الفصل الرابع

196 8 0
                                    


في العاشره صباحًا تقف الجده في مطبخها تُعد وجبة الفطور ريثما كان يطوف حولها بتوتر لـ تهتف بسخريه:-
_بتلف حوالين نفسك ليه ، احكي

رمقها بـ مكر مُتمتمًا :-
_على اساس مش عارفه ليه ، ما تصالحينا علي بعض بقا يا تيتا.

عنايات بحزم وهي تتجه إلى غرفة السفره:-
_مشاكلكم تحلوها سوا ، وبعدين إنتو مش متخانقين

لحق بـ خطواتها حاملًا أكواب الحليب لـ يهتف بـ إبتسامه:-
_مش متخانقين ولا بنتكلم ، ف انا هعتمد عليكي يا ست الكل.

تنهدت بنفاذ صبر تخفي وراءه ابتسامة توحي بالحماس ، وبـ نبرة تحمل معاني الجديه هتفت:-
_عايزني اعمل اي.

إعتلت البسمة وجهه ومن ثم رمقها لبرههٍ بشرود متمتمًا:-
_هقولك
______________

فتحت عيناها ببطئٍ يتبعه تكاسل على جرس بابها لـ تنهض بتثاقل وهي تزفر بحنق ، فتحت لـ تجدها تقف أمامها بإبتسامه بلهاء برفقة إبنتها و حقيبة سفر صغيرة ،حكت مقدمة رأسها وهي تهتف بصوت ناعس:-
_ايه ده يا نغم انتو مسافرين

دلفت الاُخرى لـ تجلس مُتمتمه بثقه:-
_وطبعا هتخلي رهف معاكي عشان مدرستها ،بس بلاش تسيبيها لوحدها

إلتفتت إلى رهف لـ تبتسم إليها بـ عفويه لكن سرعان ما إلتفتت لـ نغم وهي تُتمتم بتوسل:-
_لا أرجوكي مش وقته ، خطوبة صحبتي النهارده ، و الأيام اللي جايه هكون ف الجامعه

ربتت على كتفها لـ تبتسم وهي تُتمتم:-
_متقلقيش أما يحصل كده نزليها عند جدتها او حتى طنط نور هي بتحبها اوي.

لم يبقى أمامها سوى الإستسلام لـ رغبتها كي لا تحظى بمزيدٍ من الإلحاح لـ تلتفت إلى الصغيره وهي تفتح ذراعيها لـ تركض الاُخرى نحوها ،و أنتهى الأمر بعناقٍ دافئ بين العمه وإبنة أخيها لـ تنهض الأُخرى وهي تقول:-
_انا همشي بقا عشان أحضر الشنط بتاعتنا.

خرجت ريثما نظرت عينان الصغيره بـ حُزن لـ تحتوي دُميتها التي كانت عباره عن دُب أبيض متسائله:-
_مأخدتنيش معاها ليه

جثت رواء على رُكبتيها لـ تمسح على خصلاتها هاتفه:-
_عشان انا جبت كارتون كتير اوي وهنتفرج عليه سوا.

توهجت مقلتيها بـ حماس لـ تسير معها إلى الغرفه ،أندثرت في الفراش بجانبها لـ تُتابع إحدى الافلام الكارتونيه في صمت ريثما كانت تعبث رواء بـ هاتفها لـ تُصاب بالذهول فور علمها بـ أنه قد قام بحذف جميع حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ،مما جعلها تُهاتف صديقتها لـ تسرد لها ما رأته لـ تُجيبها مسك بضجر:-
_رواء حبيبتي النهارده خطوبتي واخده بالك ، عمومًا دي مش حاجه مهمه أكيد عايز يفصل شويه من السوشيال

زفرت الاُخرى لـ يجتاحها الحزن ف هتفت بنبره خافته:-
_يامن ياخد بريك من السوشيال ما تقولي كلام يدخل العقل

لحن الهوىٰ لم يشدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن