الفصل السادس والثلاثون

4.5K 185 17
                                    

قالت إلهام بأسف بعدما اتصل بها رامز وأخبرها بموت داليا: 

-"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، البقاء لله وحده وربنا يصبر أهلها، أنا صحيح كنت بكرهها عشان اللي عملته فيك بس عمري ما اتمنيت ليها أنها تموت بالشكل ده".

تحدث رامز بأسف على ابنه الذي وصل إلى المستشفى في اللحظة نفسها التي كانت تصرخ بها فوقية قهرا على رحيل ابنتها:

-"أنا هضطر أفضل هنا في المستشفى شوية عشان خاطر إسلام لأنه منهار من العياط بعد ما عرف أن أمه ماتت ومصمم أنه يفضل جنبها وميسيبهاش".

تمتمت إلهام بتفهم وقد انتقل لها بعض الحزن الذي يشعر به إسلام، حيث إنها تدرك جيدا أنه من الصعب على طفل صغير مثله أن يتقبل فكرة موت والدته مقتولة على يد مجرم وطاغية:

-"ماشي يا حبيبي، خليك هناك وحاول تحتوي ابنك وفهمه أن الميت مش بيرجع بالبكا عليه وعلمه أنه يدعيلها بالرحمة لأن دي هي الحاجة اللي داليا محتاجاها منه ومن أهلها دلوقتي".

أنهى رامز الاتصال ثم سار نحو ابنه وجلس بجواره فاحتضنه الصغير صارخا من وسط بكائه:

-"مامي ماتت ومش هشوفها تاني أبدا".

شدد رامز من احتضان طفله وربت على شعره قائلا بلطف:

-"مش أنا علمتك أن لما حد بيموت وقتها إحنا المفروض ندعيله يدخل الجنة وندعي لنفسنا إحنا كمان أن ربنا يدخلنا فيها لما نموت عشان نجتمع بيه ونكون معاه!!"

رفع الصغير رأسه ونظر إلى والده متسائلا بأمل:

-"هي ماما هتدخل الجنة يا بابا؟"

تنهد رامز قبل أن يرد بهدوء محاولا احتواء صدمة ابنه الذي سأله سؤالا صعبا لم يكن يتوقعه:

-"ده شيء بإيد ربنا وإن شاء الله ربنا هيسامحها ويدخلها الجنة".

سمع محسن كلام رامز، وظل يراقبه، وانتظر حتى نام الصغير ثم توجه نحوه هامسا بامتنان وعيناه تفيض من الدمع حسرة على موت شقيقته:

-"شكرا ليك يا رامز على الكلام اللي قولته لإسلام وأنك نفذت وصية داليا ومحاولتش تكرهه فيها".

تجاهل رامز حديث محسن عن الشكر والامتنان وهتف بجدية:

-"زي ما أنت سمعت، داليا قبل ما تموت وصت مدام فوقية أنها تسيب إسلام معايا ومتحاولش أنها تاخده مني".

أومأ محسن قائلا بتأكيد:

-"كلامك مظبوط يا رامز وإحنا هنلتزم بوصية داليا بس ليا عندك طلب صغير".

نظر له رامز وتحدث بهدوء مراعيا الظروف التي يمر بها:

-"اتفضل يا محسن، قول إيه هو طلبك وإن شاء الله أنا هنفذه لو في مقدوري أني أعمل كده".

أوهام الحب الورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن