الفصل السابع عشر

62 6 0
                                    


فستانها الأبيض ذو تصميمٍ راقٍ مع لفة حجابها البسيطة و القليل من مساحيق التجميل ،أظهرت جمالها و كأنها النجمة الوحيده التي تتوهج اليوم في السماء ولجت لها الأخرى وهي تتغنى بنبرة مُفعمة بالمرح:-
_تعالى بَيّت عندنا دوق عيشنا و ملحنا وإن كنت خايف من ابويا ابويا ف الشغل مش هنا.

إطلعت على إنعكاسها لتتسائل رواء بهيئة مشدوهة:-
_اي اللي بتقوليه ده.

ثم إتسعت بسمتها وهي تُردف :-
_ابويا بره إتلمي.

إستندت مسك على كتفيها مُتمتمه بلا مُبالاه:-
_ايوه بره الشقه.
تفوهت بها و هي تبتعد عن الأُخرى لتُعيد خُصلاتها المُنسابه إلى الخلف و قد راجعت على هيئتها من فستانٍ حريري ذو حملات رفيعة باللون الاسود و قلادة ذهبية تتناسب معه و أخيرًا تذكرت عطرها ف أخرجته من حقيبة يدها الصغيره لـ تنثُره ك لمسة أخيرة تتبعها أحمر الشفاه المُلفت ،تنهدت بـ أريحية لتتسائل رواء:-
_هو مش اللوك بتاعك جريئ شويه.
تفوهت بها ومن ثم تنهدت وهي تمط شفتيها مُتمتمه:-
_اتخانقتي مع هلول مش كده.

نفت الأخرى وهي تُتمتم بضجر:-
_لا مش خناقه بعينها ،بس يعني المود مش عاجبها.

لاذا بصمتهم لتدلف إليهم نور هاتفه بحماس:-
_يلا يا بنات انزلو تحت المأذون جه.

بمرور خمس دقائق كانت تترقبه وهو يردد خلف المأذون الشرعي برفقة أبيها ،تُردد شفتيه الكلمات و تحدق بها عيناه ،كأنه في لحظة مُفاوضة مع الفُراق بأن لا يقع في مسارهما مُجددًا ،تلك البسمة التي تَوجت ثغرها تُجزم على عشقه ،طال الوضع لدقائق أُخرى ليُردد الحاضرين وراء المأذون الادعيه التي يتلوها عليهم و بعدها نضهت لتستقبل كم هائل من المُباركات و الزغاريد ، وتلك الجدة التي كانت تقف شامخه خلفها الآن تبكي بدموع الفرحه التي لطالما إنتظرتها لهم جففت دموعها بمنديلًا ورقي وهي تستند بكتف فتحي ،و بعد تلقي المُباركات وقفت أمامه ليُعانقها بـ قلبه أولًا ،كانت ضمته لها صادقه تحمل معانٍ كثيره للشغف و لوعة شوقه تُظهر ما يُكنه القلب لها و هي كـ فراشةٍ أجادة التحليق لتوها فَـ ذاقت مُتعته تركت الطاوله ليلحق بها إلى مقعدهما الابيض الوثير ، الجُدران من خلفه مُزينه بالتُل الابيض تتوسطهم باقة زهور دائريه تحمل اللونان الابيض و الاصفر معًا و بجانبهم ستار ضوئي يميل ضوئه الاصفر إلى الذهبي قليلًا ،قد زُينت شقة الجد بواسطة wedding planner لتتماهي مع طبيعة المُناسبة ،إنضمت إليهم مؤخرًا نهلة التي تلقت التجاهل من الجميع ذهبت تجاه رواء لـ تُلقي عليها المُباركه ،أجابتها الأُخرى على مضض:-
_ميرسي يا نهلة ،الله يبارك فيكي.

إستدارت وقبل أن تتجه نحو تمارا وجدتها تتشبث بذراع زوجها و ترمقها كأنها ترى شئٍ مقيط ف تراجعت مُلازمة فؤاد ، تشبث تمارا بهِ المُبالغ فيه جعله يتشتت في حديثهُ مع عمرو حيث أن شاهين كان يتوسط الأريكة بينها و بين عمرو ليتسائل بضيق بعدما إلتفت إليها:-
_في ايه يا تمارا هو انا هتوه يا حبيبتي.

لحن الهوىٰ لم يشدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن