🌺الفصل التاسع عشر🌺

587 29 0
                                    


الفصل التاسع عشر:


في الصباح......

دخل حسين غرفة مريم التي أصبحت لا تفارقها ليجدها كعادتها مؤخراً تجلس شاردة الذهن فوق فراشها بينما تبدو وكأنها لم تعرف طعم النوم منذ فترة بعينيها المرهقتين وتلك الهالات الداكنة التي تحيط بها ليجلس أمامها مبتسماً ويربت على شعرها بحنان فيما يقول:
_صغيرتي الوردية... لماذا تجلسين هكذا؟!!!
نظرت له مريم لتسأل برتابة:
_ ماذا سأفعل ابي في بكرة الصباح؟!!!
لم تفارق الابتسامة محياه رغم شعوره بأنها تواجه أمراً ما ليقول من جديد بصوت أضاف إليه العفوية:
_الا تريدين الذهاب إلى العمل اليوم ايضا ً؟!!!....اصبحتِ كسوله صغيرتي !!!
لم تعقب مريم بشيء ليصمت أباها قليلاً ثم يستطرد:
_يجب أن تكونِ في مكتب اخاكِ هذه الفترة فها انتى ترين ما تمر به زوجته!!!
تأففت مريم بضجر لتقول بعدها بعصبية:
_و ما دخلي انا بمشاكل زوجته؟؟!!
نظر لها حسين مستغربا ً طريقتها لتتنهد قائله من جديد :
_اعتذر منك أبي انا فقط مرهقة هذه الفترة ولا اريد الذهاب إلى أي مكان
مسح حسين علي رأسها من جديد ليقول بعدها شارداً:
_لطالما رأيت فيكِ ما لم يراه اخوتك ...مقدامة ، محاربة وفي نفس الوقت تحملين روح و براءة طفله لم تعرف تعقيدات الحياة يوماً !!!
نظرت له مريم بعينين تبحث عن دعم دون سؤال ليكمل هو ضاحكا ً بخفه:
_وبالطبع نضيف الي كل هذا طابعك الامومي الذى لا اعلم من اين اكتسبته!!...طفلة بهذا القدر تحمل داخلها احتواء وطاقة حب لا تنضب تهديها بسخاء لكل من حولها فتسحر القلوب دون جهد!!!
قاطعته مريم هامسه بألم:
_لكن تلك البراءة التي تتكلم عنها تؤذي صاحبها في بعض الأحيان أبي
قرص حسين وجنتها قائلاً بنصح:
_مستحيل أن تجدي انسان لم يطاله الألم في هذه الدنيا... هذا جزء من حياتنا حتي ننضج ونتعلم يجب أن نتألم ونتعامل مع الجيد و السيء ، لكن الذكي هو من يحافظ على فطرته ولا يسمح لظروف الحياة مهما بلغت قسوتها أن تلوث قلبه أو حتى تؤثر على نقاء روحه .
ظلت مريم تنظر له بعيون دامعه ليسألها حسين مباشره ً :
_هل وقعتِ في الحب صغيرتي؟!!!
تلبكت مريم وتوترت من سؤال أبيها المباشر ليضحك حسين وقد تأكدت ظنونه ثم قال بعدها:
_لما كل هذا الخوف؟!!!.... حبيبتي انا كنت دائما ً اقرب اصدقائك...حتي اقرب إليكِ من مهاب الأحمق!!!
شتت مريم نظرها بعيدا ً عن أبيها ليكمل هو بتفهم قد اكتسبه من حياته في المجتمع الغربي:
_هيا اخبرينى...هل أعرفه؟!!!
هزت مريم رأسها نفياً بسرعة ليعقب من جديد:
_اذاً هو سبب حزنك و اعتزالك لنا الفترة الماضية !!...ماذا فعل لكِ؟!!!
تعثرت مريم قليلاً ثم قالت بهمس حزين:
_كذب علّى
نظر إليها حسين وقد فهم أنها لن تفصح عن أكثر من هذا فقال:
_امنحيه الفرصة ليشرح لكِ موقفه
ابتسمت مريم بخفه بينما تهمس لنفسها بأن لو كان أبيها يعرف هويته لما تحدث بكل تلك الثقة بل علي الأغلب كان سيذهب مصطحبا ً اخويها ليذبحوا عمار !!!
وقف حسين ليقول منهياً الحوار:
_لدينا حديث مطول في هذا الأمر عقب عودتي من الشركة لأعرف من الذي اختطف قلب أميرتي....آه وبالمناسبة يجب أن تذهب ِ الي السيدة نوال لقد استفاقت من غيبوبتها بالأمس
ثم مال مقبلاً رأسها ليرحل بعدها تاركاً إياها فريسه للقلق من جديد ليطن هاتفها بنغمة الرسائل بعد خروج أبيها بلحظات فتمسك به وهي علي يقين انه من يراسلها كما يفعل يوميا ً دون ملل ، على الرغم من أنها لا تجيبه ابدا لكنه لا ييأس يظل يبعث لها الرسائل صباحا ً و مساءاً و كأنه يعلم جيدا ً ما يسببه الحاحه عليها و تمسكه بها ، لكنها مطعونة منه حد الصميم ، لم تتخيل أبدا ً أن تحب شخص ليس له وجود من الأساس ، لم تتخيل أن تتعرض لكل ذلك الخداع علي يده ، لقد وضعته في إطار الفارس الذي لطالما حلمت به وهو دمر كل ذلك بكذبه و خداعة .
فتحت الرسالة لتقرأها بعينين دامعتين قلبها يحثها علي الاستماع اليه كما أشار ابيها و عقلها يحذرها من الثقة فيه من جديد فما قيمة الحب اذا تحطمت الثقة التي تدعمه و تضمن استمراريته!!!
" الا يهفو قلبك لرؤياي كما قلبي؟!!!.... ألا يشفع لي اي شيء جيد فعلته لكِ فتعطيني فرصة واحدة فقط للشرح؟!!!.... انتى تعلمين جيداً أن مشاعري ناحيتك لم تكن كذب أبداً...قد اكون فعلا خدعت عقلك لكن قلبك مستحيل....قلبك شفاف مريم يكشف كل زيف فور أن يراه ..قلبك محاربي في هذه المعركة ، هو من اختارني كما اخترتك انا دائما ً و ابداً"
نزلت دموع مريم بسخاء لترمي بهاتفها بينما تهمس ببكاء:
_ سامحك الله يا عمار....سامحك الله على ما فعلت بي
.........................................
فتح كريم عينيه ليجد رؤي تتوسط صدره من جديد بينما تسبح في سبات عميق ، ابتسم بخفه عندما تذكر ما تشاركاه بالأمس...كم كانت ناعمه و دافئة بين يديه ، تخجل في لحظات وفي أخرى تقترب ، تهمس له بحبها وكأنها فقدت كل حصونها أخيرا ً علي يديه !!!
اتسعت ابتسامته أكثر عندما تذكر اعترافها بحبه ليقبل شعرها بحنان فيما يهمس من جديد:
_و انا ايضا ً احبك لؤلؤتي
تململت بين ذراعيه لتفتح عينيها هي الأخرى وقد استيقظت اثر همساته فوق جبهتها و شعرها التي ذكرتها بما حدث بينهما لتتوتر وتحاول الابتعاد عنه فيأبي و يتمسك بها أكثر قائلاً بمشاغبة:
_ الي اين تهربين؟!!!!
لم تجيبه بشيء وهي تتجنب النظر إليه بخجل أعجبه ليهمس ضاحكا ً :
_لقد اعتقدت اننا تخطينا مرحلة الخجل بالأمس!!!!!
و كأنه صعقها إذ انتفضت محاولة ً النهوض بعيداً عنه فتركها علي راحتها قليلاً ثم سألها قبل أن تدلف هاربةً الي دورة المياه :
_هل ندمتِ؟!!!!....هل فرضت عليكِ شيئاً لا ترغبين به؟!!!!
توقفت رؤى مكانها وهي تعلم أن مصير علاقتهما مرتبط بإجابتها في هذه اللحظة....
فكريم رجل فخور للغاية ومن المستحيل أن يفكر حتى بالاقتراب منها إن لمس ولو بادرة رفض واحدة....وهي لا تريد ابتعاده ، لا تريد تركه...هي أيضاً تحبه مثلما يحبها بل و اكثر لهذا دائما ً ما تنغص قلبها فكرة ابتعاده عنها التي لا تعلم لماذا تشعر بأنها ستتحقق في لحظةٍ ما !!!!!
_هل الإجابة صعبه لهذه الدرجة؟!!!
تفاجأت به يقف أمامها بصدره العاري لتتوتر اكثر وتشتت نظرها لأي شيء عداه فأمسك بوجهها مجبراً إياها علي النظر إليه فيما يسألها من جديد بنبرة أقوي:
_احتاج الي اجابه رؤى...هل فرضت عليكِ اي شيء؟!!!...هل ندمت ِ علي ما تشاركناه بالأمس؟!!
احمر وجهها وهي تواجه عينيه التي كانت تتفحصها بحثاً عن إجابة لتهز رأسها نفياً ثم تنظر أرضا ً وهى تتمنى أن يتركها فقط للحظات حتى تستجمع نفسها لكنه لم يتنازل عن إجابة شافية فقال من جديد:
_اريد سماعها.... انظري لي و تحدثِ دون قلق
شعرت بضغط أصابعه فوق وجنتيها لتدرك أنه أيضاً يعاني من القلق بعد أن ابتعدت عنه بتلك الطريقة فهمست دون أن تنظر إليه:
_لست نادمة
_انظرى لي
أمرها بحزم لتنظر له صاغره فيكرر:
_ماذا قلتِ؟!!
نظرت لعينيه التي عارضت ملامحه المشدودة بحزم فبدت وكأنها تطمأنها بنظراتها الحانية ثم قالت برقه :
_لست نادمة على اى شيء عايشته معك
اقترب منها كريم هامساً أمام شفتيها:
_اذا لماذا تهربين مني؟!!!
كادت تبكي خجلاً بين ذراعيه لتقول بعدها:
_لست أهرب... انا فقط اتجهز للعودة إلى المستشفى حتي لا اتأخر على نوال
خفف من ضغط أصابعه ثم قال:
_ما زال الوقت باكراً بالتأكيد لم تستيقظ بعد
حركت رؤى كتفيها لتقول بعدها:
_ وان يكن....الا يكفي اني تركتها بالأمس بمفردها
ضحك كريم بخفه ليهمس في اذنها بمكر:
_كنتِ متعبة لؤلؤتي وبحاجة إلى بعض..... الراحة
ضربته على كتفه فيما تقول بحنق:
_توقف عن هذا
ضحك من جديد مستمتعا ً بوجودها بين ذراعيه لينظر بعدها الي عينيها هامسا ً بوعد:
_انا أحبك رؤى...لا اعلم تحديداً كيف بدأ الأمر لكني احببتك ولن اتركك للحظه...هل فهمتِ لؤلؤه؟!!....لن اتركك أبداً.
ابتسمت رؤى لعينيه ثم هزت رأسها بالموافقة دون أن تعلم على اى شيء توافق بالضبط فرفع كريم حاجبه سائلاً بمشاكسه:
_ماذا افهم انا من هذا الشيء؟!!...الا يوجد اعتراف مماثل؟!!!
انزلت كفيه عن وجهها و أكملت طريقها إلى الحمام أمام نظراته الحانقة منها ثم نظرت اليه من فتحة الباب الصغيرة قائله بنعومة:
_انا أيضاً احبك
ثم أغلقت الباب ليبتسم كريم برضا ثم يتحرك بعدها ليمسك بهاتفه فوجد ثلاث مكالمات من جاك ثم نظر إلى توقيت المكالمات ليستنتج ان جاك كان في مناوبته الليلية حين هاتفه بالأمس فقال بعدها:
_مازال الوقت باكراً لمعاودة الاتصال بك جاك
ثم وضع هاتفه مكانه و استلقي بكسل على فراشه سابحاً في تخيل حياته القادمة مع لؤلؤته.
...................................
امسك عمار بالأوراق الموضوعة أمامه لينظر إليها مدققاً للحظات ثم رفع عينيه وقد عادت شخصيته المؤذية تطفو على السطح فأمسك بهاتفه الداخلي طالباً من نهي أن تحضر له تلك الفتاه التي تدعي خديجه وفى داخله يقسم أن يدمر مستقبلها ان اثبت فعلا خيانتها له و تسريبها لتلك المعلومات التي أصبحت كفيلة بأن تدمر سنوات من العمل والتعب....
بعد وقت قصير دلفت تلك النحيلة ذات البشرة السمراء ليشير لها عمار بالجلوس أمامه دون أن يتكلم فجلست الفتاه بينما كان القلق يغزو قلبها من ناحيته ليزيد هو من قلقها حين وقف وتحرك ناحيتها ليرفع قدمه ويضعها فوق الطاولة المربعة الصغيرة أمامها فيما يقول بهدوء مقلق وهو يشير إلى بعض النقاط في اوراق المشروع:
_اخبريني انسه خديجه.... كيف توصل خصمي المجهول الي الأرقام و المبالغ وحتي التفاصيل الصغيرة في المشروع الجديد؟!!!!!
اتسعت عينا الفتاه بفزع لتقول بعدها بنبرة حادة:
_سيد عمار انا لا اقبل تلميحاتك أبداً انا.......
أوقفها عمار قائلاً بغضب بارد:
_انا لا املك الكثير من الوقت لهذرك التافه انتى الان أمامك خيارين إما أن تحكي لي بالحسنى عن كل التفاصيل التي اعطيتيها إلى عدوى عبر التافهة سوزان أو نجرب معكِ شيئاً جديداً
نظرت إليه خديجه بخوف حاولت إخفاءه ليجيب هو تساؤلاتها المتراقصة في عينيها:
_لن اؤذيكِ سأفصلك من العمل فقط مع فضيحة كبيرة تضمن أن لا تجدى من يوظفك بعدها
ابتسم عمار ساخراً بعد أن سقط قناع قوتها الواهنة ليكمل مرعباً إياها:
_ليس هذا فقط بل سيمتد الأمر لعائلتك مثلاً اخاكِ الصغير سأحرص على طرده من كلية الهندسة رغم تفوقه فيها واختك أيضاً لن تنجو بسبب فعلتك الحقيرة
انتفضت خديجة وقد لعبها عمار بمهارة و ضغط علي وترها الحساس لتدمع عيناها فيما تقول بتوسل:
_لا ارجوك لا تدخلهم في الأمر....اخوتي لا ذنب لهم
نظر لها عمار بلا تعبير ليقول في المقابل:
_اعلم...انا اعلم انهم أبرياء تماماً من فعلتك القذرة لكن لكل فعل رد فعل!!!
نزلت دموع خديجه بخوف ليصمت هو قليلا ثم يقول بهدوء:
_لديكِ طريقه واحده لإنهاء محنتك بأقل الخسائر الممكنة
تشبثت خديجة ببادرة الامل التي تظهر بين كلماته فهي تعلم جيدا أن غضب عمار علام يكون كاللعنة اذا حل علي أحدهم:
_اي شيء... سأفعل اي شيء تطلبه مني سيدي لكن ارجوك ارحمني
نظر لها من جديد متلاعبا ً بأعصابها ليشير لها بالجلوس من جديد ثم عاد إلى مكانه قائلاً بمكر:
_ سأخبرك الان بما ستفعلين وإياك ان تحيدي عن حرف و اقسم بالله إن تلاعبتِ من جديد لن ارحمك
هزت خديجه رأسها بخوف ليبتسم عمار راضيا ثم بدأ يشرح لها خطته التي ستعيد له الكثير مما خسر وستكون بمثابة ضربة قاضية لخصومه.
....................................
_صباح الخير
التفتت سحر لتجد عزت يقف خلفها فقالت بهدوء:
_و عليكم السلام...ماذا تريد؟!!
نظر لها عزت متوتراً لا يعلم ماذا عليه أن يقول فهي تبدو متحفزه جدا اتجاهه ليقول بعدها خافياً تردده:
_ لما كل هذا التحفز؟!!...انا جئت اطمأن عليكِ نحن في النهاية كان بيننا....
قاطعته سحر قائله ببرود:
_لا شيء...نحن لم يكن بيننا شيء ذو قيمة و توقف عن طريقتك التي احفظها عن ظهر قلب و اخبرني ماذا تريد؟!!!
صدمه برودها فهي دائما ً كانت له كالأم التي تغفر مهما كانت ذلات طفلها...لم تجابهه أو تعانده يوماً بل علي العكس تماما كانت مطيعه اكثر من اللازم في بعض الأحيان!!!
_هل جئت لتسمعني سكوتك ؟!!!
ارتفع حاجبيه دون أن يعرف ماذا عليه أن يقول الآن فهي لا تمنحه اي بادرة أمل ليبدأ بها حديثه....
حين طال صمته تنهدت سحر بقنوط لتشير ناحية الباب قائله ببرود:
_ان كنت لا تنوي اخباري عن سبب تشريفك عد من حيث أتيت
تكلم عزت متوتراً من طبعها الجديد عليه:
_اصبري علّى قليلاً يا سحر....انا جئت لأتحدث معكِ قليلاً لا اكثر
نظرت له سحر باستخفاف بينما تجاهد لتمنع ابتسامتها الساخرة من الظهور....
لم تخطئ يوماً في قراءته!!!!...كم انتظرت هذه اللحظة!!!!
كانت تعلم أنه سيعود إليها من جديد فور أن تغلق جميع الأبواب في وجهه فبعد وفاة زوجته و أمها لن يقبل شخص بالاعتناء بأولاده لهذا هو هنا!!!
يبحث عن دميته القديمة التي اهترأت من عبثه بها...دميته التي ظن أنه سينفض عنها غبار خيانته و ظلمه بكلمتين وبعض المسكنة!!!!!
ابتسمت سحر بسخرية قاسية لتسأل بهدوء:
_عن ماذا سنتحدث مثلاً؟!!!...لا اذكر انه ظل بيننا اي شيء نتحدث عنه
نظر لها عزت لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ليكسب ودها من جديد؟!!!....هو من فعل ذلك بنفسه...اللعنة لماذا لم يصبر قليلاً قبل أن يطلقها ؟!!!....الان ستبيع و تشتري فيه كما تشاء ولن يجرؤ هو على التفوه بحرف!!!!
شد عزت همته و نفض عن نفسه توتره ليقول بثقه مصطنعة:
_بلي هناك سحر...هناك الكثير لنتحدث عنه
حاول الجلوس أمامها ليوقفه صوتها الحازم:
_مكانك....تحدث بما تريد من مكانك...انا لم اسمح لك بالجلوس...لا يصح جلوسك معي بهذه الطريقة الفجة وكأننا نتسامر أمام الجميع.
تراجع عزت محرجاً ليقول بعدها متنهداً:
_لا داعي لكل هذه القسوة سحر...انا اعلم انكِ ما زلت ِ مجروحة مما فعلت معك ، وانا جئت اليوم حتي اصلح خطأي القديم معك
نظرت له سحر بصمت دام للحظات ثم قالت مهادنه:
_و كيف ستصلح خطأك يا عزت؟!!!
شعر انها تقوده الي فخٍ ما لكنه تجاهل حدسه ليقول بهدوء هو أبعد ما يكون عنه:
_ اريد ان اعتذر منك ِ علي ما فعلته معك ، كما اريد.... اريد الزواج منكِ مجدداً وسأقبل بكل شروطك
_مهما كانت شروطي؟!!!!
تهلل وجهه وهو يستشعر موافقتها ليقول بلا تردد:
_مهما كانت سحر...كل شروطك مجابه
نظرت له بصمت من جديد تختبر قوته و تتلاعب بأعصابه لتقول بعدها ببطيء و تأني:
_و ماذا إن طلبت منك أن تترك اولادك مع عائلة أمهم؟!!!
بهت وجهه وقد صعقته بطلبها ...كيف يترك أولاده؟!!!...هو هنا من الأساس ويرغب باستعادتها من أجله و من أجل الطفلين!!!!
خرج صوته متوتراً حين قال:
_لكن يا سحر هؤلاء أطفالي...لا استطيع تركهم
هزت كتفيها بلا مبالاة ثم قالت:
_حسنا كما تريد والان عد لأطفالك و لا تريني وجهك من جديد
_بإمكاننا التفاهم و التوصل إلي حل سحر
قالها بنبرة يائسة فهو ليس لديه الكثير من الوقت ولا يملك من يعتني بأولاده اثناء غيابه في العمل بينما ابتسمت سحر بشماته ثم قالت:
_انا لم اقل اني موافقة على المبدأ من الأساس... لماذا اعود الي رجل تركني في اوج محنتي و ذهب ليتزوج بأخرى ثم تركني بعدها لأشهر دون سؤال؟!!.... لم يهمه حتي إن كنت أملك بعض المال حتي اجلب به ما يسد جوعي ...لا و الافدح أنه عاد بعدها وسرق ذهبي ليهديه الي الأخرى!!!!
صمتت قليلاً تحدق في وجهه المتوتر لتضيف بعدها:
_انا الان لست بحاجتك....انت هنا تبحث عن من تحمل مسؤولية اطفالك بعد وفاة امهم وانا لا يجبرني شيء علي القبول بوضع كهذا فكما تري أصبحت شريكة في هذا المحل و اكسب مال وفير يجعلني اكثر من قادره على إجراء جراحة بسيطة لأتمكن بعدها من الإنجاب دون أي مشاكل ، لكن انت ماذا تملك حتي اقبل بك؟!!!
هتف عزت قائلاً بثقه مصطنعة:
_املك قلبك يا سحر...قلبك الذي لطالما تربعت فوق عرشه...قلبك الذي غفر دائماً دون حساب وانا اطمع في كرم هذا القلب ليغفر من جديد
ابتسمت سحر بينما تلتمع الدموع في عينيها:
_انا من وضعتك فوق عرش قلبي وانا أيضا ً من انتزعتك منه بعد أن تخليت عني و دمرت كل ما كان يجمعني بك....قلبي غفر لك فيما مضي دون حساب لأنني انا من اردت ذلك والان انا ايضا ً من لن تغفر لك مهما فعلت لذا ابتعد عني و اخرجني من مخططك
تكلم عزت محاولاً للمرة الأخيرة اقناعها:
_انا هنا لأني ما زلت احبك يا سحر وليس لتهتمي بأولادي...انا استطيع الزواج من جديد لكن أنا اريدك انتى...احبك و اريدك
قالت سحر ببرود غلف قلبها قبل كلماتها:
_و انا لم اعد احبك و لا أريدك.... اذهب عزت ولا تعد الي هنا من جديد
نظر لها عزت بندم وقد أدرك أن قضيته خاسرة معها لا محالة بعد ما فعل ليهمس قبل خروجه:
_حسنا سحر...انا سأذهب الان لكني سأظل بانتظار غفرانك مهما طال الزمن
خرج بعدها تاركاً إياها تبكي جرحاً ظنت أنه التئم لكنه كان ينتظر فقط بضعة كلمات منه لينزف من جديد دون رحمه.
.....................................
دخل كريم مكتبه بعد أن أوصل رؤى الي المستشفى ليستأذن بعدها حتي يحل بعض الأمور العالقة في الشركة ثم مرت عدة ساعات ليجد مهاب داخلاً إليه فيما يقول بمشاكسة:
_ و أخيراً أتيت...لقد كدت اتوسل ابي حتي يعيدك و لو بالقوة حتي تدير قسمك لأني لست املك القوه الكافية لإدارة القسمين معاً
ضحك كريم بخفه ليقول بعدها غامزاً:
_تتوسل عودتي من يومين و انا اهتممت بقسمك لشهرين أو أكثر بينما كنت تتنعم انت في شهر عسلك!!!!
رفع مهاب كفيه باستسلام ليقول بعدها:
_اقنعتني....لكن لا تنكر أبداً اهميتي في هذا المكان يعني مثلاً من الذي سينقذ الموظفين من غضبك ، من الذي سيضيف الروح الضاحكة للمكان ، من الذي سيذكرك بعيد ميلاد زوجتك و الذي هو غداً بالمناسبة؟!!!
رفع كريم وجهه لأخيه ليسأل باستغراب واضح:
_ومن اين عرفت انت؟!!!
ضحك مهاب قائلاً بمشاغبة:
_عرفت من ملفها الذي ينير مكتبي بالطبع ثم انت يجب أن تشكرني
_اشكرك؟!!!
رفع مهاب حاجبه بغرور مصطنع ثم قال:
_اجل تشكرني ، انا انقذتك من براثن زوجتك التي كانت ستغرزها في عنقك اذا نسيت عيد ميلادها
ضحك كريم قائلاً بثقة:
_رؤى ليست هكذا...اراهنك أنها لا تتذكر من الأساس
ارتفعت ضحكة مهاب قائلاً بتهكم:
_كلهن هكذا أخي...لا يوجد استثناء في هذه القاعدة ، أنها فقط تمثل دور الغافلة حتي توقعك في الفخ و تبدأ أسطوانة " الاهتمام لا يُطلب " و عدة لحظات و تغني لك تلك الأغنية التي تغنيها ساندي لي كل ليله!!!
قطب كريم ليسأل بارتياب:
_اي اغنيه؟!!!!
لوى مهاب شفتيه بحنق فيما يردد:
_هناك اشياء تُحس و لا تُقال
انطلقت ضحكة كريم ليستطرد مهاب بحنق لا ينتهي:
_لقد حفظت كلمات الأغنية من كثرة ما تعيدها علي مسامعي و أحيانا ً تُسمعها لي دون سبب
لم يكف كريم عن الضحك ليشير إليه مهاب قبل ان يذهب فيما يقول:
_انقذ نفسك اخي قبل أن تغتالك زوجتك اذا نسيت اي امر يخصها من جديد
خرج بعدها تاركاً كريم بوجه ضاحك بينما يفكر بما عليه أن يفعل من أجل فتاته ليبتسم بعدها فيما يمسك هاتفه بينما يعدها بليله لن تنساها ليلاحظ بعدها رساله مختصره من جاك
" سأهاتفك في منتصف الليل بعد أن انهي بعض الجراحات المهمة...لا تنسي الامر مهم"
قرأ الرسالة ثم اغلقها لينهض بعدها بدقائق حتي يبدأ بالتحضير لحفل منتصف الليل في شقته الخاصة.
.................................................. .....
( مساءاً )
كانت رؤى تجلس ضاحكه بجوار نوال التي أصبحت افضل بكثير من الامس لتنظر نوال بتمعن في عينيها اللامعتين منذ أن تحدث إليها زوجها فيما تقول بترقب:
_كيف تسير الأمور مع زوجك؟!!!
تورد وجه رؤى لتقول بعدها بخجل اسعد نوال للغاية:
_ بخير نوال....كل امورنا بخير
أمسكت نوال بكفها ثم قالت:
_ لا تفرطي في زوجك أبداً هو من سيكون سندك في هذه الدنيا بعد ربك
صمتت نوال قليلا ً تزن ما ستقوله لتكمل بعدها بهدوء:
_كما أن أمر عمار انتهى بحمد الله ولن يتعرض إليكِ من جديد
نظرت لها رؤى بتعجب فيما تقول:
_ ما قصة عمار يا نوال؟!!!!....هو من اخبرني بمرضك بعد أن حاول الاعتذار مني لكني بالطبع لم اصدقه!!!
دمعت عينا نوال لتقول بشفقة:
_صدقيه ابنتي....عمار كان ضحية لسوء فهم خطير
رفعت رؤى حاجبها قائله بسخرية:
_عمار؟!!...ضحية؟!!!...و كيف ذلك؟!!!!
قصت نوال عليها كل ما تعرفه وكل ما حدث بينها وبين عمار في مكتبه لتنهي حديثها قائلة:
_سامحيه ابنتي...لقد أسقطته أمه في نار الانتقام دون أن يرف لها جفن
دمعت عيون رؤى في المقابل فيما تهمس بحرقة:
_اسامحه؟!!!... بكل تلك البساطة!!!!
لا تعلم من اين ظهر صوت عمار الذي قال بألم:
_لا رؤى لم يكن الأمر بسيطاً يوماً
التفتت له رؤى قائله بعنف:
_ماذا تفعل هنا؟!!!!
اجابتها نوال بدلاً منه:
_لقد اتصلت به حتي أراه و سيظل معي الليلة
نظرت رؤى إليها بعدم تصديق ليتكلم عمار بينما يخطو لداخل الغرفة:
_نوال اخبرتك بكل شيء رؤى و انا اعدك بأني لن اؤذيكِ من جديد او حتي اتعرض إليكِ
ضحكت رؤى بينهما تسللت دموعها من مقلتيها:
_ و من المفترض أن انسي الان كل ما فعلته معي حتي لا اكون ظالمه أليس كذلك؟!!!
مسحت دموعها بعنف وهي تضيف:
_انسي مثلاً انك حاولت قتلي حينما قمت بخنقي حتي ترسلني الي امي!!!...ام انسي انك حاولت اختطافي ثلاث مرات و غصبي علي الزواج منك؟!!!
تنهد عمار بألم و هي تعري حقيقته له بهذا الشكل...هي محقه من الصعب جدا أن تنسي كل ما حدث بينهما لسنين في لحظة و تمنحه فرصة جديدة
_رؤى انا لا اعرف ماذا علّى أن أقول؟!!!...مهما اعتذرت منكِ لن يكفي أبداً ما فعلته بك لكن تأكدي أن من هذه اللحظة سأكون في ظهرك كما لم اكن قط ، سأكون حاميكِ اذا احتجت ِ يوماً
ضحكت رؤى بألم لتهمس له في النهاية:
_تأخرت... تأخرت كثيرا ً عمار ، انا لم اعد بحاجتك
حاولت نوال التدخل لتوقفها رؤى قائله بإنهاك:
_ انا سأرحل الآن حتي لا يراه كريم وتحدث مشكلة...اراكِ صباحا ً .
ثم حملت حقيبتها و غادرت لتجد كريم قادماً في نهاية الممر فأسرعت إليه حتي لا يري عمار ليسألها هو باستغراب:
_ الي اين حبيبتي؟!!!
أمسكت رؤى بكفه تسحبه في الاتجاه المعاكس فيما تقول بنبرة ارادتها عفويه:
_كنت قادمة إليك ، ألم تخبرني بأنك قادم؟!!!
تحرك معها قائلاً:
_ حسنا كنتِ ظللت بجوار نوال و انا كنت سأدخل لكِ!!!
_نوال نائمه و خشيت أن نزعجها
سألها من جديد:
_و من الذي سيظل معها الليلة حتي عودتك؟!!!!
تذكرت رؤى الحاحه عليها بالخروج معه الليلة علي أن يعيدها إلى نوال في وقت متأخر قليلاً فقالت كاذبة:
_ احدي صديقاتها ، امرأه مسنه تعيش بمفردها كانت هنا و عرضت أن تبقي هي معها الليلة
لف كريم ذراعه حول كتفها فيما يقول بسعادة:
_لقد أرسل الله هذه المرأة لنا الليلة
ابتسمت رؤى دون رد ثم قالت بعد أن اركبها السيارة لتلاحظ بعد دقائق اختلاف وجهته:
_ الي اين سنذهب؟!!!
قرص وجنتها كما يحب أن يفعل ثم قال غامزاً:
_مفاجأة
نظرت له رؤى بحيره لتجد نفسها بعد وقت قصير في شقته الخاصة التي كانت مزينة بالورود لتقف ذاهله وهي تراه يخفف من الإضاءة فبدي الجو اكثر شاعرية ليهمس بعدها في اذنها:
_ الساعة الان الحادية عشر و النصف هل تعلمين معنى ذلك؟!!!
هزت رؤى رأسها نفياً بخدر ليبتسم لها من جديد ثم يديرها إليه قائلا ً بحب:
_ كل عام و انتى معي لؤلؤتي....عيد ميلاد سعيد
شاهد اتساع عينيها بإدراك لتقول بعدها:
_كيف علمت؟!!!...انا نفسي لم اتذكر الأمر!!...ومتي فعلت كل ذلك؟!!!
وضع كريم اصبعيه علي شفتيها هامسا ً من جديد:
_ توقفِ عن طرح الأسئلة وهيا اذهبي الي الغرفة ستجدين هناك مفاجأتي الأولي لكِ
ظلت رؤى تنظر إليه دون حركه ليكرر طلبه من جديد فتحركت رؤى نحو الغرفة لتجد ثوب طويل بدون اكمام من الشيفون الأسود بينما زينت حوافه بورود حمراء فبدي لعينيها خلاباً
ابتسمت رؤى بسعادة غامرة وهي تجد نفسها تعيش في حلم رائع لتخلع حجابها بسرعه و تبدل ملابسها ثم وقفت تنظر لوجهها المرهق لتلاحظ أن كريم جلب لها بعض مستحضرات التجميل من المنزل فاتسعت ابتسامتها اكثر وهى تضع بعضاً منها حتي تزيل اثار ارهاقها التي كانت واضحة عليها ثم جمعت شعرها علي كتف واحد لتتحرك بعدها حين سمعت صوت كريم يحثها علي الإسراع.
خرجت إليه ليحدق هو فيها للحظات ثم يضحك بخفه وكأنه تذكر شيئاً فقالت بتردد و قد اقلقتها ردة فعله:
_هل ابدو سيئة ؟!!!!
اقترب منها ثم أمسك بيدها ليقبل ظهرها فيما يقول:
_ بالعكس... تبدين صوره حيه لما اردت دائماً
نظرت له بعدم فهم ليوضح هو بينما يلامس شعرها ببطيء:
_لطالما حلمت في بداية فترة شبابي أن اتزوج بفتاة خمريه بعيون سوداء و كنت دائما ً اثير جنون مريم حين اظل أردد بأن السمراوات اجمل من الشقراوات في نظري....لم اتخيل يوماً أن يتحقق الأمر بهذه الصورة الرائعة !!!!
ابتسمت رؤى بخجل ليقترب منها قائلاً بعيون لامعه:
_ تبدين في غاية الحسن لؤلؤتي...كأنك خرجتِ من احلام مراهقتي و تجسدتِ أمامي
امسك بها بعد ذلك ليتناولا الطعام لتضحك هي بعد لحظات فينظر لها مستغربا ً فقالت:
_ أشعر أني دخلت أحد القصص العاطفية التي كنت اقرأها فيما مضي ... شموع و ورود وموسيقى هادئة و عشاء رومانسي فقط من أجلي....لم اتخيل يوماً وجود تلك الأشياء في الواقع!!
بادلها النظر بتعجب ليسألها بعدها بعدم فهم:
_ الا يدلل الرجال زوجاتهم في هذه المدينة؟!!!
انطلقت ضحكة رؤى فيما تقول:
_يدللون.... لكن ليس بهذه الطريقة الرومانسية...انت جعلت الأمر يبدو كالحلم
مسح كريم يده بعد أن انهي عشاءه ثم وقف و مد يده لها قائلاً بمشاغبة:
_ اذاً دعينا نكمل المشهد...هل تسمح اميرتي بهذه الرقصة معي؟!!!
ابتسمت له بعشق وهي تمد يدها دون تردد ليرقصا قليلاً ثم يتوقف كريم فجأة هاتفاً:
_لقد نسيت
نظرت له رؤى بتعجب ليبحث قليلاً في جيوب سترته ثم أخرج علبه صغيره فيما يقول:
_هديتك
_كريم لم يكن هناك داعى لكل....
نهرها كريم قائلاً بحزم:
_اصمتي قليلاً
فتح بعدها العلبة لتجد رؤى سلسال سرق قلبها بتصميمه الرائع و المميز
امسك كريم به مداعباً اللؤلؤة السوداء التي تزينه فيما يقول:
_لم اصدق حين رأيتها.... وكأنها صنعت لكِ خصيصا ً
البسها كريم السلسال لتستدير إليه بعدها هامسه بكل مشاعرها:
_احبك
اقترب منها ليقبلها ليوقفه صوت الهاتف فزمجر بخفوت ثم حاول الاقتراب منها من جديد فقالت ضاحكه هي تبتعد قليلاً :
_ لن يصمت قبل أن تجيب
اخرج كريم هاتفه ليري اسم جاك فأجاب بنزق حاول إخفاءه:
_مرحبا جاك
جاءه صوت صديقه هادئا ً بعض الشيء:
_مرحبا كريم....لقد عدت بالأمس من رحلتي وحاولت الاتصال بك
لم يزيح كريم عينيه من فوق رؤى بينما يحاول الإسراع:
_اجل اعتذر منك كنت مشغولاً بعض الشيء...هل هناك أمر مهم؟!!!
صمت جاك قليلاً ليقول بعدها بتأني:
_اعتقد انه يجب أن تأتي الي لندن
_لماذا؟!!!....ماذا حدث؟!!
اقتربت رؤى منه ليحاوطها هو بذراعيه فيما يكمل:
_ألم تقابل السيد فرانك؟!!!
وصلته زفرة صديقه الذي اجاب:
_لا قابلت شخصاً آخر
_من؟!!!
_ قابلت هاري صديقك القديم
قطب كريم ليسأل باستغراب:
_ و ماذا كان يفعل هناك؟!!!
رمي جاك بقنبلته بعد أن سأم من التلميح:
_ روز مازالت علي قيد الحياة كريم
لحظات توقف بها الزمن عند كريم الذي لاحظت رؤى تجمده فسألت بترقب وهي تحدق في عينيه التي غاب بريقها:
_ماذا حدث؟!!!
التفت كريم ينظر لها بتشتت ثم همس وكأنه يحدث نفسه:
_ روزى حيه !!!!!

نهاية الفصل التاسع عشر

قراءة ممتعة للجميع 🧡🧡





















بقعة ضوء للكاتبة "هاجر حليم"  مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن