12

4.2K 80 9
                                    

=73=
.
في ساحة كبيرة وفي عز الظهر ولهيب الشمس الحارق  ودرجة حرارة تخلي اللي يوقف تحتها أكثر من ١٠ دقائق يتعرض لحروق فعلية، كان واقف بكُل شموخه وهيبته، وكل تقاسيم تنم عن الغلظة وشدة بأسه، واقف ومرجع يدينه خلف ظهره ويوزع نظراته الحادة عليهم، للآن أكمل معهم ثلاث شهور ولكنه أنجز فيها اللي يحتاجونه في ٣ سنين! ، كذا نظامه، ما يمزح، وما يهدأ لين يخليك تروح للموت مية مره وترجع وتتمنى أحياناً إنه فعلاً يأخذك لأن اللي تعيش فيه يفوق الموت بمراحل، في عز هالحر كانو يسوون تمارين ضغط وإنتهو من العد ل ٥٠٠ وطاح أحدهم على الأرض وهو يلهث بصورة عصبته جداً وخلت أعصابه تطق ، لأنه يشوفه ضعف وهو يكره الضعف ويستحقره جداً، تقدم منه وهو يوقف عند رأسه ونطق بسخرية : تعبت يا بابا؟، هز الجندي راسه بالنفي وهو يحاول يوقف على حيله بس ما قدر وطاح كله، كتف يديه وهو ينظر له ويناظر لساعته  :٢٠ دقيقة إنزل مية ضغط الحين!،
وسع عينه بذهول لكنه ما طال من شاف نظراته الحادة واللي ما تمزح أبدا، وقام يحاول لكنه من وصل ل ٣٠ طاح مره ثانيه، إبتسم بسخرية فظيعة وهو ينطق :الوطن ما يحتاج ضعوف، يبي له رجال لو بقى في عروقهم قطرة دم، يسكبونه لأجل أرضه ثم يموتون! وإبتعد عنه وعنهم يعطيهم نص ساعة راحة لا غير، وهم لهم أكثر من  ٥ ساعات يتدربون!..
توجه لأحد المغاسل وهو يخلع ساعته ونظارته الشمسية اللي كانت بأعلى رأسه، يجدد وضوئه، وهي عادة عنده إكتسبها من بدايات دخوله لهالمجال، إنه كل ما مر مكان فيه موية توضئ لأنه ما يضمن متى الله يقبض روحه ويأخذ أمانته، فيحب إنه يلقاه بطُهر، يلقاه بحال يحبه "يحب المُتطهرين" وصارت عادة عنه يسويها في كل مكان وكل وقت ، ونفض الموية من إيديه وهو يخلل يده في شعرة وما زالت قطرات الموية مُتعلقة برموشه وذقنه،
إقترب منه أحد العساكر وهو ينطق :طال عمرك، الفريق أول عبد العزيز جاء وطالبك عنده !،
عقد حواجبه لثواني وهو يهز رأسه بدون ما تكون منه كلمة!،
وتوجه للمكتب وهو يدخل ويلقى السلام بصوت جهور،
ردو عليه السلام وألقى التحية للفريق أول :سمّ، طلبتني!
إبتسم وهو يتقدم نحوه ويربت على كتفه :وين الناس يأبو عِز!،
إبتسم له بخفوت :موجودين الله يبقيك، كيف صحتك؟
رد بإبتسامة :الحمد لله في أفضل حال، جاي اشوف اللي يسد مكاني وش مسوي؟،
رد بهدوء :مكانك ما ينسد الله يطول في عمرك، نسوي الواجب ونزيد! ،
هز رأسه بالنفي: ينسد دامه السيّف اللي يسد عني وعن جموع!،
حط يده على صدره بإمتنان بدون رد!،
ونطق بإبتسامة :ما قصرت يا سيّاف وانا ما جيت لأنك ما تسد أنا جابني الشوق وملينا الجلوس،
=74=
.
:ونيتي أخذ ما بقى كأنك تسمح!
هز رأسه بالنفي :مالي صلاحية أسمح، أنت تسوي اللي تشوفه!،
إبتسم بهدوء : أنا أشوف إن ديارك تحن لك، وانا دياري هنا حنت لي وجيت ألبي منادي الشوق،
هز رأسه بزين :أبشر، تم..
ربت على كتفه للمره الثانية :ما قصرت يأبو عِز الله يعز مقامك ما قصرت! ،
وتقدم يخرج معه للساحة اللي وقفو كلهم يدقون لهم التحية و يوضح على ملامحهم الإنهاك الشديد لكنهم رغم هذا سعيدين ومليئين بالحماس ، إبتسم بهدوء وهو يرفع يده لهم : أبو عِز ما قصر ولكنه بيوقف معكم لين هنا و أنا بكمل عنه!، إنطلقت أصواتهم بالصراخ والدعوات له تعبيراً عن حُبهم وإمتنانهم له وصرخ الجندي اللي طاح قبل :والله إني أحبك يأبو عز الله يدخلك الجنة!،
حط يده على رأسه بإبتسامه هادئة يعبر عن تقديره ونطق :الله يقويكم!، ومشى وهو يدخل مكتبه يلم أغراضه، مرر يده على أوراقه اللي خطّ فيها الكثير طول هالثلاث شهور! تخليه يستوعب إنه رجع يكتب فعلاً مثل ما قال له زياد،
____

في وصفها أبيّات القصائِد طامحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن