7

4.2K 79 4
                                    

=39=
.
=بيت أبو زياد=

نزل من الدرج وهو يشوف أمه جالسة قدام التلفزيون ومن لمحته نطقت :وخر عني يا زياد ولا عاد تكلمني في الموضوع!، جلس عندها وهو يمسك يدها :ليش يمه طيب ليش!! ما تبين سعادتي؟ يمه تبيني اموت منقهر؟ يرضيك؟
ضربت كتفه : بسم الله عليك! لا تفاول ،في أم ما تبي سعادة ولدها؟ انا يا يمه ضيء عيني وسعدي ومُناي ازوجك بإيدي وأشوف أولادك! أنا يوم كنت أزن عليك أبيك تتزوج إنت ترفض! والحين فجأة تبي تتزوج؟!،
زياد هز رأسه بهدوء :وأنا الحين اقولك أبي أتزوج، ردت بعدم رضى: زيّاد يا أمي انت منجدك؟ البنت بزر بزر! حرام! ،
وسع عيونه بذهول:يمه! وش حرام؟ يمه انا ما قلت لك بكره بجيبها عندي! قلت لك أخطبيها لي،
ردت :وليش تبيها هي بالذات؟ وش فيها هنادي بنت خالتك؟،
رد بهدوء وهو يهز راسه بالنفي :ما عليها زود الله يستر عليها، بس انا أبي أخت سيّاف! ،سكتت وأكمل :يمه تشوفيني مو كفو؟!!
ردت بإستعجال :لا يا يمه والله إنك كفو ورجال ينشد بك الظهر وأنا مالي بعد الله غيرك في دنيتي!، بس يا عيوني البنت صغيرة و..... قاطعها وهو طقت أعصابه من أسبوع وهو يقنع فيها، لأن صبره ما عاد يتحمل، هو يبيها، يبيها بدون ما تكون قدامه كل هالحدود والقيود! :يمه أنا أبي لمى ولا أبي غيرها ويحرمون علي بنات حواء كلهم ليوم الدين!، وش تبين تسمعين مني إنتِ؟ تبين أوضح لك إني أبيها صح؟ إيه! ، يشهد الله اني أبيها من أقصاي! ،
سكتت وهي تتأمل ملامحه، وفاضت مشاعرها من عيونها، وكأنها للتو تستشعر أنه كبر وإن رجل ماهو ولد العشر سنوات، تحس إنها تشوفه لأول مره، ملامحه الهادية والرزينة، نسخة من أبوه، من زوجها اللي غيابه أخذ معه عافيتها، وأنه يبي يستقر يبي يكون عائلة، تشوف منه إصراره عليها دون سواها، واللي مايدل على شيء غير إنه يحمل لها ولو بسيط الشعور، وهي يسعدها هالشيء وكثير مو شوي لأنها تفهم وتدرك قيمة المشاعر والحب والود! هي تدري بفرق العُمر لكنها أدرى بولدها وبعطفه وحنيته، تعرف أن قلبه مثل قلب الأطفال في رقته ولينه، هو بطبعه إنسان هادئ ومتفهم ومستعد يتفاهم في أبسط الأشياء ولهالسبب هي ما يخوفها هالفارق، قاطع تأملها يده الدافئة على خدها تمسح دموعها ويقبل عيونها، هو عنده حساسية كبيرة مع الدموع يكرهها و جدا :يمه ليه البكى الحين؟ تبيني أهون بهون بس لا تبكين، هزت رأسها بالنفي وهي تضم وجهه بكفوفها :من فرحي فيك يا يمه! تبيها انت؟ اغمض عيونه وهو يهز راسه بتأكيد، إتسعت إبتسامتها وهي تحارشه :الله أعلم وش مسوية فيك هالبزر، ضحك وهو يعطيها على قد جوها :يووه والله إنها لاعبة بحسبتي لعب!ضحكت من قلبها عليه
=40=
.
"الخميس، قصر الجد"

كأنو البنات مُنهمكين في التجهيز، هم مقررين يسوون مفاجأة لجُمان، عرفت ليّالي منها إنها ما بتِجي لأنها كلمتها وما إهتمت لأنها بتجيبها غصب طيّب،كانو مُجهزين باقات كِثيرة من التُوليب الأبيض وإشترو لها مُجموعة كُتب غلفوها بشكل جميل وما كثرو في الترتيبات لأنهم يعرفون جُمان تحب البساطة في كل شي و وضعوها في غرفتها، ورجعو لصالة جناحهم، قامت ليّالي :بنزل تحت لجدي بخليه يكلم جُمان وراجعه!، و توجهت لمكتب جدها وهي تُطرق الباب ودخلت من سمح لها صوته بالدخول :جديّ!، جديّ كلم جُمان ما تبي تجي ونحن من الصبح نبي نفرحها، تعرف عنادها أنت! كلمها تكفى!
مسح على جبينه وهو يتمتم :ما ألومها كل الناس صارت تبيها فجأة!، عقدت حواجبها وهي ما سمعت همسه:وش قلت؟،
هز رأسه بالنفي:ما قلت شيء يأبوك الحين أكلمها، أو إنتِ روحي جيبيها مع السواق وأنا أعلمها يصير ما لها حُجة،
إتسعت إبتسامتها بفرح وهي تقبل خده :الله لا يخلينا منك حبيبي إنت والله يا جديّ حبيبي إنت! ،ضحك بخفوت :روحي يأبوك روحي الله يحفظك ، أنطلقت ركض وهي تلبس عبايتها وأرسلت لجُمان تعلمها إنها جايتها...

في وصفها أبيّات القصائِد طامحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن