مكان يعمه الفرح...إذ أن لا مكان هنا للضغائن...
فتيات متأنقات وإن كان بمبالغة نوعا ما...
رجال وشباب عابثون يرمون بالنظرة تلو الأخرى عسى أن ينجح أحدهم في مسعاه ويكون هذا الزفاف نقطة انطلاقة للعبة جديدة ..
العبث موجود .. لكن بشكل عام لا مكان للضغائن.وهذا ما يبقيه الى الان ..حتى وإن كان زفاف أخيه فالملل لا يهاجمه ابدا كما يهاجمه في حفلات الزفاف...واليوم لا يختلف كثيرا عما قبله.
اللعنة كم يكره هذا الازعاج القاتل!!!!!
تأوه بضجر وكأنه يحضر إحدى محاضرات الفلسفة المملة... الفلسفة تعتمد على كثرة الكلام وهذا اكثر شيء يبغضه...وهذا ما يحاوطه الان!!!!
تأفف بحنق وهو يري أخيه وعروسه يراقصان بعضهما للمرة التي لا يعلم عددها....ربااااه...متى سينتهى هذا العقاب البائس؟!!
شتت انتباهه تلك الزهرة البيضاء التي رمتها أخته بها لينظر إليها بملل فابتسمت هي ابتسامتها الرقيقة لتقول بعد لحظات:
_تعال راقصني انا بدلاً من جلوسك هكذا وكأننا احضرناك رغما عنك
_لا اريد!!
قالها بضجر دون حتى أن ينظر اليها لكنها لم تيأس فرددت من جديد:
_هيا اخى.....انا ايضا اشعر بالملل وانت بالطبع لن تسمح لي بالرقص مع شخص غريب
تنهد باستسلام وهو يعلم أنه لن يتخلص من هذا الحصار دون أن ينفذ طلبات الأميرة فوقف ساحباً اياها لساحة الرقص ليراقصها بملل ما بعده ملل...
لكنها كانت في وادٍ اخر تماما.....فهي كانت تشاهد الفتيات اللاتي ينظرن اليها بحسد والى أخيها بحالمية فيما يطلقن التنهدات بينما كان (شيخ الشباب) لا يعير أيا منهن انتباهه ولا حتى بنظره!!
بعدما انتهت الرقصة بالنسبة لها وواجب درس الكيمياء بالنسبة له عادا الى مكانهما لكنه لم يكد يجلس حتى شعر بأنه مراقب من مكان ما فالتفت مره واحده لتقع عيناه على فتاه محجبة كانت تنظر له بتمعن وكأنها تعرفه حق المعرفة لكنها اضطربت واشاحت بوجهها بعيداً حين التفت اليها.
للحظات ظل يحدق فيها بينما انتابه شعور قوى بأنه رآها من قبل!!!
مع أنه من المستحيل أن ينسي الوجوه وخاصة إذا كان وجه يمتلك ذاك التأثير الغريب على النفس الا ان ذاكرته لم تسعفه ابداً ليعرف من تكون تلك الغريبة .
لمسه على كتفه أخرجته من تأملاته لينظر إلى أخته المبتسمة بمكر بينما تقول:
_من هذه؟!!....صديقه قديمة؟!...ام.....
نظر لها فيما يقول باستخفاف:
_انتن الفتيات اسخف ما خلق الله فوق سطح هذا الكوكب...هل من الضرورة حين انظر لفتاه أن أكون إما معجب بها أو على علاقه معها؟!!...الا يمكنني النظر دون سبب محدد؟!!
تساءلت بضحكه ماكره:
_هل نتحدث عن النظر لمجرد النظر؟!!... ام عن التحديق الذي كنت أراه منذ قليل؟!!
فجاه وكالعادة أغلقت ملامحه بلا سبب ليقول ببروده الشهير:_نحن لن نتحدث عن شيء من الأساس...انا سأذهب لأستنشق بعض الهواء حتى انتهاء هذا العرض الممل
ثم تحرك دون أن يعطيها فرصة للرد ودون حتى أن يلقى نظره اخيره عليها أو على تلك الأخرى التي كانت تتابع الحديث دون حتى أن تسمع منه شيئا ً .
خرج إلى حديقة الفندق ثم نظر إلى السماء واغمض عينيه ليزفر نفساً عميقا فيما يقول بألم:
_مستحيل أن انساكِ أو اخونك من جديد حبيبتي.انتهت المقدمة
قراء ممتعة للجميع ❤❤
أنت تقرأ
بقعة ضوء للكاتبة "هاجر حليم" مكتملة
Romanceرواية بقعة ضوء للكاتبة هاجر حليم ولها روايات أخرى إن شاء الله سأقوم بنقلها..لقد أخذت إذن الكاتبة بنقل رواياتها هنا على الواتباد ..قراءة ممتعة للجميع ❤❤