الفصل الحادي عشر:
اختفت الهمسات تماماً حين ظهر صوت مهاب الغاضب لأول مرة بينما يقول موجهاً كلامه للجميع:
_كل شخص يعود إلى مكتبه حالاً
وبالفعل تحركوا جميعاً إلى مكاتبهم ومن بينهم رؤى التى سألت زينه بتوجس عما يحدث فقالت هامسه بقلق:
_لقد ظهرت اخبار فى الجريدة تخص السيد كريم ولقد أثر الأمر على الشركه بطريقة كبيرة
ابتلعت رؤى ريقها برعب فيما تقول:
_اى اخبار؟!!!....هلا توضحين قليلاً؟!!!!
أمسكت زينه بصحيفة موضوعه فوق المكتب ثم ناولتها لرؤى فيما تقول:
_تفضلي اقرأى بنفسك
تناولت رؤى الصحيفة لتجد خبر مسطورا بالخط العريض
"علاقة مشبوهة تجمع رجل الأعمال المعروف كريم رسلان بأحدي موظفاته"
شهقت رؤى بفزع وهي تتبين السبب الحقيقي وراء ما يحدث... "عمار!!!!!"
لقد فعلها الحقير....لقد نفذ تهديده وأعلن الحرب على كريم أيضا ً!!!
أوشكت رؤى على السقوط وهى ترى مدى هوان عرضها على ابن عمها...كيف استطاع أن يفضحها بهذا الشكل؟!!!...أجل لم يذكر اسمها لكن الأمر سيحوم حولها هى خاصة ً مع قرب عقد قرانها على كريم!!!!
فجأة شعرت رؤى بيد تسندها لتجد زينه تحدق فيها بقلق بالغ بينما صوتها يصل إليها مشوشا:
_رؤى....ماذا بكِ؟!!!....رباااه.... وجهك شاحب للغاية....رؤى هل تسمعني؟!!!
لحظات واختفت الرؤية أيضا ً لتجد رؤى نفسها تسبح في عالم من الظلام لا يختلف ابدا عن واقعها المرير الذي تعيش فيه.
.................................................. .
رمى كريم الصحيفة بغضب فيما يهتف لاعنا:
_الحقييييير.... بالتأكيد هو....اقسم أن اجعله يندم على كل أفعاله القذره
حاول مهاب تهدئته فيما يسأله بحيره حقيقية:
_عن ماذا تتحدث انت؟!!!...من الذي من مصلحته ايذائك بهذا الشكل؟!!!!!
جلس كريم فيما يقول بجنون:
_لا يوجد غيره.... الحقير عمار
_عمار من؟!!!!.....هل لديك عداوة مع احد نحن لا نعلمه؟!!!!!
هتف كريم بعصبية:
_هذا عمار علام ابن عم رؤى
ارتفع حاجبى مهاب فيما يقول بصوت بدى له غبيا للغاية:
_مهلا..ابن عم رؤى!!!..رؤى التى تعمل لدينا!!!!..ابن عمها يكرهك!!!..لماذا؟!!!!!
اجابه كريم بإيجاز:
_لأنى سأتزوجها
هذه المره هتف مهاب بصدمه قوية:
_ماذا؟!!!!!....انت ستتزوج؟!!!!!...دون أن تخبرنا؟!!!!!
صاح كريم بعصبية:
_اخرس قليلا و دعنى أتحدث....انا سأتزوج رؤى وهذا الحقير يريد أيضا أن يتزوجها لكن رغماً عنها لهذا يحاول أن يؤذي سمعتى بهذه الطريقة القذره ويظن اننى هكذا سأخاف واتراجع عن الأمر.
حدق مهاب فى كريم ليقول بغباء منقطع النظير:
_انا لم افهم شيئاً... كل ما فهمته انك ستتزوج رؤى فقط
تنهد كريم بأحباط وضجر ليقول بعدها:
_يكفيك بهذا القدر حالياً
هتف مهاب من جديد وكأنه تذكر شيئاً:
_اذاً الفتاه المذكورة في الخبر هى رؤى؟!!!!!!
نظر له كريم دون اجابه ليقول مهاب بأستغراب:
_هل يشهر بها هى أيضا حتى لا تتزوجك؟!!!.... هذا مختل!!!!
_هو فعلا هكذا ولهذا رؤى انتقلت لمنزلنا منذ الأمس مع مربيتها كما أن العرس بعد اسبوعين
اتسعت عينا مهاب من جديد حتى كادت أن تخرج من مقلتيها ثم قال بعدها:
_اقسم!!!!!
نظر له كريم مستغربا ليكمل مهاب بنفس الصدمه:
_رؤى تقيم فى منزلنا الان!!!!.. وعرسكما بعد اسبوعين!!!... وانت كريم و ستتزوج!!!
تكلم كريم بضجر:
_توقف عن الهذر وأرسل محامى الشركه لهذه الصحيفة
ظل مهاب على صدمته قليلا ليتحرك بعدها محاولا أن يستوعب تلك التغيرات الرهيبة التي حدثت في منزل عائلته منذ الأمس فقط.
تحرك بعدها متوجها الى مكتبه ليلفت نظره تجمع بسيط فأقترب وألقى نظره على ما يحدث ثم عاد إلى مكتب كريم قائلاً بوجه يحمل كل معانى الحماقة:
_العروس فقدت وعيها فى صالة الاستقبال والشركة كلها تحاول افاقتها ..زفاف مبارك اخى!!!
.................................................. ......
فتحت نوال باب الغرفة بعد عدة طرقات لتجد السيد حسين يقف أمامها مبتسماً بموده فيما يقول:
_سيدتى....هل يمكن ان آخذ من وقتك بضع دقائق؟!!!!
اجابته نوال بأحترام نبع بداخلها منذ أن رأته ورأت تعامله معهم:
_بالطبع سيد حسين...لحظات وسأكون عندك
تحرك حسين إلى غرفة الجلوس لتتبعه نوال بعد لحظات فبدأ حديثه قائلاً:
_ارجو أن تكن ارتحتن فى الغرفة...اذا احتجتن اى شئ لا تتردى فى اخبارى
ابتسمت نوال لهذا الرجل الطيب الذي أرسله الله لهن فيما تدعو بداخلها أن تظل رؤى فى هذا المنزل الى الابد بجواره عسي أن يعوضها عن ما رأت .
_شكرا لك سيدي...لقد كفيت ووفيت
ابتسم حسين بتكلف ثم قال بنبره هادئة:
_سيدتى سأسألك شيئاً واتمنى أن لا يخرج حديثي معك الان الى خارج هذه الغرفة
اومأت نوال ما تقول بتأكيد:
_بالطبع سيدى أسأل ما شئت
_اريدك أن تخبرينى بالوضع كاملاً...انا كل ما فهمته حتى الآن أن هذا الذي يدعي عمار يهدد رؤى حتى يتزوجها غصباً...بقية الأمور ضبابيه تماما بالنسبة لى وانا أحتاج إلى أن أفهم كل شيء حتى اتمكن من مساعدتها.
تنهدت نوال بأحباط ثم قالت:
_صدقنى سيدى انا ايضا بعض الأمور ضبابية لى لكنى سأخبرك بما عايشته رؤي حتى تسرع بالتوصل للسيد عادل عمها حتى ينقذها....لنبدأ بأول واهم شيء...عائلتها...السيده سهيله توفيت حين كانت رؤى فى العاشرة من عمرها و بعدها...
قاطعها حسين سائلاً:
_عذرا منك لكن من تكون هذه؟!!!!
أجابت نوال بديهية:
_والدة رؤى
ارتفع حاجبى حسين بصدمه ليقول بعدها:
_لقد اعتقدت انكِ انتى والدتها
ابتسمت نوال بدفئ ثم أكملت:
_رؤى ابنتى أيضا ً...لقد ربيتها منذ ولادتها وأصبحت أمها حقا بعد وفاة أمها الحقيقة
تغصن وجهها قليلا لتقول فجأة:
_سيد حسين ارجو منك أيضا ً أن لا تخبر أحدا بما سأقوله... يعلم الله لم اكن لأفشي سر عائلتها قط لولا اننى متأكدة من أنها بحاجة إليك .
اومأ لها حسين متفهما فأكملت بصوت هامس:
_والدة رؤى أحبت السيد عزالدين بجنون...جعلت منه رمزاً لحياتها لكنه وللأسف الشديد لم يبادلها هذا الحب وتخلى عنها بعد أن حدثت لها بعض المشاكل التي أثرت على قدرتها على الإنجاب بعد رؤى بل و الافظع أنه ذهب وتزوج إحدى صديقاتها حتى يحصل على الذكر الذى تمناه دوماً ... بالطبع السيدة سهيلة لم تتحمل الأمر فانتحرت شنقا وللأسف كان هذا أمام عينى رؤى
تغصن وجه حسين بألم ثم سأل :
_واين أخيها الان؟!!!
_لقد توفى الطفل بعد ساعات من ولادته
اومأ حسين دون رد ثم قال بعد لحظات:
_اكملى
_بعد تلك الحادثة بفتره قصيره توفيت زوجة عم رؤى والدة عمار فجأه وهى نائمه حيث كانت مريضه مما أصاب الجميع بصدمه كما أيضا ً توفيت ابنتها في نفس الأسبوع اثر حادث سير أثناء ركضها على الطريق... بالطبع هذه الكوارث سببت لعمار ندب من الصعب جداً أن ينساه خاصةً وأنه كان متعلقا جدا بوالدته واخته لكن ما لا أفهمه الى الان التحول البشع الذي حدث في شخصية عمار فبعد حادثة أخته بدأ يتعامل مع الجميع بجفاء شديد خاصةً والده وكأنه يحمله مسؤلية كل ما حدث ثم أتى الدور إلى رؤى التى جعلها تعانى الويلات بعد أن كان اخاً لها...لقد كان يرهبها دائما ً حتى إنه أوشك مره على خنقها ليتسبب لها فى صدمه عصبية بعد ما ذكرها هذا بحادثة موت امها...ومن وقتها وعمار يرفض الجميع من حوله...كما أن رؤى فى هذه الفترة كانت مشتته بطريقة كبيرة مما جعلها تتصرف بتهور وجنون وجرأة لا حد لها حتى هداها الله بعد أن حاول أحد الشباب التعدى عليها لكنها لقنته درساً قاسياً ثم ارتدت الحجاب بعدها وأصبحت ما هى عليه اليوم وبالطبع علاقتها كانت بائسة جدا مع والدها حتى انى كنت اتوسل لها حتى تراه وقت مرضه اما عن سر جنون عمار فلا اعلم حقا ماذا حدث لهذا الشاب بعد وفاة امه.
صمتت نوال بعد رحلة العذاب التى شعرت أنها عادت إليها من جديد كما صمت حسين تماماً بينما يقول بداخله
"اين انت يا كريم حتى ترى أن مشاكلك ما هى إلا لعب اطفال بالنسبة لحياة رؤى؟!!!"
تكلم حسين بعدها قائلاً بوعد:
_اطمأنى سيدتي من هذه اللحظة رؤى ستكون ابنتى وسأقف خلفها لحظه بلحظه كما انى سأفعل كل شئ حتى تظل هنا معى فى هذا المنزل ولا تغادره أبداً
رفعت نوال نظرها إليه ليقول مؤكداً:
_اجل... رؤى هى اصلح فتاه لأبنى وانا متأكد أن كلاً منهما سيشفى عطب الاخر بطريقة ٍ ما
..........................................
وضعت مريم المضرب الشبكي بغضب شديد بسبب غبائها الذي ورطها مع هذا الغريب
لما قبلت التحدي من الأساس بينما هى مشتتة لهذه الدرجة؟!!!
منذ الأمس ورأسها تدور به آلاف الأسئلة بالتحديد منذ دخول أبيها وكريم بصحبة تلك الفتاه التي قدومها إليها كزوجة كريم المستقبلية!!!
هكذا!!!! بلا اى انذار؟!!!
كيف سيتزوج كريم بعد كل جنونه السابق بروز؟؟!!
كيف استطاعت تلك الخمرية بسيطة الشكل أن تجعل كريم يتنازل عن حبه الملحمي لروز ويتزوجها؟!!
ولماذا بعد اسبوعين؟!!...لما كل هذه العجلة؟!!!.... ولماذا ملامح الفتاه لا يظهر عليها الفرح والسعادة؟!!!
والسؤال الأهم....ماذا تفعل هذه الفتاه فى منزلهم قبل الزفاف!!!!
رباااااااه!!!! ستفقد عقلها منذ الأمس ولهذا تركت المنزل فى الصباح حتى تشتت عقلها قليلا لكنها لم تستطيع التركيز على اى شئ آخر
_لما كل هذا الغضب؟!!!.... يجب أن تكون روحك رياضيه وتتقبلي الهزيمة
نظرت له مريم مجفله وكأنها نسيت وجوده اثناء شرودها بينما قال هو بأبتسامته الجذابه:
_سأذهب لتغيير ملابسي وبعدها القاكِ فى المطعم...اياكِ أن تهربِ
لم تجيبه مريم بشئ بينما كانت تفكر جديا في الهروب الى منزلها الآمن بعيدا عن هذا الغريب الذي ظهر لها من تحت الارض لكنها تراجعت حتى تتخلص منه هذه المره نهائياً وبالفعل بعد فترة قصيرة كانت تجلس أمامه على إحدى الطاولات بينما يقول هو مبتسماً بجذل:
_اذاً...ماذا ستشربين؟!!!
قالت بتقطيبه لم تفارق وجهها:
_مانجو
وضع عمار القائمه على الطاولة ثم قال بنبره هادئة:
_ما الذي يشغلك؟!!!...هل ارغمك الان على صُحبتي ؟!!
رفعت له مريم عينيها لتقول بصوت إرادته ثابتا:
_لا لقد كان هذا ديناً علّى لاننى خسرت المباراة
ابتسم لها من جديد مما سبب لها تقلص شديد بمعدتها نتيجة خفقة مختلفة نتجت عن قلبها!!!
تكلم عمار من جديد وهو يحاول لعب دور الشاب الجاهل:
_اذاً...حدثينى عنكِ قليلاً...انا لا اعرف عنكِ سوى اسمك
ردت مريم بذكاء:
_اليس من الأفضل أن تبدأ انت أولاً؟!!!...فأنت الذي ظهرت لى فجأة لتطالبني بمباراة
ضحك عمار بخفه ليبدأ بسرده الكاذب:
_حسنا...انا ادعى عمار زيدان...رجل اعمال...اعمل فى شركة عمى شاكر زيدان الذي يعتبرني ابناً له وذراعه الأيمن بعد ما فقد أمله تماما من ابنه الاحمق مراد الذي بالمناسبة اعتبره اخى الصغير...هذا فقط كل ما لدى
سألته مريم بتشكك:
_اذاً لما أخبرتني فى اول مقابله انك تعمل بشركة والدى؟!!!
أجابها بصبر ليس من طبعه:
_ببساطه لأنى عميل فى شركة اباكِ...كما اننى اردت ان اشعرك بالأمان من ناحيتى حتى تخبريني عما ابكاكِ وقتها... بالمناسبة لماذا كنتِ تبكين؟!!!!
قطبت مريم بغضب دفين ثم قالت بأختصار:
_لأنني كنت غبيه ولم ادافع عن نفسي
تجاهل هو اختصارها ليسأل من جديد مستمتعا بكل لحظه يجلس فيها معها:
_وهل انتهى الأمر الذي ضايقك؟!!!
قالت بأبتسامه ماكره جعلته يوشك على تقبيلها وسط المطعم من فرط جمالها:
_على وشك الانتهاء
ضحك عمار بخشونه محاولا أن يخرج من هالتها ليقول بعدها:
_رائع....من الرائع أن لا تفرطِ فى حقك أبدا ً
نظرت له بطفوليتها التى تقتله ثم قالت بفخر جعله يكتم ضحكته:
_اعلم...و سوف انتهى منها قريباااا
رباااااه...ماذا عليه أن يفعل بها؟!!!
بل ماذا تفعل هى به؟!!!!
كم يعجبه أن يكون على سجيته معها...دون خطط...دون روابط...دون شروط
بغض النظر عن انتحاله لشخصية عمار ابن عم مراد صديقه هو يشعر بحريه وانطلاق رهيب معها...ضايقه الكذب عليها...لكن ماذا يفعل؟!!!...سيمنعونها عنه إذا علموا بأمرهم وهو يريد مجاورتها أو حتى مصاحبتها من بعيد...فقط لتنتمي إليه حتى ولو بالاسم !!!!
أخرجه صوت النادل الذي كان يحدثها بطريقة لم تعجبه حيث كان يدقق فى وجهها بطريقة ملحوظه بينما لم تركز هى فى الأمر فتدخل هو بصوت حاد:
_احضر للانسه عصير مانجو وأحضر لى قهوه ساده
ارتجفت نظرات الشاب حين وصله التحذير الصادر من صوت عمار ليبتعد بمهنيه بينما استغربت مريم من حدته المفاجأة ونظرات الضيق التى يرشقها بها الان...هل هذا مجنون؟!!!..لا...هي المجنونة...هى التى تجلس مع شخص لا تعرفه من الأساس
عند هذا الخاطر حاولت مريم النهوض حتى ترحل فأوقفها صوته البارد:
_لم تنتهى النصف ساعه بعد!!!...الى اين تهربين؟!!!
ضايقها أسلوبه الفظ لتقول بعصبيه:
_انا لا اهرب...انا فقط مللت واريد الذهاب
وبالفعل بدأت بجمع اشيائها من على الطاولة لتفاجئ بكفه الموضوعة فوق كفها مما جعل رجفه صغيره تحتل جسدها للحظات فيما يقول بنبره معتذره:
_انا آسف إن كنت اغضبتك دون قصد منى...لكن تأكدي اننى ادرى بشباب هذه المدينة منكِ لهذا لا تتباسطِ معهم بهذا الشكل
قالت بتقطيبتها المضحكة له وهى تسحب يديها من بين يديه:
_ماذا تقصد؟!!!
عاد بظهر للخلف فيما يوضح لها بنبرة اوشت بمدى ضيقه مما يقول:
_اتحدث عن النادل مثلاً...انتى تعتبري غريبه عن هذه المدينة مريم لهذا سأخبرك بأشهر شئ عن شبابها وهو انكِ اذا ابتسمتِ بوجهه سيبدأ بتخيلك وكأنك ِ زوجته منذ اعوام.
ضحكت مريم على ما يقول مما جعله يقول بافتتان:
_وحين يسمع ضحكتك سيهوى فى عشقك بترحاب تاركاً كل عقل ومنطق خلفه دون أن يهتم
صمتت مريم كليا حينما واجهها بنظراته الجريئة ليصطبغ وجهها باللون الاحمر الذى جعله يمنع نفسه بالكاد من التهامها كقطعة حلوى صغيره.
اخرج عمار نفسه من أفكاره بصعوبة ليقول محاولا أن يبدد سحرها عليه:
_اذاً...جاء دورك.... اخبريني قليلا عن نفسك
ابتسمت مريم بتردد ثم بدأت تتحدث لينتهي بهما الامر جالسين لأكثر من ساعه ونصف دون ظهور اى نيه لأنهاء اللقاء.
...........................................
فتحت رؤى عينيها بتشوش ليقابلها وجه كريم القلق بينما يقول :
_هل انتى بخير؟!!!
قطبت رؤى باستفهام ثم حاولت استرجاع اخر شئ تذكره لتنتفض جالسه مره واحده فيما تقول برعب:
_عمار!!!!!
اجلى كريم حنجرته ثم قال لزينه و مهاب اللذان لم تلاحظ وجودهما من الأساس:
_هلا تتركوني معها قليلا؟!!!
كبت مهاب ضحكته بصعوبة وهو يري أخيه لأول مرة متوترا بهذا الشكل أمام امرأة بينما ظلت زينه تنظر لهما ببلاهة مما جعل مهاب يسحبها من مرفقها أثناء خروجه لتقول بعد اول خطوه لها خارج الغرفة:
_سبحان الله...لقد تكلم بهدوء
التفت لها مهاب مقلدا نبرتها فيما يرد:
_انظر لحكمة ربك يا مؤمن..لا تخرج قبل ان تقول الله اكبر
نظرت له زينه ليقول من جديد متفكهاً:
_هل ستعودين الى مكتبك ام ستفعلين ما أكاد اموت انا لفعله وتضعِ اذنك على فتحة الباب حتى تعلمين ما يدور فى الداخل؟!!!!
صوت ضحكات علا هو ما اجفلها لتستفيق من فقرة غبائها اللامتناهي لتقول بنبره جديه وهى تتحرك جعلت مهاب يضحك بعلو صوته متناسيا تلك الكارثة التي سقطت فوق رؤوسهم:
_بعد سيدى اذنك سأعود لعمل رأسي
بعد مغادرة زينه الغريبة نظر مهاب الى علا فيما يتحرك هو الآخر نحو مكتبه قائلاً بمشاكساته التى لا تنتهي:
_انا أيضا ً سأعود لعمل رأسي أن لا تمانعين كنتِ
(في المكتب)
_الم اخبرك؟!!!...لم يمر يوماً واحداً وها قد بدأت لعنته تحل على عائلتك انت ايضا ً
نظر كريم إلى تشتتها الواضح ليقول محاولا تهدأتها:
_لا تقلقِ...لقد قمت بحل الأمر فور أن علمت به
وكأنها لم تسمعه إذ قالت بنفس الرعب:
_لا...الى هنا ويكفى!!!...لن يكون هناك عقد قران او غيره
تنهد كريم محاولا أن يحظى بأى قدر من الهدوء مانعاً نفسه بشق الانفس عن احتضانها ليبثها بعض الطمأنينة فقال بسخرية زائفة محاولا تجاهل رغبته:
_وماذا ستفعلين بمفردك ؟!!!
قالت بيأس مزقه:
_سأذهب إليه...هو لن يهدأ ولن يمل حتى يحصل على ما يريد منى... لذا سأنهى هذا الأمر قبل أن يؤذي شخص آخر
وبالفعل تحركت رؤى بجنون محاوله أن تخرج من الغرفة ليمنعها هو بينما يقول بعصبية مكتومه:
_الى اين تظنين نفسك ذاهبه؟!!!...توقفِ عن هذا الجنون...انا لن اتركك فريسة ً له
حاولت التملص من بين يديه بشراسه بينما تقول بهياج:
_اتركنى...لا دخل لك...انا سأذهب إليه...دعنا ننتهى!!
هتف فيها محاولا إيصال صوته لعقلها الهائج:
_رؤى... توقفي عن الجنون...انا لن اتركك إليه
صرخت بجنون:
_اتركنى
وفى لحظه وجد نفسه يكتم صرخاتها فى صدره بعد أن يأس من تهدئتها بطريقة أخرى محققاً ما أراد فعله منذ أن فتحت عيونها بينما هدأت عاصفة صراخها هى لتجد نفسها تسبح في عاصفة من نوع آخر!!!!
توقف عقلها تماماً عند تلك اللحظة ليختفى حولها كل شئ ...عمار...الفضيحه...وحدتها القاتلة...كل هذا أصبح ذبذبات بعيده لا تلقى فى عقلها اى صدى.
كان يحتضنها خافياً إياها تماما داخل صدره بينما كان يمسد بذراعه الاخر فوق حجابها محاولا أن يبث فيها كل الهدوء الذي تبحث عنه....كانت تبدو كالطفله تماما بين ذراعيه بينما كان هو يشعر برغبه حاده في رؤية لؤلؤتيها فى هذه اللحظة.
وبالفعل أبعدها قليلا ليجدها مغمضة عينيها بأستسلام تام لما يحدث دون أن تدرى انها باستسلامها هذا تدعوه للمزيد
وجد نفسه يحدق بلا وعى فى شفتيها المرتجفتين لتفتح هى عينيها فجأة وكأنها استفاقت اخيرا من انهيارها
حاولت الابتعاد عنه للخلف لكنه شدد ذراعيه حول خصرها مما جعلها تقول بهمس:
_اتركنى...ارجوك....ماذا تفعل؟!!!
فيأتيها صوته الاجش مرعبا إياها اثر ترافقه مع نظرات عينيه:
_لن أفعل....أهدأي أولاً...انا لن اتركك
لمست قلبها كلمته الأخيرة ....كم تمنت ان تسمع تلك الجمله مراراً لكن للأسف قدرها أن يتركها الجميع فى لحظةٍ ما
حاولت رؤى التملص من بين يديه إلى أن افلتها هو وما كاد أن يفعل ليقول بعدها محاولا الخروج من تلك الهالة التى أحاطت بهما:
_انتى فتاه يتوقف عقلها تماما عند الخوف أو الغضب...وهنا يأتي دورى... سأفعل كل ما استطيع حتى امنعك من إيذاء نفسك وقت ما يتوقف عقلك عن العمل من جديد
لم تجرؤ رؤى على النطق بحرف وهى تحدق فيه بعيون متسعه الى ان قال بنبره اعلى:
_اذهبِ الى مكتبك الان وتعاملِ بهدوء حتى ننتهى من هذا اليوم المتعب...و أجل...تستطيعِ أن تعلنِ عن عقد القران وقتما شئتِ
تحركت رؤى بتردد ولكن ما كان يثير عجبها حقا هو عدم شعورها بالنفور كما ظنت دائماً...بل هى شعرت أنها تسبح فوق غيمه فصلتها تماما عن الواقع...كما ان عقلها المشحون كان أكثر من مرحباً بتلك اللحظات التي اقتطفها فى سكينه ابعدته تماما عن كل ما يؤرقه...كل هذا لأنه احتضنها فقط؟!!!!...ماذا إن......ربااااه.....ما الذي تفكر فيه الان؟!!!!
_رؤى...هل انتى بخير؟!!!
اخرجها صوت علا القلق لتلتفت لها قائله بتشتت:
_اجل...انا سأعود لمكتبى فى الحال
أنت تقرأ
بقعة ضوء للكاتبة "هاجر حليم" مكتملة
Romanceرواية بقعة ضوء للكاتبة هاجر حليم ولها روايات أخرى إن شاء الله سأقوم بنقلها..لقد أخذت إذن الكاتبة بنقل رواياتها هنا على الواتباد ..قراءة ممتعة للجميع ❤❤