|1| لعنة الحجر الأبيض

1.1K 102 10
                                    

((الفصل الأول))

.
.
.
بليلة من ليالى شهر فبراير حيث قاربت الساعة التاسعة مساءً ..

بإحدى قاعات الزفاف المشغولة بالعديد من الضيوف ،حيث الصخب والاحتفال بزفاف أحدهم ..
من بين جميع الجالسين وفى آخر نقطة فى القاعة كان يجلس (ليل) ،واضعًا ساقًا فوق الآخر ويديه متشابكة معًا يُسندها على بطنه ؛حيث كان شبه مستلقِ فوق الكرسى من قمة الملل ، يوزّع أنظاره حوله بلا أى اهتمام أو حماس .. ،فاليوم هو زفاف "هالة" صديقة حورية وهو تقريبًا يحضر هذه الزيجة بالإكراه ؛بعدما استمرت هى بذكر كل شئ سئ قد تتعرض له وهو ليس معها ،حتى تجبره على الذهاب معها ..

يرتدى بنطالًا قماشيًا أسود اللون مزّين بحزام ذو لون بنى فاتح كـلون حذاءه ،بينما كان قميصه أنيقًا يأخد اللون الأسود ومفتوحًا منه أول زرّين ، شعره البنى مصفف جيدًا ولحيته مهندمة بعناية ..

وقعت حدقتيه على العروسين وارتكزت عليهما لثوان ،فلم يلبث حتى تذكر جميلته حورية التى لطالما أخبرته أنها لم تكن تريد زفافًا ولا أى من تلك الاحتفالات ،فقط يكفى ان تكون معه ..
وقد حقق لها ذلك بالفعل ،و تزوّجها منذ شهر مضى ..!

فبعد خروجه من المشفى التى لبث بها شهرين غائبًا عن الوعى ،ورغم عدم تجاهله تمامًا كل مافعله "كريستوف" من تحطيم وتدمير العديد من المنشآت المهمة والخاصة ليُشعر الجميع بحجم قوته ويجعلهم يحذرونه ويهابونه .. إلّا أنه لم يترك ذلك يوقفه عن مواصلة حياته ،وقرر بيع منزله بكل مابداخله من أثاث ليبتاع شقة وأثاث جديد لحورية ليبدأ معها حياة جديدة تمامُا ..

لم يكن يتوقع أن تأتِ خطوة زواجهما بتلك السرعة ولكنّه لم يكن قرارًا متسرعًا برأيه ؛فحورية تعيش وحدها فلمَ لا تمكث معه أفضل؟ ، ولمَ يستمر بالقلق عليها طالما يستطيع وضعها أمام ناظريه طوال الوقت .. والأهم لمَ لا تكن زوجته واسمها مقترن باسمه؟

ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة عابرة ولمعت عينيه الشاردة بسعادة خفيّة ، حتى إنتبه لجلوسها بجانبه فالتفت لها وهى تقول :
_قاعة نضيفة وحمام عريض ومفهوش صابون!

كانت ترتدى فستانًا من اللون الوردى الفاتح مكتمل الأكمام و يصل لآخر قدميها ، به عدة طبقات من خامة الشيفون فوق بعضها ،وتمتلئ منطقة الصدر بحبات صغيرة لامعة كأنها حبات من السكر .. تترك شعرها منسدلًا وتأخذ خصلة من كل جانب وتحكمها للخلف بدبوس شعر صغير ، تزين وجهها ببعض مستحضرات التجميل البسيطة وتعقد سلسلة رقيقة حول رقبتها ..

التفت لها وقال :
_جت بسرعة جوزاتها دى مش كدا؟
فأوضحت قائلة :
_هما عارفين بعض من زمان بس انت عارف إنه شغّال برا فقال يتمم أمور جوازهم على طول عشان ياخدها معاه

هز رأسه بعدم اهتمام ثم قال :
_طب احنا هنمشى امتى؟
_مش نقعد شوية؟
_ماحنا جايين من بدرى

صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن