🌺الفصل الخامس🌺

680 33 0
                                    



الفصل الخامس:

ظل عمار ثابتا مكانه وكأنه فقد قدرته على الحركه...فالوجه المقابل له الان اعاده لوجه آخر...فى زمان آخر حيث لا سواد...لا غضب...لا كره ولا حتى انتقام مر يجب إكماله حتى ترتاح نفسه

"عمااااااار.....عمااااااار.....احملنى فوق كتفيك قليلا"

"اميره....توقفي عن اللهو حتى لا نزعج امى"

"ارجوك اخى.....قليلا فقط....ارجووووووك"

خرج عمار من ذكرياته التى سبق ودفنها خلف باب ظن أنه لن يُفتح من جديد...لكنه ظل محدقا فيها دون حتى أن يرمش للحظه فتلك الفتاه جسدت روح أخته أمام ناظريه وفتحت عليه باباً يحمل خلفه طوفان من الالم والحنين

اجلى عمار حنجرته لكن رغما عنه خرج صوته متحشرجا فيما يقول بهمس خافت وكأنه خائف من أن تتلاشي من أمامه:

_لماذا تبكين؟!!!

نظرت له مريم بخوف أشبه بالخوف الطفولي ثم قالت بصوتها الذى يحمل اثر بكائها:

_هل تعمل هنا؟!!!

دون ان يزيح نظره من فوق صفحة وجهها قال مراوغا:

_تقريبا

اومأت مريم دون معنى ثم تحركت عائده الى استراحة السيدات لتغسل وجهها فجاءها صوته مناديا:

_انتظرى.....من انتى؟!!!

تذكرت مريم وصف علا لها بمدللة ابيها فقالت دون أن تنظر له محاولة أن تخفى هويتها عنه:

_مريم

مد يده مصافحا فيما يقول دون أن يخرج من هالتها النقيه:

_انا عمار

هزت مريم رأسها دون أن تصافحه ثم انطلقت بسرعه عائده الى استراحة السيدات.

وقف عمار محدقاً في أثرها فيما ارتسمت ابتسامه حانيه على ثغره لم يهديها لأحد منذ وفاة امه واخته الصغيره.....اميره....اميره التى فقدها بعد أن فقد أمه مباشرةً وكأن المصائب اختارته لتأتيه مجمعه فى اسبوع واحد.

نفض عمار تلك الأفكار من رأسه...فهو سبق ودفن كل احساس لديه يوم دفن احبائه تحت التراب...ليبقى هو بمفرده لكن بقوة أعتى الرجال لأنه ببساطة لم يعد لديه عزيز أو غالى.

ضحك عمار بخفه حين تذكر القلق الشديد الذي ساوره عندما لاحظ دموع تلك المريم حتى انه شعر للحظه بأنه كان من الممكن أن يذهب ليضرب من اغضبها متناسياً أنه لا يعرفها من الأساس وانها مجرد فتاه تحمل بعضاً من روح أخته.

تحرك مغادرا حين شعر أن وقوفه فى هذا المكان قد طال اكثر من اللازم فذهب بأتجاه المصعد حتى يري امر الاجتماع الذي فرض نفسه عليه....فهو أتى ليقابل رؤى لكنه وجد نفسه فى لقاء حى مع اميره....أو مريم.
..................................................
بعد فتره

بقعة ضوء للكاتبة "هاجر حليم"  مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن