=50=
.
تشوفين رتبته مقابل عمره يأمي؟ غيره يأخذونها وهم بيطقون الستين والخمسين وهو أخذها بطرق الخشوم، أخذها لأنه يستاهلها وما رحموه ولا بيرحمونه! من كل صوب يتربصون به! ويبون هلاكه وطيحته لكن يهبون! ،مايخسر النّاس يا بنتي إلا صاحب مواجه ولايكسب النّاس إلا من ينافقها، وسيّاف راعي حق وراعي الحق ما يخاف ويواجه، سيّاف ما يهاب وما ينكسر عزمه بكملة لا وما يصير هو يدور على اللي ما يصير ويصيّره! سيّاف مخلوق من الصبر ويمشي على كسره، ما يطربه المديّح ولا يخاف المذمة لأنه يعرف من هو! فيه من الطيب ما يسعد عيون الرفيق وفيه من العزم ما يذبل كبود العدو، سيّاف كله مثل الهجير ما يعرف أنفاس البَراد!!، إنتِ الشيء اللطيف والجزء الحنون اللي بيصير بأيامه يا أمي، وإذا هو ما قال لك انا اقولها لك سيّاف ما اخذك إلا وله ميول عندك وعاد هو ميوله للأشياء اللي ما ترضخ لأحد، ما ردت عليها لكنها كانت صامته ومُنصته لكل كلمة تقولها لذلك أكملت تقول :يأمي لا تفكرين في طريقة زواجكم ترا الحب الحقيقي يصير بعد الزواج، والزواج غايته مو الحب لا!، الزواج غايته إن حتى الرغيف تقتسمونه سوا، وتلتفون حول صنينة وحدة، تعطينه اليوم الجزء الأكبر منها لأنه جوعان ويعطيك بكرة الجزء الأكبر لأنك تعبانه، تنامون وظهوركم للباب مو خايفين من بكرة، لأنكم تعرفون إنكم بتتخطون كل شيء سوا، مو إنك تخافين من تقلبه وتغيره وتخافين من المستقبل وبكرة، ولا أن يقفل كل واحد منكم حول نفسه وعليها، ولا يقفل العالم أبوابه في وجهكم فيهرب كل واحد بعيد عن الثاني ويترك صاحبه تائه وفزِع في غيابت الجُب، اساس إرتباط روحين برابط الزواج المُقدّس هو إقتسام الهم وتهوين الرحلة والطريق لأنها شاقة يأمي ولأن الساق سقيمة والقلوب تعرج ومحد يدري كم العقبات اللي لازم يتخطاها وتظل الغاية الأولى منه هي الرفقة والسكن والرحمة! فيصير عندكم من الحكمة والصبر والحنان اللي يجعلكم تتحملون مشقة إقتسام الرغيف سوا! فهمتي يأمي؟
ما ردت جُمان لكن كان واضح تأثرها وإن الكلام جالس يدور في مُخها
وقاطعهم صوت ليالي اللي كانت متكية على الباب :تكفين يمه نورة احبك واحب حكيك، خليتني ابغى الزواج وأنا ما أبغى! لو ما تأثرت من كلامك بقول إنها بعد لوح زي صاحبنا وبقول الطيور على أشكالها تقع صدق!، كشرت جُمان وضحكت نورة وهي تردف :بكرة تنخطبين ليش ما تبغين الزواج؟، ليالي :جدتي شفيك الله يهديك الواحد ما يمزح يعني اي زواج انا مسؤوليتي راميتها على أمي وأبوي وجُماني من وين امسك بيت؟
ردت نورة بضحك :ترمينها على زوجك،
ردت ليالي :جمان تأخرنا
ضحكو عليها وعلى تصريفها
=51=
.
=بيت أبو تركي =كانت جالسة مع أُمها اللي صُدمت صدمة حياتها تغيب يومين عن البيت وترجع تلاقي بنتها تزوجت! صعبة وقوية على قلبها، بنتها و وحيدتها واللي كُل عمرها تخطط لزواجها وكيف بيكون! فجأة واقعها يقول إنها تزوجت بأسرع و أوجع طريقة ممكنة لقلبها كأُم!، و يقتلها أكثر سُكون بنتها الرهيب، يقتلها هالثبات اللي تشوفه فيها والي تعرف إنه مُجرد مظهر خارجي!،
:يُمه تكفين! لا عاد تبكين يمه!
،مسحت دمعتها وهي ترد: أنا قلبي مو معورني على إنك أخذتي سيّاف لأنه ونعم الرجال واللي لو يخيروني أختاره لك والله مو هذا قهري ، بس أنا معورني على هالطريقة مُستحيل تكون برضاك! أنا أعرف هالشيء، يفرق لما يكون هو شخص كويس غير لما يكون لك رغبة فيه!، وضربت بيدها على فخذها : سامحيني.. سامحيني يأمي ! ، سامحي إننا خليناك تعيشين كل هذا وكل هالاحداث تصير لك وإنتِ بهالعمُر وما قدرنا نسوي شي وشهقت وهي تبكي بحُرقة شديدة!..
تجمعت الدموع في عينها وهي تبتسم تحاول تخفف قهر أمها : يمكن انا كنت أبيه ما تدرين؟،
ضحكت بقهر وهي تمسح دمعتها! :أنا ما اعرفك؟ لو كنتِ تبيه ما كان عرفت؟ انا أمك ترا مب ليالي من نظرة عيونك أعرف!، سيّاف والنعم مافيه كلمة بس إنتِ صعب تتحملين حياته وطبعه، إنتِ تعودتي على أخوانك وأبوك يأخذون ويعطون معك في الكلام ويقولون اللي يرضيك ويرضي خاطرك! لكن سيّاف ما تطلع منه الكلمة! أعرفه انا من صغره، وإنتِ ما يرضيك الصمت والغموض وأنصاف الأجوبة! ما تتحملين! ،هزت رأسها بالنفي وهي تضحك بسخرية :أتحمل أتحمل ما عليك، تحملت كثير ما عاد تفرق.. وقامت تقبل عيون أمها ورأسها وتمسح دموعها ، ودخل تركي اللي قبل رأس أمه وخد جُمان: حيّ جُمان قلبي! حيّ بنتي! ردت بحلطمة وهي تبتسم تداري داخلها
:تركي! لا تقول بنتي ياخي تكبر عمرك! وتصغرني مب بزر أنا! ،هز رأسه بالنفي وهو يضحك برزانة:إنتِ لو يصيرون أولادك طولك تظلين في عيني بزر! هس بس شبرين من الأرض وجاية تتكلم حلوة هذي!، رمت عليه علبة المناديل وهي توقف قدامه بعدم رضى:أنا شبرين تركي! حرام عليك والله مو جذي أنا طويلة!شوف! ،
ضحك وهو يطالعها :لا تقولين جذي عشان لا أكلك!، وسعت عيونها وأبتسمت بحُب شديد! قاطعها نزول "رفيف " اللي كانت تركض وأستقرت بحضنها! إبتمست وهي تبوسها وتمسح عليها: حيّ بنتي! ،
ضحك بخفة : لا يصيدها رعد أمس مزعت ثوبه! ،ضحكت بخفة :وي وي فيفي ليه كذا؟ عيب عليك! مفروض من غرفتي اسبوع ما عاد تطلعين حقود رعد ما بينسى شفيكم عليه! وعقدت حواجبها :إنتِ كيف نزلتي؟ انا كنت قافلة باب الغرفة!،
ردت أمها :يمكن ليالي فتحته وما أنتبهت له!..
=52=
.
هزت جُمان رأسها إيه :بروح اشوفها ما تنتبه لشيء اصلا، لا يكون طلعو البقية!
تبع خُطواتها بنظره لحد ما غابت عن عينه وإلتفت لأمه اللي إبتسمت بأسى :يا حسرة قلبي عليها يا تركي!، ما تستاهل كل هذا ما تستاهل! إحنا كل عمرنا نحوفها حوف، شلون يطيح كل شيء على رأسها كذا! وهي تتحمل يأمي، تتحمل وما تشكي..
أنت تقرأ
في وصفها أبيّات القصائِد طامحة
Romanceالبطل سيّاف عسكري رتبته فريق، تنخطف بنت عمه الدكتورة جُمان وتثور أعصابه عليها فيضطر إنه يتزوجها بدافع حمايتها ولكن السبب الحقيقي مجهول للجميع ومعروف له هو فقط.. قاعدة احاول الحق وانسخ البارتات عشان الحق الكاتبة واصير انسخ اول بأول الكاتبة العنود، ه...