صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)

|11| لعنة الحجر الأبيض

نهار يوم جديد ، بالساعة الواحدة ظهرًا تقريبًا ..

كان ليل يجلس على أحد الكراسى يرفع وجهه قليلًا لحورية الواقفة بجانبه مباشرة توزّع محتوى الخلطة التى حضّرتها للبشرة على وجهه ،بعدما سبقته هى بالفعل وأصبح وجهها ملطخًا بخليط أبيض ;من الواضح أن المكون الرئيسي له هو الزبادى ، وقالت بتأفف وهى تمسك بذقنه :
_اثبت بقى شوية ..

هتف بضجر :
_حورية انا جبت آخرى والله

_وشك بهتان ومش عاجبنى من ساعة ما جالك البرد ده ، الماسك ده هيديله نضَارة وهيعمل فرق خالص ،اصبر بس ..

أخرج ليل منديلًا من جيبه وأشار لكلبه به ثم ألقاه جانبًا فركض الكلب ناحيته وقفز بالقرب منهم ليلحق بالمنديل ،فحرّك ذراع حورية دون قصد , فصاحت قائلة :
_نعناع اقعد دلوقتى  انا مش فاضية !

التقط الكلب المنديل بفمه وعاد لليل يعطه له ،وهو يهز ذيله بحماس ،فضحك ليل ومسد فوق رأسه برضا ..

ابتعدت حورية خطوة للخلف وقالت :
_خلاص كفاية كدا .. ربع ساعة وابقى اغسل وشك

توجهت إلى الداخل وهى تهدده بصوت مسموع  :
_أنا داخلة آخد دش سريع ، لو شيلت الماسك قبل ربع ساعة انا هعرف ويومك هيبقى عواصف وزعابيب ياليل !

اختفت بالداخل تاركة إياه يضحك بهدوء ، ثم نظر لكلبه يسأله بمشاكسة :
_انت اللى هتفتن عليا ،صح؟
نبح الكلب عاليًا معلنًا النفى واقترب منه يؤكد له أنه فى صفه ، فضحك ليل بشدة وربت على ظهره :
_ايوة كدا !

ارتفع صوت الجرس فنهض ليل وفتح الباب لأدهم ،الذى توقف ولم يأخذ خطوة إلى الداخل عندما رأى وجهه وسأل بتعجب وسخرية :
_انت ملقتش معلقة للجبنة قولت تنزل فيها بوشّك؟

أجابه بمنتهى الملل :
_ده ماسك زبادى ، حطيته تحت تهديد السلاح

ضحك أدهم وهمّ بالدخول وهو يقول :
_دوق طعم الجواز يابرو
أغلق ليل الباب ثم لحق به وجلس معه ، فتابع أدهم بسؤال :
_عامل ايه دلوقتى؟

التقط منديلًا ورقيًا وبدأ بمسح وجهه من آثار مافعلته حورية ،وأجاب :
_هو لسة الصداع والتكسير ده زى ماهمّا ، بس بالنسبة لامبارح ف لا النهاردة احسن الحمدلله وهقدر انزل الشغل
_شغل ايه؟ لا طبعا مينفعش

ترك المنديل عندما تشبع بالخليط وسحب واحدًا آخر وقال بجدّية :
_طالما حاسس إنّى كويس لازم اروح ، انا غِبت تلت ايام ولو غِبت تانى مرتبى هينقص

_ماينقص ياعم! المهم صحتك .. انت لسة مخفّتش ولو روحت عملت مجهود هناك هتتعب زيادة
كان على وشك الرد فأردف أدهم :
_متقلقش لو نقص ابقى استلف منّى

_يابنى افهم ، الفكرة مش ف المرتب .. انا لسة ف بداية مشوارى معاهم ،مش من أولها احسسهم إنى متخاذل ف الشغل كدا ، لازم التزم عشان يتمسّكوا بيا
_لما ترجع هتشرح لهم إنك كنت عيّان مش بتتفسح وهما هيفهموا ، متجادلش معايا كتير بقى .. خلص الكلام خلاص  مش هتروح ف حتة
_ده تهديد بقى!