلى الصالون الخاص بـ نور ،لعل مزاجها يتحسن بعدما تقلم أظافرها أو تغيير شئٍ في شعرها و بالفعل إتجهت إليه.

_بقا مطلب جماهيري إنك ترجع لنجاة ،انا شايف انك ترضي جميع الأطراف و ترجع.
تفوه بها شاهين وهو يتناول وجبة الإفطار برفقة عمرو بمكتبه ف هتف الآخر بعدما ترك زجاجة الماء من يده:-
_شاهين الأطراف الوحيده اللي مستعد أرضيها دلوقتي هي أطراف البيتزا.

غير شاهين مجرى الحديث كي لا يُثر غضبه فَـ قال:-
_حوار إن الاجازة بقت يوم موحد مزعله الموظفين.

وافقه الرآي ليُتمتم:-
_فعلًا مش حابين حوار يوم الجمعه ،بس ساعات بتفقو على سفر ف الاقي قسم ب حاله مش موجود ،اما الشركه لما تبقى يوم موحد اجازة محدش هيضرر.

لاذ الآخر بـ صمته لـ يُتمتم الآخر بتردد:-
_شاهين ،في خبر انا عارف إن مش هيبقى على مزاجك

نظر إليه لـ يترك له مجالًا لـ شرح موقفه فـ قال:-
_عندي نيه أسافر ألمانيا ،أستقر هناك

هز رآسه بـ خفه قائلًا بـ إعتراض:-
_لا مش هيحصل.
تفوه بها بحزم و من ثم أردف:-
_عمرو انا مُتفهم إنك مش عارف تتخطى اللي حصل ،بس مفكرتش حتى ف إنتَ هتحس بـ ايه وانت هناك

تنهد الآخر بعمق لـ يُجيب بقلة حيلة:-
_احساس رقاصه تايبه بتحن للكباريه

لاحت البسمة على ثغره رغمًا عنه مُتمتمًا:-
_مفيش فايده ف العالم الموازي بتاعك.

_انا مش قادر اتعامل مع إلحاح اللي حوليا و لا صياحها و تلقيحها ف كل حته ف السوشيال ،انا فاصل.
تفوه بها بـ ضجر فـ هتف شاهين :-
_يا عمرو كلو عامل على اللي بينكم مش أكتر.

_إنسى ،مفيش حاجه أرجع عشانها.
تفوه بها وهو ينهض بعدما أنهى طعامه و في ذاك الوقت ولج إليهم يامن و ما أن وصد الباب خلفه تمتم شاهين بحنق:-
_يابني ابقى خبط يابني زهقتني.

أكمل السير لـ يجلس على المقعد المواجه لـ عمرو و من ثم تمتم:-
_مش مكفيكم منزلني وانا لسه كاتب كتابي.

شاهين بسخريه :-
_ايوه فعلا الولادة صعبه.

تنهد عمرو بنفاذ صبر قائلًا:-
_طب هروح انا مكتبي بقا.

وثب إلى الخارج ليتسائل يامن وهو يضع الملف الذي كان بيده أمام شاهين على المكتب:-
_ماله ده.

صاح شاهين:-
_ما إنتَ عارف.
تفوه بها بحنق ومن ثم ساد الصمت لتسائل الآخر :-
_هي نهلة أما كانت هنا ،جت ليه.

فتح الآخر الملف ليطلع على الأوراق بهيئه جاده ريثما كانت الاحرف مُتداخله بالنسبة لعيناه و بالاخير هتف ولازال يطلع بهم:-
_كانت عايزه تتعين ،جت لوحدها عشان ميبقاش لفؤاد دخل.

ضيق يامن عيناه بشك ،لم يطلع عليه الآخر ليحافظ على ثباته ف هتف بتساؤل:-
_ويا ترى عمي عارف.

إلتفت إليه ليستند على المكتب قائلًا بنبرة ساخره:-
_يا ترى المفروض أسأل واحده جايه لوظيفه قولتي لجوزك ولا لا ،عمومًا تمارا عارفه إنها جت تقدر تسأل حد منهم ،أما دلوقتي روح مكتبك.
قالها وهو يُشير إلى الباب بضيق فَـ إنسحب الآخر من هذا الجدال مُتذكر أن علاقتهما هُنا صاحب عمل و موظف و وفقًا لما دار هو مُخترق لتلك الحدود ،أما شاهين ف أرسل رسالة صوتيه عبر الواتساب لزوجته يسرد بها ما دار و رده فعله وبالاخير تبرير بأن ما حدث كان بدافع الستر لا أكثر ،تنهد بإرهاق فور إنتهائه ثم ترك الهاتف من يده و بدأ توقيع الاوراق التي مازلت بيداه بالأخير أثناء طلبه لقهوته التي كان في أشد حاجتها...

___________

تعبث بهاتفها و يجاورها بنفس الاريكة يلاذ كلاهما بصمته مُتجاهلًا وجود الآخر هي تتصفع مواقع التواصل وهو يقرأ كتابًا عن التنمية البشرية قد وجده بالأمس في مكتبته ،تعالت صوت نغمة هاتفها ليُضيئ بـ إسم تمارا ،أجابت ببرود:-
_الو

تمارا بنبرة جافه خاليه من التعبيرات:-
_يامن فضل يسأل روحتي الشركه ليه ،قولنا انك بدوري على شغل بس ياريت متتكررش تاني.

أجابت ببرود مُجاريه كلمات الأُخرى:-
_طب ما أنا روحت عشان كده فعلًا.
تفوهت بها لـ تُثر غضب الاُخرى وبدافع إنكار تواجدها لسببٍ آخر وبالفعل إشتعل الغضب بداخل تمارا لكنها لم تُجادلها قطع الاتصال كان كافيًا لرد الغضب إليها و بعدما أغلقت تسائل فؤاد ولازال ينظر في كتابه:-
_بتكلمي مين.

أجابته بلا إكتراث:-
_دي واحده صحبتي بتسأل على حاجه ،وبتأكد عليا معاد عيد ميلادها النهارده.

رد ساخرًا:-
_و إنتِ صاحبة واجب لازم تروحي.

_و لازم هدية شيك كمان ،عشان كانت مجاملاني.
تفوهت بها بنفس بنبرتها البارده لـ يُتمتم الآخر بخفوت:-
_طب وانا مش ناويه توجبي معايا.

مضغت العلكة و هي تأومأ بهدوء بعدما أدركت ما يقصد لـ تقول:-
_وماله إنشاء الله.

زم شفتيه و من ثم زفر قائلًا بغضب:-
_الهدية اللي هتتجاب لو غاليه اوي نجيبها وانا معاكي

هزت رأسها بـ لا قائله:-
_الفلوس العاديه اللي بصرفها

_لا و إنتِ ست موفره الصراحه
تفوه بها وهو ينهض لترمقه بـ إزدراء و بعدما خرج من الغرفة بصقت بإتجاهة ،يزداد نفورها منه تمردها أيضًا يُسيطر على عقلها ك اللعنه ،لعنه تستشري بجسدها ك تلك المواد السامه التي تخترع الأكاذيب لإقتنائها بشكل مُستمر ،نظرت ف المرآه ف ضجرت من البُن المُحَاصر عيناها الخضراء شحوبهم و شحوب وجهها بأكمله كان يزداد يومًا تلو آخر ..

يُتبع...

لحن الهوىٰ لم يشدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن