2

6.8K 109 4
                                    

_7_

=قطر=
:مره متحمسة للورشة أحسّ إني لأول مره بسوي شيء أحبه في مجال أحبه، ردت عليها بحماس مُشابه :تعرفين مين بسويها؟ الإعلامي جواد آل سيف تخيلي! صدق مره حماس وتوجهت معاها وهم يجلسون في مقاعدهم..، دخل وهو عيونه كانت على ساعته ألقى السلام بكل هُدوء و وزع نظرة سريعة على الحُضور ومشى بخطوات واثقة لين وقف في المنصة وهو يمسك المايك ويبدأ بترحيب رزين يشبه طِباعه وإسترسل يشرح أهداف الورشة والنظام إلى بيمشون فيه، تعلقت نظراتها فيه لوقت طويل ونطقت بعدم وعي : أحس أعرفه!، ردت عليها بإستغراب :منَ؟جواد!!،من وين تعرفينه؟، رفعت أكتافها بعدم معرفة :ما أدري جنى ما أدري، رجعت تناظره بسرحان ما تعرفه ولا قد شافته لكن الشعور اللي صاب قلبها للحظة مُستحيل، وكأنه شيء تعرفه من مُده طويله من الطمأنينة اللي وقعت داخلها، في ملامحه أُلفة بالغة تجهل سببها وتجهل تعاظم الشعور اللي إكتاسها فجأة! ، صحت من سرحانها من السكون اللي حست فيه حولها، وتنحنحت وهي تستجمع وعيها من شافت نظراته مرتكزة عليها وما حست إنها مجرد نظرات من عُقدة حاجبه اللي كانت للحظات ورجعت إنفكت :الظاهر ما سمعتينا وين تركيزك؟ إذا هذا اول يوم وإنتِ كذا وش نتوقع منك الأيام الجاية؟، ردت بهدوء :آسفة، هز رأسه بزين :إنتبهي معنا..
_

:بنات مافي وحدة تنزل تحت، عمتي حصة جالسة في المجلس والواضح بتستقعد لنا على الوحدة، هزتّ جُمان رأسها بالنفي وهي تأخذ جلالها :نازلة لجدي انا أبيه ما عليّ منها وفعلاً توجهت للمجلس وهي ما لقت غير عمتها وجت بتطلع ليقاطعها صوتها:السلام سُنة،وش فيكم ما نزلتو يا كافي؟ إذا أمي ومزون طالعين يعني ما تنزلون؟ لا يكون ذابحة لكم أحد و أكملت بسخرية :ولا عشاني أقول الحق؟ واللي في قلبي على لساني عاد الحق ما يرضي أحد ، ناظرتها بسخرية فظيعة وهي ترد عليها : تدرين عمتي؟ مره أشفق عليك، جُملة اللي بقلبي على لساني هذي لما تكونين زعلانة من أحد وتقولين له، لما ما يعجبك شي وتقولين ما عجبني، أما إنك ترمي كلام زي السم يحرق الدم وتكرهي الناس في نفسها بكلامك عن عيوبهم في شكلهم وحياتهم اللي مالهم يد فيها وتقطين الحكي على اللي طالع ونازل وتسببين لهم عقد نفسية هاذي مو إسمها "اللي بقلبي على لساني" هذي قلة إحترام وصغر عقل لأن حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت...) وإنتِ أدرى! وما إنتظرت منها رد وهي تطلع بسرعة من المجلس، تحتار في سبب كُره عمتها للجميع وإنها ما تخلي أحد في حاله وقدرت تستفزها فعلاً وتنكد عليها وهي أبداً مو ناقصة...
_8_
'
صعدت وهي تتوجه لمكتب جدها، اليوم جُمعة وكلهم يجتمعون عنده والأكيد إنها بعد صلاة الجُمعة ما راح تِلقاه وبيكون بصدر مجلسه بين أعمامها وأولادهم وبعض من جماعتهم، أخذت نفس وهي تطرق الباب وتدخل :جديّ.. ،نزل نظارته من عيونه وحط الأوراق اللي بيده على المكتب وقال بمقاطعة بنبرة جادة :توي برسل لك يأبوك زين إنكِ جيتي إجلسي،
جلست مقابله وهي تعلق أنظارها فيه:صار شي؟، هز راسه بالنفي :ما في إلا كل خير، لكن إسمعي! ، الشخص اللي حاول يتهجم عليك ويقتل الفريق أول عبد العزيز، شخص خبيث من جماعة خبيثة يابنتي ونحن نعرفهم ونعرف خُبثهم من مبطي، ما أبي يلحقك خوف ولا تتوجسين من شيء، ما يمسك ضرر بإذن الله وإنتِ بنت آل سيف و ولد عمك الفريق سيّاف المجد!، ولكني أبيك تأخذين حذرك يا أبوي وإنتِ ما تتوصين،
ما خِفيت على الجد إرتجاف رمش عينها لما نطق بإسمه اللي صار يوترها فعلاً من كثافة المواقف الي جمعتهم باليومين هاذي وإسمه اللي فجأة صار يتردد عليها كثير، ضيعت حتى الكلام اللي كانت تبي تقوله، هي هالأحداث كلها ما حصل لها الإستيعاب الكامل لها للحين، وما أختلت بنفسها عشان تقدر ترتب داخلها وتعيد إتزان ردات فعلها هزتّ رأسها بزين وردت بإستعجال:توصي على شيء؟،
:سلامتك يأبوي وش كنتِ تبغين إنتِ؟، هزت رأسها بالنفي وطلعت تتوجه لغرفتها قفلت الباب وجلست على السرير وهي تحني ظهرها وتمسح على ملامحها وقعت عينها على كُوبين القهوة اللي في طرف الطاولة...
كان راجع بعد يوم طويل ومتعب بس هو يبي يتأكد من أوراق عند جده وزياد أعطاه خبر إنه ينتظره وإنهم ينامون عند الجد ولمح بنتين من بناتهم متوجهين لناحية السيارات إستغرب وعقد حواجبه وهو يتجه نحوهم ونطق بحدة مُعتادة : على وين إنتِ وهي؟ توقف فيهم حتى النفس من صوته، هي لأنها هو بالذات ما توقعت تشوفه ولا تبي تشوفه و ليالي لأنها تخاف من أخوها وهو قافطهم طالعين وفي هذا الوقت بعد؟ لترد بإستدراك: سيّاف.. جُمان رأسها يعورها وكانت تبي قهوة، رفع عيونه لعيونها مُباشرة وما شالهم عنها أبداً لأنه صار يبي يشوفها على أي حال، كان قُصارى ما يبي معرفته هو أي حياة تعيشها من وقت ذاك الحدث، ومدى تأثيره عليها لأنه أبداً ما قدر يشيل صورة رمشها الراجف من باله ، واللي إرتجف الحين يثبت له أنهم على خطأَ لما قالو أنها بخير وتجاوزت صدمة الموقف ، هي خبأته وبس، في مكانٍ بعيد داخلها هي ما راح تقصده أبدا بس هو عرف، تزلزل داخلها من نظراته الحادة اللي طالت لعيونها واللي حست إنها عرّت روحها وكان داخلها تساؤل وحيد....
_9_
'
كان داخلها تساؤل وحيد كيف يتجرأ على النظر في عيونها الطافحة بالشكل هذا ، وهي اللي ما تجرأت تطالع نفسها في المراية من ذاك الوقت لأنها ما تبي تشوف ضعفها ولا تبي تشوف نفسها في هالحال اللي ما تحبه، هي كانت على وشك الإنهيار ولهذا السبب قررت تطلع وتشم هواء مو بس عشان القهوة، أبعد نظراته عن عينها و وقعت على يدها لثانية ورد بسخرية : ماشاء الله مافي قهوة في البيت بكبره يعني؟ وما أعطاهم مجال للرد وهو يكمل بنبرة حاسمة :إرجعوا داخل، سحبتها ليالي معها وهم يدخلون، هي ندمت على أنها طلعت ترتب روحها لأنها رجعت مبعثرة أكثر جلست تلتمس الهدوء وأخذت كتاب تحاول تندمج فيه وفعلاً نجحت بعد مده من الوقت بس قاطعها صوت الباب اللي دخلت وبيدها كيس مدته لها وإنسدحت وهي تغطي رأسها بالمخدات :بنام ونتفاهم الصبح جُماني ما فيني اقول كلمتين على بعض، فتحت الكيس وهي تشوف داخله كوبين قهوة وحدة باردة والثانية حارة وشريط بندول ولمحت في آخره لصقة جروح وحيدة، إهتز قلبها من إسترجعت الموقف وهي تمرر يدها على لاصق الجروح اللي بيدها الثانية، دخلت عليها وهي تشوف سرحانها ورفعت عيونها للكوبين وهي تقول :تدرين؟ لو إني أعرف سيّاف بسيط المعرفة كنت بقولك إنه ما يهتم، وإذا بعطي تفسير بقول لأنه كان معك وقت اللي صار وحس بالمسؤولية، ولو إني ما أعرفه بعد بقول إن نظراته لك اللي لأول مره ما ألمح فيها حدة بقول لك إنها مو مجرد نظرة إطمئنان بس في النهاية هو سيّاف! لا تحاولين تحللين تصرفاته أو كلامه أو أي شي ما بتوصلين لشيء..،
ما ردت عليها وتنحنحت من دخلت كادي اللي إنسدحت على السرير وحطت رأسها في حجر جُمان وقالت بنبرة مُرتجفة:تدرين اليوم ميلاده؟، رقتّ نظرات جُمان لها ومسحت على شعرها وخدها : لا تتحسفين يا كادي! ما يستاهل ولا دمعة وحدة من عينك،‏ صدقيني اللي يبيك يجيك لو دونك قيود
‏يكسر على شانك خشوم الصعايب، اللي يستسلم ويقول لك أمي خطبت لي! بالله هذا وش ترتجين منه؟ هذا تحمدين الله صبح ومساء إنكِ ما أخذتيه لأن لو بكرة حصل أبسط خلاف بينك وبين أخته وأمه قالت له يطلقك بيطلقك هذا ما عنده شخصية، هذا عمرك ما راح تحسين معه بالآمان لأن أمره وأمر حياتكم ماهو بيده! بيد غيره وصدقيني لا خير في شعور لا يخالطه الأمان، مهما بدا لك هالشعور جميل، إتركي السهل للسهلين لأن الصعب يزهىّ بك ياكادي يزهّى بك ياعيني! مسحت دمعة وحيدة وهي تنطق بتسأول :بطيّب؟،
قبلت عينها وهي ترد عليها بحنو وتأكيد :‏نطيبَ ياكادي، نطيب لو عيّت ليالينا تطِيب!
_10_
'
=المجلس، قصر سعود=
كان المجلس عامر بأولاده وأحفاده، مجلسُ مهيب من هيبة صاحبه، يعج بأصواتهم ونقاشاتهم في مختلف الأمور، كان مركز نظراته على خويه وصاحب قلبه وهو يلمح فيه إختلاف ما يقدر يحدد وش نوعه لكن يعرف إنه مو على بعضه :يأخوي وشفيك أنت عسى ما شر؟، هز راسه بالنفي وهو يوزع نظره لمجلس جده ويرجعه لفنجال القهوة اللي بيده :ما في شيء، بيكون عندي دورة قريب بس ما تحددت للآن، رد عليه بذهول: سيّاف! وش دورته توك راجع من وحدة قريب ما أمداك مب علم ذا يأخوك! وأردف :وش اللي تبي تهرب منه أنت؟، عقد حواجبه بإستنكار :من تكلم أنت؟ انا سيّاف يا زياد كانك سهيت!، وش اللي أهرب منه!!! ،الدورة تكليفها كان للفريق أول عبد العزيز وإنت تعرف وضعه الصحي الحين، هز راسه :الله يقويك يأخوي الله يقويك قاطع حديثهم دخول تركي اللي جلس عندهم وهو يزفر و واضح الضيق من ملامحه، :يا دافع البلا وش فيك انت بعد!، رد عليه بضيق واضح :قضية أمس، هز رأسه زياد :وش صار؟، قاطعهم صوته :أي قضية؟ رد تركي بأسى واضح :بنت يا سيّاف عمرها ٧ سنوات متحرش فيها خالها! خالها! وكان بيعتدي عليها! وين وصلنا يأخوك! رد زيّاد اللي حاكاه تركي أمس وهو درس علم نفس وتخصص في القسم الجنائي وعمل كمحلل للسلوك الإجرامي لفترة طويلة قبل ما يترك وله خبرة واسعة : ترى الإحصائيات تقول ان ٩٧٪ من المتحرشين بالأطفال هم من محيط الطفل نفسه ويعرفهم الطفل، رد تركي بعدم تصديق :شلون؟ رد زياد: لأن المجرم هذا يعرف طبيعة حياة الطفل، يعرفون الفراق بين الأم والأب والمشاكل، ويعرفون طبيعة تعنيف الأب أو تعنيف الأم للطفل، ويعرفون أن الطفل إذا راح قال الكلمة هاذي أو اشتكى بيصدقونه أو لا، فما يستهدف هالنوع من الضحايا إلا وهو عارف إنه ما يقدر يتكلم وله خبرة في عملية التعامل مع النقطة هذي تحديداً وهو عارف هالشيء أو يكون عايش معاه، عشان كذا هم قريبين جدا بس المشكلة مب هنا يا تركي، المشكلة في تعاملنا نحن مع الموضوع! وأكمل وهو يشوف نظرات تركي : إيه، اول حاجة نحن لازم ما نستبعد إنه ممكن يكون فعلاً عندنا شخص موجود في محيط طفلنا، سواء كان المحيط القريب جداً زي البيت والأقارب أو المحيط القريب زي الحي أو المدرسة يحاصر الطفل ويتعرض له حتى لو كان هذا الشخص صاحب سمعة أو إسم لأن في النهاية الطفل فعلاً ممكن يعاني من هذي المُشكلة ويفترض فينا نصدق وما نكذبه أو نرعبه بإننا نطلب منه السكوت أو نهزءه لأن إذا كانت ردة فعل الاهل عكسية هو بعد كذا مهما صار فيه ما راح يتكلم وراح يخضع لتهديد المُتحرش، لذلك مفترض الأهل يكونون قريبين من أطفالهم ويسمعون منهم..
_11_
'
هز رأسه تركي :صح، جلس عندهم سامي وكنان و واضح في ملامحهم الإرهاق و وجيهم حمراء ضحك زياد :بسم عليكم وش فيكم إنتم اليوم كل واحد يجي بحاله،
رد سامي وهو يشرب من المويه :يا رجال أسكت أسكت، جدتيّ الله يعطيهم العافية مراسلتنا نجيب تمر للقصر ولبيوت أعمامي كرتونين كرتونين وتعطلت فينا السيارة في عز الشمس فتحت الكبوت خفت التمر يخرب من الحر والناس تحسب إني فارشها أبيعها وكل شوي أحد يسألنا يارجال قروشوني، أكمل كنان بضحك :عاد انا داق على جدتي قلت ليها: يمه نورة عادي أبيع تمرك؟ يا رجال والله إنها سفلت فيني تسفيل ضحكو عليهم زياد وتركي ورد تركي :كان اليوم المغرب مصليين عليك، دخل عناد وفي كتفه بنته اللي قاموا العيال يرحبون فيها ويلاعبونها، أبتسمت وهي تروح لعمها اللي جلسها على رجوله وقبل خدها قامت وهي توريه فستانها وتدور فيه ضحكو لها بحب، وأثناء دورانها ما إنتبهت وهي ترجع لوراء وتضرب يد سيّاف اللي إنكبت القهوة علي إيده الثانية ، قام بهدوء وهو ياخذ مناديل ويتوجه للمغاسل ولحقه زياد وهو ياخذ يده بسرعة يشوفها ورفع كمه وهو يشوف شاش ملفوف وقبل ما يمد يده يلمسه مسك يده سيّاف وهو يرجع كمه ونطق بحدة خفيفة :وشفيك أنت؟ كلها قهوة! بزر عندك أنا! ،هز زياد راسه بالنفي! :حارة حارة مره، وبعدين وش هالشاش؟ وش صايبك؟ ما رد عليه وهو يرجع للمجلس وتبعه بالمثل، رجع لمكانه وتقدمت منه دلال بخوف شديد من إنها عورته وعيونها مُغرقة بالدموع :أنا آسفه عمو، قربها منه وهو يمسح على رأسها بهدوء: ما صار شي يأبوك، وطلع من بوكه ١٠٠ ريال وهو يحطها في كف يدها :بعدين تروحين مع أبوك وتأخذين اللي تبينه طيب؟ هزت رأسها بطيب وهي تبتسم بخفيف وأردف :لا تروحين لحالك! هزت رأسها بزين وهي تركض خارج المجلس، رن جواله و رد بجمود:سمّ... تم الحين أجي، توجه لجده يقبل رأسه :سيّاف المجد! ،رد : توصي على شي يا طويل العمر؟ أنا ماشي، رد عليه سعود :الله يعز مقامك ياولدي في كم غرض انا موصي زياد عليهم خذه معك سيارته مأخذها رعد، هز رأسها :إبشر تم، رمى لزيّاد مفتاح السيارة عشان يسبقه وهو إبتعد يكلم، ركب السيارة وفتح الدرج يدور عطر، ولمح ورقة مطوية أخذه بفضول وهو يفتحها وكان فيها سطرين وحيدة
"ونظره عيونٍ وساع رمشها متشابك والمنايا في نواعس طرفها القتالي"َ
رجعها لمكانها بإستعجال من لمح فتح باب سيّاف وكان صامت طول الطريق وكل شوي يتأمل بصاحبه اللي نطق:مضيع شي في وجهي يالحبيب؟،هز زياد رأسه بالنفي :ماني مضيع بس الظاهر أنت اللي ضيعت! عقد حواجبه وأردف زياد :لا تشغل بالك مافي شيء..

_12_
'
=قطر=

تجمعو في القاعة وجلست هي وجنى في المقاعد الأمامية هالمرة وإثنينهم يزيد حماسهم لأنهم يسوون الشيء يلي هم يبونه ويعتبر حُلم من أحلامهم، دخل كالعادة وهو يلقى السلام بهدوءه المُعتاد و وقع نظره عليها لثواني بسيطة و إبتدئ كلامه برزانة وصوت جهور : اليوم بتكون مقدمة بسيطة عن أهمية الإعلام وقبل ما أبدا أبغى اعرف دافع كُل واحد فيكم لدخوله لهذا المجال، توالت عليه الردود على شاكلة :أطلع في التلفزيون، اصير مشهور، مجرد هواية، أحب المجال، حلم الطفولة لحد ما وصل الدور عندها نطقت بهدوء :أبي أوصِل أصوات الناس ومُعاناتهم وحتى إنجازاتهم البسّيطة ، أبي اسلط الضوء على حياة ناس مافي احد يشُوف مُعاناتها، طول ما أنا أقدر أساعدهم وأتكلم بصوتهم،
لمعت حدقة عينه بإعجاب من كلامها ورد :مُمتاز، بالضبط هذا هو السبب إنك تكون إعلامي يعني إنك مُكلف وصاحب رِسالة وحامل لأمانة، وتقع على عاتقك مسؤولية إنك توصل صوت الآلاف، تتكلم بفم اللي ما يقدر يتكلم، تُسّمِع أصوات غير مسموعة، الإعلام مهنة وسطها مليء بالصالح والطالح، إنتِ تحدد في اي صف تكون تحدد هل تتبع ضميرك؟ ولا تتبع القطيع والجاه وغيره، إنتِ مؤتمن إنك توصل الحقيقة كاملة وتبحث عنها تبحث خلف الكلام والأحداث و الصور، تبحث في ملامح الناس وحكاياتهم، ولا تبدي غير الحقيقة ولو على موتك وكل شخص فينا إعلامي، الصور والاستوريهات اللي تحطها بجوالك واي شخص يشوفها تعتبر رسالتك إنت وحسب اللي تنشره تحدد هل إنت تساعد احد؟ تعلم احد شي جديد؟ تضيف لحياة احد شيء؟ تسوي شيء تكسب عليه أجر؟، أو ما تكسب غير الذنوب وسواد الوجه؟!!، تأكد مثل ما الإعلامي اللي يطلع في التلفزيون وفي المقابلات مُحاسب على كل كلمة يقولها إنت بعد في مجتمعك وبين ناسك ولو كانت عائلتك وأصدقائك القريبين مُحاسب على كل حرف وكل ضغطة زر فنتمنى إننا نستوعب أهمية دورنا وبصمتنا، حتى المشاهير إحنا اللي نصنعهم بالدعم الإعلامي سواء كان مقصود أو لا! فتَخير وإنتقي إنت مين تسمع ولمين تحط لايك وتحط كومنت!، عشان كذا نقول لا تجعلو من الأغبياء مشاهير! ولا تخلون صغير الشأن كبير..، رفع احد الحضور يده وسمح له بالكلام :طيب إستاذ جواد لو مثلا هو شخص مشهور و محتواه هابط أو سيء ونحن ننتقده أو نسبه، هز رأسه :سؤال ممتاز إحنا عندنا قاعدة تقول "أميتو الباطل بالسكوت عنه" لأن هالشخص أساساً يبي أتنشن وإهتمام، إذا أنا وغيرك وكلنا ما إهتمينا بيوقف لأن ما عنده متابعين، هو مُو بالضرورة يكون المتابعين عندهم داعمين هو كل همه يكونون مُتابعين وبس حتى لو يسبونه...

في وصفها أبيّات القصائِد طامحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن