|19| لعنة الحجر الأبيض

677 75 2
                                    

أحنى رأسه قليلًا وأغمض جفنيه بقوة لشدة الألم الذى أصابه بمجرد ضمّ الحرير بين أصابعه ..
حرّكه بين يديه بصعوبة وقد بدأت تصدر منه تأوهات خافتة متتالية ..

كان كلٌ من الأربعة يحدقونه بقلق وترقب ، وقد انقبضت ملامح حورية بتعاطف مع توجّعه القاسى الذى يتضاعف بلا توقف ..

أوشك ليل على الاقتراب منه فور شعوره بعدم الرضا عن هذا ؛فالألم مستمر وجاد يتحمله بصعوبة بالغة ..

ولكن أوقف قدميه فجأة عند ملاحظته هالة غريبة أحاطت بجاد تأخذ اللون الأبيض الناصع ..
اعتلاه الذهول بشدة وظل يحملق به بعدم استيعاب ..

أيعقل أن تكون هذه هى القوة والآن تُطرد من جسده !؟
أيعقل أن الأمر ينجح بالفعل ؟!

ظهر الاندهاش عليهم جميعًا وهم يراقبون تردد تلك الهالة من حوله ولكنها لا تبتعد عنه .. فقط مشتتة ;تقاوم الخروج وترفضه ،وبنفس الوقت لا تقدر على العودة إلى جسده بسبب نفورها من الحرير ..

صاح ليل يحثه على التماسك :
_شكلها هتنفع ياجاد ،كمّل اوعى تسيبه !!

ضغط على جفنيه أكثر محاولًا التحمل ، وقد ازدادت الهالة من حوله واشتد صفاء ضوءها الأبيض , إلى أن تحررت فجأة تزامنًا مع استسلامه ووقوعه على الأرض .. فأخفى هادى وفاتح وجهيهما بأيديهما ،وأسرع ليل بضم حورية يحميها بجسده ،قبل أن يهوى معها أرضًا وهو يعتليها ؛بسبب طاقة القوة التى اندفعت بالأرجاء  حتى انكسر كل الزجاج بالغرفة على أثرها ..

خيم الصمت التام بعد أصوات تحطم الزجاج وعمّ سكون غريب أقوى من سكون أوقات الفجر ..

أنزل الشابّين كفوفهما من أمام عينيهما على مهل ، ونهض ليل من فوقها وأسندها ليجعلها تقف معه ،ثم هرول إلى جاد الذى أمسى يفتح عينيه ويغلقها أكثر من مرة بتعب ..

اقترب هادى وفاتح منه أيضًا يفحصاه بقلق ، بينما كان يساعده ليل على النهوض وهو يقول :
_جاد انت كويس؟ حاسس ب ايه دلوقتى؟

أخذ وضع الجلوس ودلّك رأسه بألم بسيط ثم رفع عينيه لهم جميعًا وراقب تحديقهم به ؛ينتظرون الاطمئنان عليه .. فنبس بخفوت :
_انا تمام

استعد للنهوض ،فوقفوا معه .. وقد راحت نظرات الفضول تحيطه من كل جانب ، فترك تلك الدائرة التى تكوّنت حوله وابتعد عنهم متجهًا نحو الأريكة ..

انخفض حتى استقرت يديه من أسفلها ،ومن داخله يأمل أن يتحقق مايريده ..
تحرك وحاول رفعها فلم يستطع !..

جحظت عينيه بذهول وحاول مجددًا فلم يجد اختلافًا .. فاعتدل وصاح بسرور وعدم تصديق :

_نجحت !!

ارتسمت ابتسامتهم على وجوههم تدريجيًا حتى اتسعت عن آخرها ، وتبادلوا النظرات سويًا بارتياح وشعور بالفوز ...

صراع مع التوأم المزيف (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن