انه الصباح، بل أول ساعات لشروق الشمس وطلوع الضوء الذي ينزر لبداية يوم جديد في لندن.وفي هذا الوقت تحديداً كان يعم هدوء غريب في غرفة جانيت الواسعة، حيث كانت تجلس على الأرض في إحدى أركان الغرفة وتضم قدميها نحوها وتنظر إلى الفراغ بهدوء شديد، هادئة على غير عادتها، بل منطفئة تماماً ونظراتها نظرات شخص فاقد للشغف بصورة غير طبيعية، كانت كوردة زابلة توشك على الهلاك، مشتتة، بل أكثر من ذلك! أعني من ينظر لها وهي على تلك الحالة الغريبة سيظن أنها إحدى المرضى النفسيين في إحدى المشافي العقلية!
كسر ذلك الصمت والهدوء الذي يعم بالغرفة دخول أنطونيو فجأة، كعادته لا يطرق الباب ولا يستأذن، خاصة منها هي، فقط يستمتع جداً بإغاظتها بأبسط الطرق..!
فور أن دخل نظر إلى السرير ولكنه لم يجدها الا ان وقعت عيناه على جسدها الضئيل في إحدى الأركان، عقد حاجبيه بعدم فهم لحالتها المريبة تلك ثم دخل إلى الغرفة بالكامل واقترب منها بينما هي لم تكترث لوجوده بل لم ترفع نظرها وتبدي اي ردة فعل.. وكأنه مجرد ظل!
وقف فوقها مباشرة ينظر لها بهدوء، هي تنظر نحو الأرض وهو ينظر لها يستنكر حالتها هذه!
وفور أن سأم من تجاهلها له قام بهزها بخفة عن طريق قدمه قائلاً..
"أنت! لماذا تجلسين كالأصنام هكذا؟! ماذا؟ هل تفكرين بالانتحار يا ترى؟ ارجوك أن أردت قتل نفسك فالتفعليها خارج هذا المنزل.. لست متفرغاً لتحقيقات الشرطة بعد كل شيء.."
لم ترفع جانيت نظرها نحوهه بل لم تلقي لعنة عليه، الشيء الذي جعله يستنكر أكثر هدوءها هذا، فبعثر شعره البندقي بضجر وانحنى ليصبح مقابلها، ثم قال بعدها..
" هل تتجاهليني أيتها المسخة؟ انظري.. لست متفرغاً لهرمونات الفتيات هذه.. فقط انهضي الآن وقومي بغسل بعض الثياب لي قبل أن تذهب إلى المدرسة، واعدي لي الطعام.. واحرصي على إضافة الكثير من القرفة فيه.. تعلمين.. احب القرفة كثيراً.."
وعند نهاية جملته ابتسم بخبث يطالعها، نعم، عادته النزلة التي لن يتركها، بالرغم من وجود الخدم الا انه يفضل أن يرى معاناتها في غسل ثيابه وإحضار طعامه هذا غير القرفة التي تعاني من حساسية منها!
عندما لحظ لصموتها ذلك نظر لها بضجر ثم نهض مبتعداً قائلا..
" لقد عدت للتو من الخارج وسأذهب لاستحم.. اقسم إذا لم تفعلي ما طلبته منك خلال هذا الوقت سأندمك..!"
أجل.. لقد عاد للتو كعادته، يخرج في الليل ويعود في الصباح الباكر، يقضي أوقاته مع أصدقائه ويمرح هنا وهناك برفقة الفتيات ولا يكترث حتى بالمعاناة التي تحدث برفقة اخته الصغرى، وفور أن قال حديثه ذلك واقترب من باب الغرفة تصنم عندما سمعها تقول..
أنت تقرأ
My Baleine ||_Jk _||
Acakثانوية للأثرياء والمدللين..! مراهقين بعمر الثامنة عشر ولكل واحد فيهم عيب..! مشاحنات وتنمر.. مطاعنات وكلمات قاسية وغير مكترثة..! المعلمين؟ غير مكترثين بما يحدث. أولياء الأمور؟ يعلمون جيداً ويغضون البصر عن تصرفات أبنائهم الطائشة..! ولكن...