الفصل الثالث والثلاثون

4.3K 179 20
                                    

نظرت شمس إلى صور خطبتها من محمد وهي تبكي فألم قلبها لا يمكن وصفه بعدما اختفى فجأة من حياتها الرجل الذي كان يسعى لنيل رضاها وفعل كل ما يسعدها حتى يرسم الابتسامة على وجهها.

انهمرت الدموع بغزارة من مقلتيها وأخذت تسأل نفسها كيف ستتمكن من إعادة محمد بعدما ابتعد عنها وأعلن بشكل غير صريح انتهاء قصته معها؟

سحقا لقلبها الذي لم يعلم قيمته إلا بعدما ابتعد عنها وجعلها تتمنى لو أنه علم قبل رحيله أنها أحبته ولم يعد بإمكانها أن تعيش من دونه.

قررت بعدما أمضت بعض الوقت في التفكير أنها ستبادر باتخاذ الخطوة الأولى فهي قد وقعت في الحب مرة وخسرت من أحبته ولا يمكنها أن تتحمل ألم الخسارة الذي أنهك روحها في الماضي مرة أخرى.

أمسكت شمس بهاتفها وفتحت تطبيق المراسلة واتس آب ثم ضغطت على علامة التسجيل وبدأت تتحدث قائلة:

-"أنا عارفة كويس أوي أن الموضوع صعب عليك تستحمله وأنك مشيت وبعدت عشان مش قادر تحط عينيك في عين ابن عمك لأن ده بيخليك تحس بالذنب لأنك مفكر أنك جرحت آدم لما خطبتني".

خرج صوت شمس بحشرجة وهي تكمل:

-"بس أنت ملكش علاقة باللي حصل زمان وأصلا كل واحد فينا نسي الموضوع وكمل حياته، وأنا وآدم مكانش لينا نصيب نكمل مع بعض لأن كل واحد فينا ربنا كتبله حياته مع شخص تاني، آدم نصيبه مع نادين، وأنا نصيبي معاك أنت إلا إذا أنت قررت تسيبني بس خليك عارف أن مفيش راجل تاني هيدخل حياتي من بعدك".

أرسلت شمس الرسالة الصوتية وتمنت أن يراها محمد ويحسم أمره معها فهي لن تسمح له بالهروب منها بهذه الطريقة قبل أن يخبرها صراحة بما ينوي فعله.

لن تتركه وشأنه قبل أن يجعلها تقف على أرض صلبة وتعلم إذا كان يرغب في الاستمرار معها وإذا اتضح لها أنه لم يعد يريدها فسوف تبتعد عنه وتتمنى له التوفيق في حياته حتى لو كانت مع امرأة أخرى.

عندما خطر في بالها هذه النقطة شعرت بغصة مريرة في حلقها وأخذت تلوم نفسها؛ لأنها سمحت لنفسها بالسقوط في الحب مرة أخرى وكما قالت لها إحدى الفتيات اللواتي يشعرن بالغيرة منها:

"المنحوس منحوس ولو حطوا على رأسه فانوس"

يبدو أن حبها قد ناله نصيب من تلك الكلمات اللاذعة وها هي على وشك خسارة محمد مثلما خسرت آدم من قبله.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

دلفت ميرڤت إلى غرفة ابنها وأيقظته من نومه وهي تصيح بغضب:

-"قوم فز من مكانك، أنت هتفضل لحد إمتى نايم على ودانك ومش شاغل بالك بحاجة؟!"

تأفف كريم قائلا بعصبية:

-"فيه إيه يا ماما؟! عايزة مني إيه تاني؟! مش كفاية علينا الفضيحة اللي حلت على رؤوسنا بسبب بنتك اللي فضلتِ طول عمرك تدلعي فيها؟!"

أوهام الحب الورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن