صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)

|19| صراع مع التوأم المزيف

أبعدته عنها على عجلة ؛لسماعها خطوات أحد ما على الدرج وصعدت درجتين للأعلى لتبقى بعيدة عنه ،ومن ثم ظهر الجار صاحب الخطوات ليمر بجانبهما ،وألقى عليهما نظرة عابرة بلا اهتمام أثناء مواصلة طريقه للأعلى ..
ما ان اختفى حتى أعاد ليل بصره لها ؛حيث كان يرتدى بنطاله القطنى الأسود وقميصه الأصفر الفاتح كما هو ولكن أُضيف لهما سترة سوداء مفتوحة يظهر منها القميص ،بينما تعمّدت هى عدم النظر له ونظرت فى الأرض وهى تدلّك رقبتها و وجنتيها الساخنتين من كثرة الخجل ثم تساءلت دون النظر بعينيه مباشرة :
_انت جيت ليه؟
رد بشئ من اللامبالاة :
_اتكلم معاكى
ألقت له نظرة عابرة لحظية فقط ثم عادت تنظر بعيدًا واتجهت لحقيبتها التى تركتها ارضًا لترفعها على كتفها وتعود لشقتها ،فأخذ ليل درجات السلم القليلة ودلف خلفها وهو يقول :
_بصى يا حورية ..
استدارت له لتقاطعه قائلة بجمود هادئ :
_بص إنت ياليل .. انت لو فاكر انك هتمشى وتيجى وقت ماتحب وهتلاقينى مستنياك لا انسى ، انا لو حد قرر يخرجنى من حياته بدفنه انا خالص !
هز رأسه بهدوء وقال :
_ليكى حق تقولى كل اللى انتى عايزاه ، بس انا عايزك تفهمى كنت بفكر ف ايه ..
سبقته بالكلام قبل ان يواصل ،وقالت :
_فاهمة ، روحت لفاتح وفهّمنى اللى ف دماغك كله .. بس انا كان من حقى اسمع منك انت ، كان لازم تيجى تُقف قدامى كدا وتقول لى ياحورية إحنا لازم نسيب بعض عشان كذا وكذا ويا اقبل كلامك وأقول لك ماشى مع السلامة ،يا مقبلوش وأقول لك مش فارق معايا هيحصل إيه وهفضل معاك ..

سارت ناحيته خطوة لتقترب عينيها منه أكثر وتركز بصرها عليه مباشرة ليرى بملامحها مدى استياءها منه وهى تقول :
_انت فاكرنى عيلة صغيرة؟ فاكرنى مش عارفة حجم الموضوع؟ ، انا قابلة الوضع عشان انت تهمّنى مش عشان فاكراه سهل
اعتلى الحزن مقلتيها مع ضيقها الواضح بنبرتها وهى تردف :
_انا عمرى ما قولت لنفسى ده واحد بتاع حوارات وهيجبلى مشاكل ولازم أبعد عنه ،بالعكس انا كنت معتبرة مشكلتك مشكلتى ومكانش عندى اى مانع لو رميت نفسى ف النار عشانك بس احس بس انك متمسك بيا !
ثم استطردت بصوت مهزوز بأسى وقد تحررت دمعتين من عينيها :
_انا كنت فاكرة نفسى حاجة كبيرة عندك وطلعت حاجة تانية ، كنت فاكراك مش سهل تستغنى عنى
أسرع يوضح قائلًا :
_انا مكانش سهل عليا أعمل كدا ياحورية..
_بس عملتها
_عشان خايف عليكى
_كنت تقول لى !
ارتفع صوتها قليلًا عندما ردت عليه ،ثم أكملت :
_كنت قول لى انا هبعد عنك عشان خايف عليكى مش تبعتلى رسالة ماسخة زى دى ومتجيش على نفسك حتى تقولها ف وشى وتدينى فرصة اتناقش واسألك ، انت ببساطة قررت تختفى لوحدك من غير ما تفكر فيا ولا نفسيتى هتبقى عاملة ازاى

تابعت بحزن أكبر مع استرسال عبراتها على وجهها أكثر وهى تعقد حاجبيها بضيق :
_سبتنى الفّ حوالين نفسى وافكر كل شوية انا عملت إيه غلط ،وثقتى ف نفسى اتهزت لما حسيت انى وحشة ومش كفاية بسبب انك مقولتش ليه وخدت بعضك واختفيت !
تنهد على مهل وقال :
_متزعليش منى ياحور .. انا آسف على كل اللى حسستك بيه ده انا محسبتهاش صح م الأول ،بس انا جايلك دلوقتى مخصوص عشان اعرّفك انك أهم واحدة عندى واى وقت انتى مش معايا فيه بتبقى دايمًا ف بالى ..