يجلس ليل على طرف الأريكة مرتديًا ملابس البيت ;بنطال قطني أسود اللون وقميص قطني من اللون البيج بنصف كُمّين، لاتزال نظرات الذهول والتعجب تنبعث من مقلتيه وهو يحدّق بهذا الجالس على الكرسى المقابل له لا يبدِ اهتمامًا ولا ينظر إليه حتى ،بل يركز بصره على علكة مغلفة بيده .. يرتدي بنطالاً أسود اللون من خامة الجينز يعتليه قميصًا من اللون الأبيض ذو أزرار مغلقة عدا أول اثنين ويرفع أكمامه حتى مرفقيه ،ويضع قدمًا فوق الأخرى ، قام بفتح العلكة وهو يقول :
_على فكرة عملت حسابك معايا ،انا عارف انك بتحب لبان النعناع.
لم يعره ليل أى اهتمام وظل يلقي نظره أكثر من مرة على سلاحه الملقى بعيدًا ثم يعيد النظر إليه ليتأكد من انشغاله بثني الورقة ليخلق منها شكلًا صغيرًا ،حتى تكلّم دون النظر إليه :
_مش هتلحق يابرو
التفت له ليل متسائلًا :
_نعم؟
رفع عينيه ونظر له قائلا :
_مش هتلحق تمسك المسدس اللى عمّال تبص له كل شوية.. ولو لحقت مش هتعرف تعمل حاجة ، واظن انى لسة قايل لك انا فاهمك وعارف حركاتك كويس، فـ متلعبش معايا
صاح ليل فجأة بشئ من العصبية :
_انت مين بالظبط وعايز إيه !؟
تابع طيّ الورقة الصغيرة بيده وقال بكل هدوء :
_بالنسبة لـ "انت مين" ، انا أدهم
ثم تابع :
_انما "عايز ايه" بقى .. فـ باختصار شديد ،انا عايز الحجر الأبيض !
عقد ليل من حاجبيه وصمت للحظات ثم قال :
_ومين قال لك انه معايا؟
_انا متأكد انه معاك يابرو!
لم تتغير نظرات ليل ولم يظهر عليه أى رد فعل ،فقال أدهم :
_ايه؟ مش هامّك؟
_مستنيني اخاف واستخبى؟
_لا طبعا انا عارفك مش بتاع الحركات دى خالص ، بس متهيألى المرة دي لازم تعمل كدا
.
ساد الصمت وهما يتبادلان النظرات الحادة المتشابهة لبعض الوقت ،حتى تحدث ليل :
_هو انا ينفع افهم انت ازاى شبهى كدا؟
_مش بيقولوا يخلق م الشبه 40؟
_قالو شبه ، مش تطابق !!
ضحك أدهم باستفزاز :
_عادى يابرو بتحصل
رد ليل باشمئزاز و عدم رضا :
_ايه برو دي !؟
_بدلّعك .. اكمننا شبه بعض وحاسس كدا اننا اصحاب من زمان
ثم تابع بجدية بها شئ من السخرية والملل :
_متخافش مش اخوك التوأم اللى تاه وهو صغير وامك مقالتلكش عليه عشان افتكرتوه مات ولا اللي حطتوه في الملجأ واتربى مع عيلة تانية ، ماليش في الأفلام الفكسانة دي
أنت تقرأ
صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)
Viễn tưởngلمَ يتمتع غريب الأطوار هذا بسِمات مخيفة لا يمتلكها البشر؟ ولمَ يصبح الحجر الأبيض لعنة رغم مميزاته المدهشة؟ •'صراع مع التوأم المزيف (لعنة الحجر الأبيض)'• - جميع الحقوق محفوظة للكاتبة شهد مدحت
