الفصل الرابع والعشرون

3.8K 183 16
                                    

ابتلع آدم ريقه بصعوبة وحاول أن يتماسك ويتمالك أعصابه حتى يتغلب على تلك الصدمة التي تلقاها للتو والتي جعلته يعتقد من خلال نظرات شمس أنها ليست صدفة بل هي خطة ماكرة دبرتها بعناية ونفذتها بمهارة.

هتف آدم بهدوء مصطنع وهو يرمق شمس بحدة؛ لأنها قررت أن تستغل ابن عمه حتى توجعه لأنه رفض العودة إليها بعدما تركته من أجل رجل أخر:

-"ألف مبروك يا آنسة شمس، ربنا يتمم بخير ويهنيكم ببعض".

ابتسمت شمس وتأبطت ذراع محمد قائلة ببرود:

-"الله يبارك فيك يا أستاذ آدم".

تمنى آدم لو كان بإمكانه أن يخبر محمدًا بحقيقة أن شمس كانت حبيبته أثناء فترة دراسته وأنه كان يخطط للزواج منها ولكنه كتم الأمر في نفسه والتزم الصمت؛ حتى لا يكسر فرحة ابن عمه الذي يبتسم بشدة وكأنه قد استطاع أن يلتقط نجمة من السماء.

تجاهلت شمس وجود آدم بعدما رأت حبيبة التي أتت وتقدمت نحوها قائلة:

-"ألف مبروك ليكِ يا شموسة، ربنا يوفقك يا قلبي".

استطردت حبيبة بنبرة مازحة:

-"أنتِ صحيح مش حضرتِ خطوبتي بسبب ظروف سمر بس أنا طلعت أحسن منك وجيت وجيبت خطيبي معايا عشان نحضر كتب كتابك".

احتضنتها شمس وهتفت بابتسامة:

-"نورتِ يا حبيبة قلبي، أنا كنت هزعل أوي لو أنتِ مكنتيش جيتي النهاردة".

نظرت حبيبة إلى مهاب الذي كان يقف بجوارها وأشارت نحوه قائلة:

-"أعرفك يا ستي، ده يبقى مهاب خطيبي".

أومأت شمس قائلة بسرور:

-"تشرفنا يا أستاذ مهاب".

التفتت شمس نحو محمد وقالت:

-"ده يبقى محمد خطيبي".

صحح محمد جملتها بقوله:

-"قصدك محمد جوزك اللي هيكتب كتابه عليكِ بعد خمس دقايق".

تحدث مهاب بالقرب من أذن حبيبة وهو ينظر نحو المأذون الذي شرع في فتح دفتره حتى يتمم إجراءات عقد القران:

-"تعرفي يا حبيبة أن ده هو نفسه المأذون اللي كنت عامل حسابي نكتب كتابنا عنده".

رفعت حبيبة حاجبيها  قائلة بدهشة:

-''بجد والله!! دي تبقى حاجة حلوة أوي أن نفس المأذون يكتب كتابي أنا وشمس صاحبتي".

نظر محمد حوله وأشار إلى وسام الذي كان يتابع كل من حبيبة وخطيبها بنظراته مستغربا حضورهما لهذا الحفل.

أبعد وسام نظراته عن حبيبة ثم تقدم نحو محمد وسأله باستفسار:

-"أيوة يا محمد، أنا شوفتك بتشاورلي دلوقتي، أنت عايز مني حاجة".

أوهام الحب الورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن