صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)

|14| صراع مع التوأم المزيف

_انتى عرفتى ده كله منين؟
هتف ليل متسائلًا ،فأجابته روز وهى تقترب منه ببطء :
_أول مرة ظهر فيها أدهم ف المنظمة كان الكل فاكر إنك رجعت الشغل ، فاتح مشافهوش اصلا وميعرفش حاجة انما رائف كان عارف انه مش انت وعارف كل اللى انا قولتهولك دلوقتى ده ، وف يومها على طول وقّعت الدالى ف الكلام وقال لى..
مقالش كل حاجة ف وقت واحد طبعا بس كل فترة كدا كنت بستلقط منه معلومة لحد ماجمّعت وفهمت ..
.
وقفت بجانبه وهو يجلس على طرف الأريكة ،ولمست كتفه بكفها الناعم وربتت فوقه مرتين :
_ليل انا خايفة عليك ..
لازم تمشى وتسيب كل ده ، اركن غرورك على جنب شوية أرجوك وسيب كريستوف والحجر الابيض وكل الدوشة دى وامشى برا البلد كلها ..
تابعت برجاء :
_عشان خاطرى ياليل اسمع كلامى ، العِند ده أخرته وحشة ،خصوصا قصاد خطة كبيرة زى دى ، احنا مش هنقدر نعمل حاجة ..
أمسك بيدها ليبعدها عن كتفه وهو يقول :
_امشى يا روز انا عايز اقعد لوحدى شوية عشان اعرف افكر
صاحت بسخط :
_لسة هتفكر !!
رد بمنتهى الهدوء قائلا :
_خلاص يا روز قولتلك امشى ..
زفرت بيأس وقلة حيلة ،ثم استسلمت لطلبه وغادرت المنزل ; تاركة إياه يقوم بتحريك خصلات شعره للأمام والخلف سريعًا حتى أصبحت متناثرة وغير مرتبة ،وهو يحدق بنقطة واحدة فى الفراغ بتفكير ...
*
*
*
باليوم التالى قبل الغروب بساعتين تقريبًا ..
.
هبط ليل فوق سلالم منزله إلى ان وصل الى الباب وفتحه ليجد حورية أمامه تقف وبين يديها شيئا مستديرًا يبدو انه طبق كبير او ماشابه .. ترتدى بنطالًا أسود اللون وبلوزة مكتملة الأكمام ذات لون اخضر قاتم وحذاءً أسودًا مع تزيين معصمها بأسورة ذهبية ،
تبسمت بوجهه وهى تقول :
_صباح الخير ..
_احنا العصر!
دلفت للداخل خطوة وهى ترد :
_متركزش معايا
توقفت فجأة ورجعت للخلف ،و سألته وهى تنظر له بشك :
_استنى... انت ليل؟
_اه
_ماشى
همت بالدخول فأوقفها ليل بإمساكها من رسغها وهو يقول :
_خدى هنا يابنت الهبلة ، هو مفيش احتمال ابقى كداب خالص ؟! ، انتى فاكرة نفسك قاعدة بين اولياء الله الصالحين ولا ايه؟
_يعنى أدهم ايه اللى هيجيبه بيتك؟
_ياستى مايمكن قتلنى وقاعد مكانى ،انتى اشعرفك؟!
شهقت بخفة وقطبت حاجبيها بضيق :
_بعد الشر عليك إياك تقول كدا ..
_لازم تتوقعى اى حاجة متبقيش غبية ، قولتلك لازم تتأكدى انه انا الاول
_طب خلاص هتأكد ..
نظرت حولها بتفكير لم يأخذ بضع لحظات ثم قالت :
_فين المرهم اللى ادتهولك يوم ما كنت مضروب؟
هتف ليل ساخرًا :
_ده ايه الدهاء ده ماشاء الله ..
ثم تابع بملل :
_خشى يا حورية خشى.
.
دخلت حورية وهى تقول بحماس :
_جيبتلك مكرونة بالبشاميل النهاردة حلوة اوى ، عارفاك اكيد مفطرتش
_انا لسة صاحى أصلا
ألقت نظرة على شعره الأشعث والغير مهندم بالمرة ،ووجهه الواضح عليه آثار النوم ، بالإضافة لارتداء بنطالًا رماديًا وقميصًا أبيضًا كلاهما من القطن ، ثم قالت بضحكة بسيطة :
_ماباين عليك ، فى حد يصحى الساعة 5 ؟!
_واحد بينام الساعة 8 الصبح المفروض يصحى امتى؟
_ماتعدل نومك ده بقى مش عارفين نقعد معاك
_طب اطلعى بس اطلعى ، ده انا بشوفك كل يوم ...
.
.
دلفت من باب شقته وتبعها هو للداخل وهو يسمعها تقول :
_مش حابب تشوفنى ولا ايه يا إسمك ايه ؟ ده مفيش حد مهتم بيك غيرى ياناكر الجميل انت
_لا مقدرش انكر طبعا ، انتى حد يطول يقعد معاكى يا أميرة الكوكب؟!
ردت وهى تضع مابيدها على المنضدة :
_ايوة هزر واتريق كدا .. بكرة تعرف قيمتى
ضحك بهدوء ووقف أمامها وهو يستند على المنضدة :
_لا هو لو بجد بقى ، فانتى أحسن حاجة ممكن اشوفها ف اليوم كله ..
ابتسمت بخجل بسيط ونظرت فى الأرض لثانية واحدة، ثم نظرت له مجددًا وقالت :
_يعنى انت مبسوط انى جيت كدا يعنى وسألت عليك كدا يعنى وكدا ؟
أجابها مشاكسًا إياها بنفس طريقتها :
_اه كدا يعنى وكدا
اتسعت ابتسامتها أكثر وأعادت إحدى خصلات شعرها خلف أذنها ،حيث كانت ترفعه للأعلى برابطة شعر صغيرة وتترك منه خصلات صغيرة فقط على الجانبين ..
_انتى اللى عاملة المكرونة ولا ايه؟
أجابت على سؤاله قائلة :
_لا هادى طبعا ،هو انا بخش المطبخ ابدا ؟
أخذت نظرة سريعة على الشقة بالكامل وهى تقول :
_حلو بيتك ، هو مترب شوية بس شكله حلو
_انتى مش جيتى قبل كدا؟
_جيت اتكلمت معاك تحت مطلعتش هنا ..
_لما كنتى بتتخانقى معايا عشان اصلّح لك العربية ،مش كدا ؟
ضحكت واومأت رأسها بالإيجاب ثم قالت :
_يلا روح اغسل وشك والحق كل قبل ما الاكل يبرد .. انا همشى بقى ،عايز حاجة؟
أسرع يمنعها قائلا :
_ليه استنى ،انتى مش هتاكلى معايا؟!
_لا انا واكلة
_انتى جيالى عشان آكل لوحدى يا حورية؟
_انا جيت اديك الطبق وامشى على طول أساسا

_مش هتقعدى عشان البيت مبهدل يعنى؟
_لا خالص ده عشانك ، عشان تاخد راحتك
_لا انا هاخد راحتى وانتى هنا ، يا تقعدى تاكلى يا اما مش همد ايدى فيه وخدى الطبق معاكى
ضحكت وهزت رأسها باستسلام :
_خلاص ياسيدى حاضر .
جلست على الكرسى القريب من المنضدة وهى تقول :
_يلا روح اغسل وشك وهات شُوَك معاك ....
.
.
بعد وقت قليل فى الشرفة الخاصة بمنزله ..
كانا يجلسان أمام بعضهما فوق كرسيين بلاستيكين وبينهما منضدة صغيرة ، يمسك كلا منهما بكوب من الشاى ،حيث يشرب ليل من كوبه وهو يراقب وجه حورية المتعجبة ويسمع ردها على كل ماقصّه عليها :
_انا عايزة سنتين تلاتة اقعد استوعب اللى انت قولته ده كله ، ده الراجل ده طلع مش سهل خالص ،انا كنت فاكرة الحكاية أبسط من كدا ..