اقتباس (٢)

6.2K 154 2
                                    

استيقظت سمية من نومها على لمسات فوق كتفها وذراعيها فانتفضت بذعر وكانت الصدمة بانتظارها بعدما وجدت أمامها شقيق زوجها.

دفعته سمية وانتشلت عباءة منزلية تستر بها نفسها وهي تهتف بصدمة:

-"أنت بتعمل إيه في أوضة نومي يا بني آدم أنت؟!"

أجاب كريم ببساطة أذهلت سمية وجعلتها تلطم وجهها بخفة حتى تتأكد من أن ما يجري معها في تلك اللحظة حقيقة وليس كابوسا مزعجا:

-"جاي عشانك يا سمية لأني بحبك ومش قادر على بعدك".

صرخت سمية بشدة ودفعته للمرة الثانية بعدما حاول احتضانها:

-"أنت مستوعب الكلام اللي بتقوله يا حيوان؟! أنا أبقى مرات أخوك عارف يعني إيه الكلام ده؟!"

-"أنا بحبك أوي يا سمية ومقدرش أعيش من غيرك وواثق أنك لما تعرفيني كويس هتحبيني زي ما أنا بعشقك".

قالها كريم وهو يقترب بضع خطوات من سمية التي تراجعت للخلف بينما هو استطرد بنبرة أظهرت مدى هوسه بها:

-"افهمي بقى يا سمية أنا معجب بيكِ أوي ونفسي تقدري مشاعري ناحيتك، صدقيني واحدة حلوة وجميلة زيك خسارة في مراد أخويا".

صاحت باشمئزاز مقاومة رغبة قوية تدفها للتقيؤ من فرطِ التقزز الذي تشعر به:

-"ابعد عني يا قذر، أنت شكلك كده اتجننت وعقلك فوت''.

هتف كريم باستنكار وهو يشير نحو نفسه:

-"ليه بتقولي كده!! كل ده عشان بحبك؟! أنا مش عايزك تخافي مراد مش هيعرف حاجة عن علاقتنا ببعض".

هتفت سمية بتوعد بعدما تمكنت من الابتعاد عنه مؤكدة له أنها سوف تقوم بفضحه أمام جميع أفراد العائلة:

-"قسما بالله العلي العظيم لهخلي يومك أسود لأن أنت اتجننت خالص ووصل بيك العبط أنك تعرض عليا عرض مقرف زي ده وتتجاهل حقيقة أني مرات أخوك".

هبطت سمية إلى الأسفل وتوجهت بسرعة نحو غرفة حماتها وخلفها كريم يحاول إيقافها ومنعها من فضح أمره أمام والدته.

استغربت ميرڤت دخول سمية لغرفتها بتلك الطريقة وهتفت باستغراب:

-"فيه إيه يا سمية، أنتِ كويسة؟''

أشارت سمية نحو كريم الذي لحق بها قائلة باشمئزاز:

-"لا مش كويسة يا ماما لأن ابنك اللي معندوش ريحة النخوة دخل عمل نسخة من مفاتيح الشقة بتاعتي ودخل عليا وأنا نايمة في أوضتي وحاول يعتدي عليا''.

أسرع كريم بنفي حديثها فهو يعلم جيدا حجم العواقب الوخيمة التي سوف تلحق به إذا أثبتت سمية صحة اتهامها ضده:

-"دي واحدة كدابة يا ماما وعايزة توقع بيني وبين مراد عشان تقنعه أنه يشتري شقة ويعيش بعيدة عنك".

استكمل كريم حديثه محاولا إقناع والدته بطريقة منطقة تجبر عقلها على تصديقه:

-"وبعدين هو أنا مثلا واحد مجنون عشان أروح أدخل شقة سمية وأنتِ موجودة في الشقة اللي تحتها؟!"

صاحت سمية بغضب وهي تضم قبضة يدها مقاومة رغبة قوية تدفعها لضرب شقيق زوجها الذي يستحق أن ينال جائزة الأوسكار في الكذب:

-"أنت مكنتش تعرف أن ماما موجودة هنا في الشقة وكنت مفكر أنها عند أختها وعشان كده أنت قررت تستغل الفرصة وتتهجم عليا في شقتي".

صفعتها ميرڤت قائلة بصرامة شديدة وهي تربت على كتف ابنها بينما ترمقها باحتقار:

-"اخرسي يا حقيرة، أنا ربيت ابني كويس وعارفة أنه مستحيل يعمل كده يا قذرة وأن أكيد أنتِ اللي حاولتِ تتقربي منه ولما رفضك عملتِ الفيلم البايخ ده عشان تنتقمي منه''.

أكد كريم حديث والدته بإيماءة من رأسه متحدثا بغلٍ وهو ينظر إلى سمية بشماتة:

-"كلامك مظبوط يا ماما، هي بقالها فترة بتعمل حركات غريبة وأنا كنت عامل نفسي مش واخد بالي عشان مخربش بيت أخويا بس مكنتش أتصور أنها ممكن تحاول تلبسني مصيبة خطيرة زي دي".

اتسعت عيني سمية وحاولت أن تدافع عن نفسها ولكن لم تمنحها ميرڤت الفرصة فقد قامت بسحبها من شعرها وألقتها خارج المنزل وهي تصيح بصوت جهوري لفت أنظار عدد كبير من الجيران:

-"اشهدوا يا ناس، أنا مسكت سمية مرات مراد متلبسة وهي بتحاول تغري كريم ابني عشان يخون أخوه اللي من لحمه ودمه''.

ألقى الجميع على سمية نظرات ازدراء بينما سحبت ميرڤت ابنها ودخلا إلى المنزل ثم أغلقا الباب أمام عيني سمية التي تبكي بشدة فقد انقلبت الأدوار وصارت في نظر الجميع مذنبة وكريم هو الضحية.

أوهام الحب الورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن