|1| صراع مع التوأم المزيف

4K 167 9
                                    


بعد حلول منتصف الليل فى إحدى ليالى شهر أغسطس ..
الصمت يعم الأرجاء ;خاصة فى تلك المنطقة الهادئة المليئة بالڤيلات الفخمة والمميزة ..
كان يسير شخص ما بداخل ساحة أحد تلك المنازل الكبيرة ،يرتدى بنطالًا وقميصًا من اللون الأسود فوق جسده الرياضى الطويل ويمشى بخطوات ثابتة تماما وسط الإضاءة الشبه منعدمة فى المكان ..
ظهر فجأة أحد حراس المنزل على مسافة صغيرة أمامه وكان على استعداد لمقاومته ولكن لم يتح الغريب فرصة لأى جدال وأخرج سلاحه من خصره وأطلق النار عليه فسقط الحارس قتيلًا ..!
*
*
*
بإحدى غرف هذا المنزل المشحون بالتوتر وسيطرة الغرباء عليه .. ،كان يجلس صاحب البيت فوق كرسى خشبى مربوطًا بحبالٍ قوية وينظر لمختطفه الجالس أمامه يأكل بعض الشطائر وينظر إليه بصمتٍ تام ..

بدأ الحديث بصوت صاحب المنزل البالغ من العمر خمسين عامًا تقريبًا ،حنطى البشرة وشعره بالكامل يتلون بالأبيض وعينيه سوداء ،ليقول بلامبالاة :

_والله انا مش حابب اقطع عليك عشاك بس مش شايف انّى بقالى كتير مربوط كدا وانت مبتعملش حاجة غير انك تقعد قدامى تاكل بس؟ ، انت فاكر انت وصحابك المجانين دول هتستفيدوا ايه من اللى بتعملوه ده دلوقتى معلش ؟؟

تطلع له ذلك الشاب حيث كان ذو جسد رفيع ورياضى ، حليق الذقن وملامحه تعطى طابعًا هادئاً ولكن مشاكسًا بنفس الوقت ،يتميز بشعر أسود مجعد وعينين بنيتين ،ليجيب بعدم اهتمام :

_كتير ده اللى هو ساعة الا ربع بس؟

_انت شايف المفروض افضل كدا قد ايه يعنى؟

_لحد ما الكابيتانو يجى ، واصلا الجبنة اللى عندك دى مالهاش طعم وشكل صلاحيتها خلصانة

أردف الرجل بمنتهى البرود والاستفزاز :
_عندك مربى وطحنية بردو

رد عليه الشاب بسخرية :
_مبحبش السكريات ..

دخل للحوار صوتٌ جديد يقول :
_يارب الحوار المشوّق ده يخلص وتنقطونا بسكاتكوا شوية !

نظر الشاب إلى باب الغرفة حيث مصدر الصوت ونهض من مقعده قائلا :
_رفروفة انت واقف هنا من امتى؟

أجاب صديقه والذى لم يختلف شكل جسده عنه كثيرا حيث كان بنفس طوله ولكن أعرض منه قليلا وحسب ، يحتفظ بلحية خفيفة ويراقب الموقف بعينيه البنية الضيقة التى لا يظهر بها سوى الملل :

_انا هنا من بدرى ولو قولت رفروفة دى تانى هضايقك
_ليه دى جميلة
_انا مبهزرش يافاتح !

أردف فاتح :
_خلاص متجزش كدا

تساءل "رائف" قائلا :
_روز فين؟

_معرفش انت قولتلى خليك هنا فمتحركتش

تدخّل ذلك الرجل المقيد فى حوارهما قائلا :
_اكيد مسلمتش من رجالتى ، وزمانهم جايين لكوا دلوقتى كمان ، انا بقول تاخدوا بعضكوا بقى وتمشوا بسرعة قبل مايجوا

صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن