|4| لعنة الحجر الأبيض

998 95 5
                                    

((الفصل الرابع))
.
.
.
دلف بدر من باب منزله وهو يصفر بلحن أغنيةٍ ما ،وأول ماوقع بصره عليه كانت بشرى الجالسة أمام التلفاز ،والتى ما ان لمحته يدخل حتى قابلته بكل تعبير يشير إلى الاندهاش وعدم التصديق .. بينما قابلها هو بابتسامة عريضة وهتف قائلًا :
_ hello, honey!

لم تتغير ملامح وجهها المصدومة وهتفت بجملته التى قالها قبل مغادرته بكل تعجب :
_بفكر اطلع ع التليفزيون ؟!

رد عليها ضاحكًا :
_كدبت عليكى انا ؟!

نهضت هاتفة بحدة :
_انت ازاى عارف تهزر بعد المصيبة دى؟

سارت ناحيته بضع خطوات وتابعت :
_دماغك بتفكر ازاى يابدر؟! انت هتتسجن !
ثم تابعت بسخرية امتزجت بالذعر :
_ لا هتتسجن ايه؟ دول زمانهم داخلين ع البيت أصلا.

ابتسم بكل هدوء وبساطة وكأنه فقط سكب كوب القهوة على الأرض ، وقال بكل رزانة وسكينة :
_روّق اعصابك ياحبيبى ، .. I can handle it "استطيع التعامل مع الأمر"

زفرت بنفاذ صبر وردت :
_متتجنيش يابدر ، انت طلعت قدام الناس كلها بوشك وصوتك واسمك تقول انا عملت كل ده عادى !
_ايوة مانا عارف

فغرت عينيها باندهاش وصاحت فجأة :
_ايه البرود اللى انت فيه ده !!

أحاط ذراعيها بيديه وقال بطمأنينة :
_ششش قولتلك اهدى ، انتى عارفة انّى مبعملش خطوة واحدة إلا وانا حاسب نتايجها كويس ، انا عارف بعمل ايه متشغليش بالك انتى
ربت على كتفها واتسعت ابتسامته الهادئة وهو يقول بهمس مريح :

_ everything is ok!     "كل شئ على مايرام"

*
*
*
صباح يوم جديد بأحد الفصول التى تُدرّس بها حورية ..
وقفت أمام التلاميذ ذوو السبع سنوات ،حيث كان الإنصات بانتباه هو سيد المشهد وهم يستمعون إلى كلامها الجاد وهى تقول :

_انا عارفة ده مالوش علاقة بالمادة بتاعتنا بس ده أهم ولازم اقوله لو محدش قاله قبل كدا .. مش عايزاكوا أبدا تسمحوا لأى حد يلمس جسمكوا حتى لو كانوا قرايبنا وعارفينهم .. فى ناس بتعمل كدا بحجة انه بيسلم عليكوا او بيلاعبكوا وكلام فاضى كدا ، إياكوا تسكتوا لازم ترفضوا وتبعدوا عنه ، ولو تمادى ف الموضوع حتى بعد مارفضتوا دافعوا عن نفسكوا ، اضربوه ب ازازة الماية ، بالشنطة ، بكشكول .. اى حاجة ف ايديكوا اخبطوها فى وشه على طول واجروا

رفع أحدهم يده رغبة فى الحديث فسمحت له قائلة :
_اتفضل يايوسف
تساءل الطفل (يوسف) ببراءة :
_يعنى ايه تمادى؟
ابتسمت وردت :
_يعنى زوّدها ، وأبسط حاجة تعملوها لو لوحدكوا تحطوا صباعكوا ف عينه وتجروا على طول ، اهم حاجة تهربوا بعيد عنه ، ولو فى ناس صوّتوا جامد لحد ما الناس تتلم عليه وتضربه كمان

ثم تابعت بتنهيدة حزينة :
_اللى خلانى اقول ده النهاردة انّى شوفت امبارح بوست ع الفيسبوك عن واحد اتحرش ببنت صغيرة من سنّكوا والموضوع ضايقنى ف قولت اديكوا تحذير ، ارجوكوا متطلعوش الكلام ده من دماغكوا ، عايزاكوا طول الوقت مستعدين تدافعوا عن نفسكوا ومتخلّوش حد يخوّفكوا لمجرد إنه أكبر منكوا

صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن