5

5.6K 94 4
                                    

=26=
.
الإنسان لما يداهمه هلاك لا سبيل إلى تحاشيه، يشعر وقتها برغبة لا تقاوم في أنه يجلس مغمض عيونه، وليحدث ما يحدث وهذا كان شعورها ما فتحت عينها إلا لما جلس عندها وهو يحملها، لما إستقر رأسها على صدره وعيونها تشتد بحُمرة الدمع المالح، وصدرت منها شهقة وحيدة لما إستوعبت إنها ما تهذي شقهة سلبت منه كُل أنفاسه وظل صداها يرن في كل جسده، تجمدت عروقه وأنفاسه الثائِرة بدون زفير ينقذ الموقف! ، بكت كأنها تواجه البُكاء للمرة الأولى! بكت بدون صوت وبدون دموع كانت كُل ملامحها وكُل أطرافها تبكي! أغمضت عيونها بحشرجة من الغصات المُحمرة في محاجرها، من الضيّاع اللي يوضحه إرتجاف رمشها، وإنتِفاض روحها العالقة في حنجرتها اللي تشكلت على هيئة غصة، وإرتخى كُل جسدها في وجوده الحين اللي يشبه النفس الطويل بعد النجاة من الغرق ، ما تعرف أي بُركان أثارت حِممه في داخله ما تعرف إن في صدره عويل مجاعه وأمة من الغضب ناقمة! وإنه ما راح يُبقى ولا يذر على اي فرد فيهم! ما راح يخليهم يتهنون بنوم ومستحيل يغفر أمانها المسلوب ولا طُمأنينتها المُغتصبة! كُل غضبه وشعوره قبل ما يشوفها شيء والحين شيء مُختلف تماماً  الحين يشعر بإن جهنم بأكملها داخله، يجن جنونه بصورة ماله أي قُدرة على كبحها ولا التخفيف من حِدتها، ونطق :لا تخافين يمّك أنا!معي إنتِ لا تخافين! ، ومشى فيها خارج الغُرفة وهو ينزل درجات السُلم بخفة سريعة ولا كأنه حاملها كانت أشبه بريشة بالنسبة له ، كان ضام وجهها كله لصدره بحيث ما يظهر منه شيء و وقف تحت السُلم وهو يلمح مرور رجلين بملابس سوداء وهم يتكلمون :إستاذ منصور قال نِرسل للفريق إن الشُحنة أهم شرط وأول واحد يتنفذ..، عض شفته بغضب وسُخرية فظيعين لدرجة إنه تذوق طعم دمائه، وضحك داخله من عرف إنه منصور لأنه يعرف غبائه وتهوره وسذاجته  لدرجة إنه للحين ما حس بإن المزرعة مُداهمة، و قدر يصرف تركيزه بكُل سهولة من أرسل له يوهمه إنه موافق على شروطه وهمس يصر على أسنانه :أنا اللي بأخذ روحك يامنصور!،
سمع أصوات رصاص إنطلقت بالقرب منهم، تخبره إن رجاله تصادمو مع رجال منصور،بقى في مكانه، ما يقدر يخاطر بحياتها ولا بأي شكل ولا يقبل إن خدش واحد يجيها  ولهالسبب بقى في مكانه و إتضح له إحمرار ملامحها وعرق جبينها يعلمه بإرتفاع حرارتها، شد عليها وهو يحصّنها داخله، وقعت عينه على الرجل اللي واضح إنه أحد رجال منصور واللي كان يتقدم نحوه...
.
=26=
.
الإنسان لما يداهمه هلاك لا سبيل إلى تحاشيه، يشعر وقتها برغبة لا تقاوم في أنه يجلس مغمض عيونه، وليحدث ما يحدث وهذا كان شعورها ما فتحت عينها إلا لما جلس عندها وهو يحملها، لما إستقر رأسها على صدره وعيونها تشتد بحُمرة الدمع المالح، وصدرت منها شهقة وحيدة لما إستوعبت إنها ما تهذي شقهة سلبت منه كُل أنفاسه وظل صداها يرن في كل جسده، تجمدت عروقه وأنفاسه الثائِرة بدون زفير ينقذ الموقف! ، بكت كأنها تواجه البُكاء للمرة الأولى! بكت بدون صوت وبدون دموع كانت كُل ملامحها وكُل أطرافها تبكي! أغمضت عيونها بحشرجة من الغصات المُحمرة في محاجرها، من الضيّاع اللي يوضحه إرتجاف رمشها، وإنتِفاض روحها العالقة في حنجرتها اللي تشكلت على هيئة غصة، وإرتخى كُل جسدها في وجوده الحين اللي يشبه النفس الطويل بعد النجاة من الغرق ، ما تعرف أي بُركان أثارت حِممه في داخله ما تعرف إن في صدره عويل مجاعه وأمة من الغضب ناقمة! وإنه ما راح يُبقى ولا يذر على اي فرد فيهم! ما راح يخليهم يتهنون بنوم ومستحيل يغفر أمانها المسلوب ولا طُمأنينتها المُغتصبة! كُل غضبه وشعوره قبل ما يشوفها شيء والحين شيء مُختلف تماماً  الحين يشعر بإن جهنم بأكملها داخله، يجن جنونه بصورة ماله أي قُدرة على كبحها ولا التخفيف من حِدتها، ونطق :لا تخافين يمّك أنا!معي إنتِ لا تخافين! ، ومشى فيها خارج الغُرفة وهو ينزل درجات السُلم بخفة سريعة ولا كأنه حاملها كانت أشبه بريشة بالنسبة له ، كان ضام وجهها كله لصدره بحيث ما يظهر منه شيء و وقف تحت السُلم وهو يلمح مرور رجلين بملابس سوداء وهم يتكلمون :إستاذ منصور قال نِرسل للفريق إن الشُحنة أهم شرط وأول واحد يتنفذ..، عض شفته بغضب وسُخرية فظيعين لدرجة إنه تذوق طعم دمائه، وضحك داخله من عرف إنه منصور لأنه يعرف غبائه وتهوره وسذاجته  لدرجة إنه للحين ما حس بإن المزرعة مُداهمة، و قدر يصرف تركيزه بكُل سهولة من أرسل له يوهمه إنه موافق على شروطه وهمس يصر على أسنانه :أنا اللي بأخذ روحك يامنصور!،
سمع أصوات رصاص إنطلقت بالقرب منهم، تخبره إن رجاله تصادمو مع رجال منصور،بقى في مكانه، ما يقدر يخاطر بحياتها ولا بأي شكل ولا يقبل إن خدش واحد يجيها  ولهالسبب بقى في مكانه و إتضح له إحمرار ملامحها وعرق جبينها يعلمه بإرتفاع حرارتها، شد عليها وهو يحصّنها داخله، وقعت عينه على الرجل اللي واضح إنه أحد رجال منصور واللي كان يتقدم نحوه...
.
=28=
.
رفع رأسه وهو يشوفها تركض ناحيته، كانت واقفة جمب الشباك المُطل على الحديقة ولمحت دخوله، و ركضت وهي تصارع نفسها لأن القلق وصل أقصى مراحله فيها ما عاد لها قُدرة تصبر نفسها ولا تصبر أحد وقفت أمامه وهي تلهث وتجمعت الدموع في عينها :تركي.. أسألك بالله جُمان بخير! أسألك بالله يا تركي!  أخذ نفس وهو ما رفع عيونه لها : جُمان بخير، بخير! ما فيها إلا العافية، ردت بعدم تصديق: طيب هي وين؟ ليش ماهي معك؟ زفر وهو يمسح على وجهه :في المستشفى لأن.. شهقت بخوف ورد وهو أعصابه اصلا تعبانة :يا بنت الحلال ما فيها شيء بس حرارتها إرتفعت، بتبقى تحت الملاحظة وبيسون له كم فحص، ردت وهي تهز رأسها بالنفي وبدأت الدموع تتدافع من عينها :أنا أعرف جُمان ما تتعب بالساهل لين تحتاج مُستشفى تركي!، ليه طيب وش صار! رد بآخر نفس فيه وهو يضغط على عيونه من التعب :ليالي يرحم لي عينك خلاص، سكتت وهي تلمح فيه التعب الشديد واللي واضح إن أعصابه بدأت تفلت نتيجة هالتعب وهزت رأسها بطيب، توجهت للداخل بعد ما قالها تشوف له درب ومرت من عند عمتها حصة اللي رمقتها بنظرات غريبة وفعلا اخذو البنات جلالتهم وتغطو دخل وهو يدور أمه بعيونه اللي إندفعت له وهي تبكي :جُمان يا يمه وينها جُمان؟ وينها بنتي؟ أحتضنها بالكامل وهو يقبل رأسها عدة مرات :بخير يمه، جُمان بخير والله وجلسها على الكرسي وهو يجلس على ركبه ويقبل يدينها :بكرة الصبح أوديك لها بس لا تبكين يمه! هزت رأسها بالنفي وجلس ساعة يقنع فيها وفي جدته إنها بخير وإن ما صار لها شي، وتنهد بتعب وهو يقوم ويمر يده على شعره! :وين جدي؟ ردت عليه نورة :في مكتبه قافل على نفسه ومو راضي يكلم أحد هز راسه بطيب وهو يتوجه لمكتبه وطرق الباب عدة مرات بدون ما يجيه صوت لحد ما نطق :يا جد انا تركي!، فُتح الباب وهو يشوف ملامح جده المذعورة وقبل ما ينطق قبل رأسه وهو يمسك يده :جُمان بخير والله بخير،نطق بقلق :وينها؟ :مع سيّاف في المستشفى! رد بتوجس:وش صار؟ هز راسه بالنفي :إجلس وأنا اعلمك وفعلا حكى  له الموضوع بإختصار بدون تفاصيل عشان صحته ولا يتعب أكثر هز الجد رأسه :أنا ماني مرتاح يا تركي هذولا ما يخافون الله ما يعرفهم احد كثري، رد تركي :جدي لو صابها شيء بتشوفنا جالسين كذا؟ وانا الحين قدامك؟، نطق بقلق:قم ودني لها، رفض وهو يقول :ما راح يدخلونك، الدنيا آخر الليل والزيارة ممنوعة! وقام من مكانه وهو يقبل رأسه :أنا ماشي تأمر على شيء؟ نطق بهدوء :ما راح تروح مكان روح إرتاح، رد :لازم اروح يا... قاطعه بصيغة ما تقبل النقاش :مو السيف معها؟ خلاص! إرتاح يأبوك..
=29=
.
خرج من عند جده، وهو يتوجه لبيت الشعر  وهو يرمي نفسه على الجلسه ويحط المركى تحت رأسه ماله خلق يقابل أحد والصداع بيفجر رأسه سمع صوت طرق على الباب وتوجه وهو يزفر بضيق، فتحه وسكن وهو يشوفها تمد له صنية فيها موية وعصير وشريط بندول ونطقت بهدوء :لو كانت جُمان هنا كانت سوت كذا! ورفعت اكتافها :بس ماهي موجودة وخنقتها العبرة وأعطته ظهرها لكنها توقفت من ناداها :جُمان دائماً موجودة، وبكرة هي عندكم! وسكت لثواني ونطق بعدها وهو يبتسم بتعب :مشكورة يأخت جُمان!...

في وصفها أبيّات القصائِد طامحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن