الفصل السادس

134 9 0
                                    


شمس يُغلفها الضباب وسط رياح بارده تُعانق الأرض بـ جراءه ، كانت تضع لمستها الاخيره من مساحيق التجميل المُناسبه لـ الجامعه ريثما دلفت والدتها وهي تتسائل:-
_قافله تليفونك ليه خطيبك صحاني .

تنهدت بحنق لـ تسبل أهدابها مُتمتمه:-
_ده إحنا إتكلمنا اربع ساعات بحالهم ، ومكنش لاقي حاجه يقولها .

إتجهت نحوها ومن ثم ربتت على كتفها لـ تهتف بـ هدوء:-
_يا حبيبتي عشان لسه ف البدايه ، بعد أما تاخدو على بعض إنتِ اللي هترغي و تشتكي من السُكات.

ألا تعلم بـ ضجة وتينها كـ شكوى لـ صمت ثائرها ، بل لـ صمتها و مواجهتها الواهنه لـ نفسها ، ألم تقوى على البوح ، أو على رفض من لم يدق له الفؤاد و لن يدق له يومًا ، نظرت إلى بريق خاتمها و تمنت لو كان المُقتني قلبها لـ يتألق بـ لوعة الهوى ، ومن ثم وبخت ذاتها على نزاعٍ لم يدفعها إليه سوى عقلها ، أمأت إلى والدتها بتفهم لـ تهتف بـ حزم:-
_هبعتله مسدچ و أما أرجع نبقى نتكلم.
__________
_على فين يا وحش الجغرافيا.
تفوه بها وهي تهرول بالنزول لـ تقف أمامه وهي تهتف بـ غضب:-
_يامن عديني أنا متأخره.

أخذ جانبًا لـ يسمح لها بـ المرور لكنه تمتم بجديه بعدها:-
_احنا عيله واحده.

وقفت مكانها لـ تُحدق بهِ بـ صمت لـ يُردف:-
_ياريت نتعامل بـ طريقه كويسه و أوعدك لا هفتح ف القديم ولا هضايقك ، كمان انا رتبت الاوضه بتاعتي تحت و مش هقعد هنا تاني عشان تاخدي راحتك زي الأول.

أمأت إليه بالموافقه و لم يفهم ربكة نظراتها التي توزعت على الارجاء تنحنحت بحرج و إنسحبت بهدوء بعدما هتفت:-
_عن إذنك.

ترقب خطواتها الهادئه وهو يتذكر كلمات أبيه بـ الأمس أثناء جلستهم الليليه في الشرفه ،حينها تحلى بشئٍ من الحكمه مُتمتمًا بجديه:-
_أسحب نفسك يا يامن ، مش عشان الأدوار تتبدل متستناش ده ، لازم تنسحب يمكن بعدين تبدأو من جديد.

إنتشلته من شروده جدته حينما هتفت بـ جديه:-
_تعالى أفطر يالا قبل ما تروح شغلك
__________
_البنت مش مبسوطه ده واضح عليها ، لكن.
قاطعها وهو يترك فنجان قهوته لـ يُتمتم بجديه:-
_مسك أختارت سيبيها تخوض التجربه يا هاله.

لاذت بصمتها لـ يُردف بتساؤل :-
_هاله ، مش ناويه تبعدي عن عندك و ونرجع سوا.

إلتفتت له وهي تُتمتم بدهشه:-
_عندي ، انا اللي عاندت.

تبدلت الأدوار ليصبح هو الصامت مما جعلها تُردف بـ إنفعال:-
_إنتَ ضعيف قدام شيطانك ياعاصي ، وانا مش بالقوه اللي تسمحلي أعديلك.

أمأ إليها بتفهم لـ ينهض مُتمتمًا:-
_بلغي سلامي لـ مسك و خليها تعدي عليا

كادت أن تنهض لكنه أشار إليها بالبقاء هاتفًا:-
_خليكي انا عارف طريقي.

لحن الهوىٰ لم يشدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن