الفصل الخامس و العشرون:
بعد عدة أيام ....
دخلت رؤى مكتبها بعد غياب دام لأكثر من اسبوعين ليكون وجه زينه اول ما قابلها فيما تقول بتبرم هادئ:
_ ها قد جاءت الأميرة ... انتى تتغيبين كما تريدين و انا ان اخطأت و مررت بجوار المدير يخصم من راتبي
ضحكت رؤى بخفه و هي تجلس علي مقعدها فيما تقول بهدوء مغيظ :
_ آه لو تعرفين ايضاً ما مررت به الايام الماضية ستحسدينني اكثر و اكثر
نظرت لها زينه بطرف عينيها لتتمتم بعدها :
_ يجب ان تتوقفي عن التغيب لدينا مشروع مهم ان كنتِ لا تعلمين و نحن بحاجه لكل يد مساعده هنا ، و بالمناسبة ان اتصلت بك من جديد و لم تجيبِ سأخذ علي خاطري منكِ بحق
ابتسمت لها رؤى فيما تقول مبرره:
_ لقد فقدت هاتفي زينه ، كما انى تغيبت الفترة الماضية لأن امي كانت مريضة للغاية ... انا لست مدللة كما تحاولين التلميح منذ الصباح
تغصن وجه زينه بإحراج لتهمس بعدها:
_ شفاها الله ، انا لم اقصد مضايقتك رؤى
نظرت لها رؤى بتركيز لتسألها مستغلة عدم وصول زملائهم :
_ ماذا بكِ ؟!!! ... لستِ علي طبيعتك اطلاقاً
قطبت زينه ثم قالت:
_ ليس بي شيء ، انا فقط لم انام جيداً بالأمس
رفعت رؤى حاجبها لتسأل بسخرية :
_ حقاً؟!!!
اجابتها زينه بملامح تلتمع بالضيق:
_ بلي ، ماذا تظنين انتى؟!!!
رفعت رؤى كتفيها دون اجابه ليصل بعدها هادى و محمد ليبدأ الجميع نهار عمل عادياً شوش علي تفكير رؤى الذى كان لا ينضب للحظات طوال الأيام الماضية
فكريم يكاد يصيبها بالجنون من كثرة ما تتساءل عن سر هدوئه المبالغ فيه هذه الفترة ، حتي أنه تحدث مع أبيه عن أمر عمار و مريم دون أن يرهقها بمحاولات إقناع جديده !!!!!
كل شيء علي ما يرام لكنه يجعلها تتساءل عما سيفعله حتي يثبت لها مكانتها و قيمتها لديه كما وعدها من قبل !!!!
هي تشعر أنه ينتظر شيئاً ما لكن عمها علي وشك الوصول و بالتأكيد السيد حسين سيخبره بكل ما حدث دون أن ينسي قصة الزواج الصوري الذي كانا متفقين عليه في بداية الأمر ، فرغم أن كريم كاد يتوسل لوالده ضمنياً أن يحتفظ بأمر الاتفاق بعيدا ً عن عمها إلا أن السيد حسين يستخدم الأمر كعقاب لكريم علي خطأه السابق
ابتسمت رؤى بخفه و هي تتذكر كيف وقف كريم امام أبيه حين أخبره أنه سيكون داعماً لرؤى إن قررت الرحيل ليهتف وقتها كريم بغضب واضح دون أن يدري انها كانت تستمع لهم :
_ سيكون هذا علي جثتي ... رؤى لن ترحل ، انا زوجها و لن اتركها و سأمنعها من السفر إن اضطررت إلى ذلك
تعلم أنها حمقاء لكنها كانت سعيدة للغاية وهي تري كيف يتمسك بها ويكاد يفقد عقله لفكرة رحيلها ، لم تجرب هذا الشعور قبلاً ... لم يقاتل أحدهم من أجلها بل كانوا يتقاتلون للرحيل عنها ، أما كريم فبرغم حماقاته في بعض الأحيان إلا أنه يلمس دائما ً قلبها بطريقته الخاصة ، يشعرها بزهو كبير و يغذي أنوثتها حد التخمة حين يظل يردد علي مسامعها أنها دنياه و أن حياته كلها تتوقف علي بقائها معه ، كما أنه لا يتنازل أبداً عن ذراعها الذي يتمسك به في كل مكان حتي وقت نومه و كأنها ستهرب منه .
الاحمق لا يدري بأنها أيضاً ستجن إن ابتعدت عنه ، لكنها لن تتنازل مهما حدث ... إن كان حقاً يريد وجودها و استمرارها معه عليه أن يرد لها كرامتها التي أهانها أمام الجميع ، عليه أن يثبت لها قبل الكل بأنها هي و هي فقط من تملك قلبه و تملك كل الحق فيه .
و كأنه خرج من أفكارها إذ دخل عليهم المكتب قائلاً بهدوء بارد يمتاز به وقت العمل و كأن مكانته ستتضرر أن تحدث كالخلق:
_ شباب ... مهاب لن يكون موجودا ً في الغد لذا كل التصاميم النهائية سأستلمها انا
بعدها نظر إليها سائلاً بهدوء:
_ هل انهيتِ عملك؟!!!
اجابته متنهدة بإرهاق:
_ نصف ساعة علي الاكثر و انتهي
اومأ لها ثم اقترب قائلاً بخفوت:
_ عمك اتصل ... سيصل بعد غد
هزت رؤى رأسها بهدوء لتعقب بعدها:
_بعد أن انتهي سأذهب الي المستشفى حتي اخذ نوال للمنزل ، فكما تعلم منذ أن علمت بما حدث لعمار وهي ملازمة له في المستشفى ... الحمد لله أنه سيخرج غداً ، لقد يأسنا من إقناعها بالراحة قليلاً
نظر كريم بطرف عينه لمن يجلسون و يتابعون حديثهم ليهمس لرؤى:
_ حسنا احضري حقيبتك و تعالي لأوصلك و احضري عملك حتي تكمليه في المنزل
استحسنت رؤى الفكرة لتسحب حقيبتها و تغادر معه بعد أن جمعت بعض الأوراق المهمة التي ستلزمها في إنهاء عملها اليوم.
..........................
_ كفي نوال ... لقد شبعت
هتفت نوال بحنق امومي لا يناسب إطلاقا ً تعبها الأيام الماضية:
_ توقف عن الجدال و انهي طعامك ، انت أجريت عملية خطيرة منذ عدة أيام و لا تأكل مثل البشر
رد عليها عمار بحنق مماثل:
_ انظروا من يتكلم؟!!! .... ألم تكوني انتى من أجرت عملية اخطر منذ أيام ، و الان ها انتى تتقمصين دور ناظرة المدرسة و لا ينقصك الا رفع العصا!!!
هددته نوال بغضب لم يخمد فيما تهتف:
_ انا علي وشك أن اضربك فعلاً بتلك العصا التي تتحدث عنها ولا تظن أن اخفائكم لما مررتم به عني سيمضي هكذا مرور الكرام
تنهد عمار بضجر فهو يجري تلك المحادثة تقريباً كل يوم ، فمنذ أن علمت نوال بما حدث وهي تعاقبه هو و رؤى علي اخفائهم عنها و كأنها كان ينقصها وقتها المزيد من الاحمال !!!
تكلم بعدها بعقلانية:
_ ألم نتحدث بهذا الأمر عشرات المرات و اخبرتك بأننا كنا مجبرين؟!!! ... يا نوال انتى كنتِ في فترة نقاهة و ترقدين في فراش المرض بعد أن أجريت جراحه خطره ... ماذا تريدين مني أن أقول؟!! ... مرحباً نوال بالمناسبة أحد المختلين اختطف رؤى و انا ذاهب لإحضارها؟!!!!
نظرت له نوال لتهمس بتبرم:
_ مريضه .. مريضه ... انا لست مريضه بل كنت مريضه و الان شفيت
رفع عمار رأسه لا يجد من يستنجد به من حصار نوال ليلمح بعدها رؤى فيقول مستبشراً:
_ أخيرا ً ... تعالي انتى و تولي الأمر من هنا فأنا يأست
نظرت له رؤى بعدم فهم ليأتي صوت نوال الحانق:
_ هل تشكيني لها ؟!!! ... ماذا ستفعل لي تلك الخائنة؟!!!
هتفت رؤى بدفاع و قد فهمت أنه شجار كل يوم:
_ انا لست خائنه يا نوال .. لقد كنا خائفين عليكِ
كادت نوال تهتف من جديد ليوقفها صوت كريم الهادئ:
_ لقد انتهى الأمر و عادا إليكِ سالمين ... الا يكفيكِ هذا الشيء؟!!!
تكلمت نوال بما يجيش في صدرها:
_ كل ما اتخيل أنه كاد أن يصيبهما شيئاً و انا لا اعلم ....
قاطعها صوت عمار النزق:
_ يكفي نوال ، نحن امامك مثل القرود و لم يصيبنا شيء و بالمناسبة مراد قادم بعد قليل وهو من سيبيت معي الليلة المتبقية لي هنا
تكلمت نوال باعتراض:
_ أبداً ... انا فقط من سأعتني بك
تدخلت رؤى فيما تهمس في اذنها :
_ دعيه يبقي مع صاحبه ، هما رجالاً مثل بعضهما .. بالتأكيد عمار يحتاج إلى مساعدة رجل في هذه الفترة إن كنتِ تفهمين ما اقصد
التمعت عينا نوال بفهم لتقول بعدها بحزم :
_ إن أهملت طعامك ستجدني فوق رأسك و لن يرحمك مني أحد .. لا تظن انك كبرت علّي
ضحك عمار بخفه لتأخذ نوال حقيبتها استعدادا ً للمغادرة لتقترب منه من جديد قائله بتوصية:
_ اعتني بنفسك حتي اعود لك في الصباح
ضحك عمار قائلاً بمشاكسه:
_ لا تقلقي لن اقفز من الشرفة و لن اعبث بالأتربة
ضربته نوال علي ذراعه بغيظ ليهموا بالتحرك و يغادروه مع شعوره الذي يكتسحه هذه الأيام .. ما اروع ان يشعر الإنسان بأنه خفيف !!!
لقد أصبح أكثر راحة و ببال خالي تماماً منذ أن تجرد من كل المشاعر السوداء التي كانت تحيط به .. و ها هو الان يستعيد ببطيء ماضيه وإن كان بأشخاص جدد !!
نوال تهديه من فيض امومتها دون حساب و رؤي تتواصل معه و إن كان ببعض الحذر ، أجل هو يعلم جيدا ً أن مغفرتها ستحتاج ربما الي سنوات لكنه ليس بأحمق فلا يري محاولتها الحثيثة لطى كل صفحات الماضي بينهما و البدء من جديد
رن هاتفه الجديد بنغمة اميرته التي خصصتها لنفسها بأمسك به بسرعة فاتحاً الخط فيما يقول:
_ مريم ... لما تأخرت مكالمتك اليوم؟!!!
وصله صوتها الناعم مثلها :
_ اعتذر حبيبي ، لقد كنت في العمل و لم استطيع الفكاك من أبي للحظه ، الان فقط عدت للمنزل
تنهد عمار قائلاً بشوق جارف:
_ اشتقت اليك ِ حبيبتي ... لقد مللت من هذا الفراش الذي يقيدني بعيدا ً عنكِ
ضحكت مريم برقه لتهمس بعدها:
_ سينتهي حصارك غداً و تعود طليقاً كما كنت دائماً
ابتسم عمار بمكر لم يظهر في صوته الهادئ حين قال:
_ غداً لناظره قريب
وصله صوتها المحتار:
_لم افهم حبيبي
ابتسم من جديد بحماقه ليتمتم لها بعشق:
_ انا علي استعداد لمحاربة العالم كله الان حتي اراكِ و انتى تهمسين بـ " حبيبي "
ضحكت مريم برقه خافته لتقول بعدها بحماس شديد بعد أن تذكرت ما حدث بالأمس:
_ أتعلم... لقد تحدث معي كريم و شعرت أنه لم يعد يمانع ارتباطنا ، هذا بالطبع بعد سلسلة من التوعد لك إن حدث و احزنتني يوماً ، كما أنه تناقش مع أبي بعد أن اقنعه مهاب بأنني لن اتخلى عنك أبداً ، يعني لقد أصبح لنا نصيرين أمام أبي بدلاً من واحد .
ضحك عمار بخفه قائلاً بمشاكسه:
_ إن اردتِ الحق لقد اعجبتني شخصية اخاكِ مهاب أكثر ، حين اتي لزيارتي كان رجلاً خفيف الظل و سهل المعشر ليس معقداً كالأخر المستفز
تفوهت مريم باسمه معاتبه ليهمس لها مراضياً:
_ حسناً ... لا تغضبي ، اراكِ في الغد
قالت مريم بصوت محبط:
_ قد لا استطيع القدوم اليك غداً أيضاً لأنه يوم عطلة أبي
تكلم عمار بخفوت غامض:
_ من يعلم !!!!
_ عفواً؟!!!
ضحك قائلاً:
_ لا تحزني فراشتي ... قريبا ً جداً سنكون معاً
همست له :
_ احبك
اغمض عينيه ليهمس بعدها بعشق:
_ أحبك أكثر مريم
دخل صوت ثالث مزعج الي المحادثة هاتفاً بصوت وصل إلي مريم علي الطرف الآخر:
_ و انا احبكما معاً
نظر عمار الي مراد بوقفته المستفزة ليأتيه صوت مريم الحانق:
_ انا سأغلق الان لكن اعلم جيدا ً اني لن اسمح لهذا المستفز ان يحضر زفافي
ودعها عمار ليتحرك مراد جالساً بجواره فيما يقول بمشاكسه مائعه:
_ احبني انا قليلاً
ضربه قويه في جانبه جعلته يتلوى ألما ً كانت هي رد عمار علي كل تصرفاته الحمقاء.
.......................
وصل الجميع الي المنزل لتدخل نوال الي غرفتها حتي تبدل ملابسها فأنتهز حسين الفرصة لينادي كريم و رؤى الي مكتبه :
_ عادل قادم بعد غد ... هل اتفقتما علي قرار؟!!!
سألهما بحزم واضح لتهز رؤى رأسها نفياً فيما تقول:
_ لا اعتقد اننا بحاجة إلى الاتفاق على شيء ، سنخبره بكل ما حدث منذ البداية .
نظر حسين الي ابنه ليجد تعابيره هادئة للغاية ليسأله بترقب:
_ وانت ما رأيك؟!!!
تكلم كريم بهدوء بينما تلتمع عيناه بالثقة:
_انا انتظر حضوره ... سأحل مع كل شيء أبي لا تقلق
حدق حسين فيه للحظات قبل أن يقول محذراً:
_ لا نريد مفاجئات كريم ، الوضع حساس من البداية وانت تعلم ، حتي اخوتك لا يعلمون بطبيعة الزيارة ولا يعلمون بالاتفاق منذ بداية الأمر
ابتسم كريم برزانه ثم قال مطمئناً:
_ لا تقلق أبي ... سأصحح كل الامور مع السيد عادل
اومأ حسين لينهض فتوقفه رؤى قائله برجاء:
_ أبي ، اريد التحدث معك
قالتها بيأس و حزن واضح لأنه يتجنب الحديث معها منذ علم بأمر مريم و عمار ليقول هو بهدوء بارد :
_ فيما بعد رؤى
هتفت بدفاع عن نفسها:
_ أقسم انني لم اكن اعلم بشيء
التفت إليها حسين ليقول معاتباً:
_ كنتِ تعلمين رؤى و لم تخبريني .. كنتِ تتقبلين الأمر بهدوء واضح في المستشفى و لم تتفاجئي حتي .
دمعت عيناها ثم قالت بنبرة يائسة:
_ لقد اخبرني عمار بعد إصابته مباشرة ثم فقد بعدها وعيه ، لم اكن اعلم قبل ذلك
قطب حسين بعدم فهم لتوضح له من جديد بنبره يملئها الرجاء:
_ عمار اعتقد ان إصابته قاتله لهذا و قبل ان يفقد وعيه تماما ً اعتذر مني للمرة الأخيرة ثم طلب مني أن أخبر مريم أنه يحبها .
تنهد حسين بضغط ليربت علي كتف رؤى قائلاً بهدوء:
_ حسناً ابنتي ، لا تفكري بهذا الأمر الآن و دعينا نلتفت لأمر عادل أولاً
همست رؤى باعتذار:
_ لا تغضب مني
أهداها ابتسامته الحانية ليقول بعدها فيما يربت على كتفها:
_ انا لست غاضباً منكِ ابنتي ، الأمر ليس له علاقة بكِ ...انا فقط سأجن من مريم و تصرفاتها المبالغ بها .
مسحت رؤى عينيها لتقول بعدها:
_ انه يحبها بحق
_ أعلم
قالها حسين بوجه غامض فسألته رؤى من جديد:
_ اذاً اين المشكلة ؟!!
ابتسم لها حسين دون أن يجيب ثم تركهم و صعد إلى غرفته ليأتي صوت كريم بغيره واضحة:
_ انتى تحبين ابي اكثر مني
قطبت رؤى لتقول بذهول:
_ عفواً ؟!!!!
اقترب منها كريم قائلاً بمشاكسه خفيه:
_ تركضين إليه دائما ً ، تخبرينه هو بمشاكلك ... يهمك أكثر من الجميع
رفعت رؤى حاجبيها بعجب لتقول بعدها ببديهيه:
_ لا انا اخبرك انت قبله بأي شيء ، و بالطبع سيهمني أمره ، انا أعتبره مثل أبي
أقترب منها أكثر فيما يقول بهمس:
_ حسناً اعتبريني انا أيضا ً مثل زوجك و راعي مشاعري قليلاً
نظرت له بعدم فهم ليقترب اكثر هامساً أمام عينيها:
_ اخبريني انكِ تحبيني مثلاً
توترت رؤى لتلتفت خائفة من أن يراها احد افراد المنزل ليتحرك كريم و يغلق باب الغرفة فتقول هي بتعثر :
_ ماذا تفعل؟!! ... لما أغلقت الباب؟!!!
رفع كتفيه قائلاً بوقاحة:
_ لا اريد لعين متلصصة أن ترانا الان
حاولت رؤى تخطيه ليمسك بها ضاحكاً بخفه فيما يقول:
_ الا تيأسين من محاولاتك الفاشلة للهرب ؟!!!
نظرت له قائله بواجهة متماسكة:
_ كريم .. لقد اتفقنا انـ....
قاطعها قائلاً بهدوء:
_ اعلم جيدا ً ما اتفقنا عليه لؤلؤتي
لتتغير نبرته للمشاكسة من جديد:
_ لكن لا بأس بإضافة بعد البنود الجديدة لاتفاقنا الجديد
اقترب منها لتصده بلكمه في خاصرته جعلته يتراجع متألماً ليقول بعدها :
_ ماذا تفعلين يا فتاه؟!! ... لا تجبريني اردها لكِ فأصيبك بعاهة
نظرت له رؤى باستخفاف لتحاول المغادرة من جديد لتقيدها يديه من الخلف فيما يهمس لأذنها بغرور مستفز:
_ اذا اردت قبلتي سآخذها الان لذا لا تتحديني حلوتي
حاولت رؤى الإفلات دون فائدة لتلهث في النهاية مستسلمة فيما تقول بحنق:
_ اتركني كريم .. انا متعبة و اريد النوم
_ سأتركك بشرط .. تنامين بين ذراعي دون قتال
قالها مهادناً لتهم هي بالرفض فيوقفها صوته القوي:
_ لن اقترب منكِ قبل أن احقق وعدي لكِ لؤلؤه لذا لا تقلقي
ترددت قليلاً دون أن تتوقف عن التلوي بين ذراعيه لتهمس في النهاية بحنق مصطنع:
_ حسناً .. فقط فك هذا الحصار
تركها كريم للحظات قبل أن يفاجئها و يحملها بين ذراعيه ثم يخرج بها متجها ً الي غرفتهما وسط هتافها الحانق بأن ينزلها و خوفها الشديد من أن يراها أحدهم في هذا الوضع .
...............................
في اليوم التالي...
جلس حسين يتابع نشرة الأخبار بينما كانت مريم تجلس بجواره تعبث في هاتفها بملل فهي لم ترغب بالذهاب الي العمل اليوم بعد أن تحدثت الي عمار بالأمس وهي تشعر أنه ينوي علي شيء و بالفعل بعد لحظات جاء أحد العاملين ليخبر حسين بأن عمار في الخارج
انتفضت مريم من جلستها بجزع فيما تقول:
_ لقد خرج من المستشفى منذ قليل ... ماذا يفعل هنا؟!!!
نهض حسين قائلا بهدوء و حزم:
_ مريم اصعدي لغرفتك الان
هتفت مريم باندفاع:
_ لكن أبي عمار مازال مريض دعني ابقي معكم
تنهد حسين بضجر ليقول:
_ مريم من فضلك ... ثقي في ابيكِ قليلاً ابنتي
دخل عمار ليلمح مريم الواقفة فيبتسم لها بهدوء ثم اقترب من السيد حسين بخطوات ثابتة عكس ما يشعر به من ألم و قلق ثم قال معتذراً بكياسه:
_ اعتذر عن قدومي بلا موعد لكني لم استطع الانتظار أكثر من ذلك
اومأ له حسين بهدوء فيما يقول بترحيب هادئ:
_ تفضل عمار و ارتاح من عناء الطريق
ثم نظر بعدها الي مريم بحثها علي الصعود لغرفتها دون فائدة فيقول عمار محاولاً تدارك الموقف:
_ هل يمكننا التحدث بمفردنا سيد حسين؟!!!
نظرت له مريم بغضب مكبوت ليبتسم لها هو محاولاً أن يبث فيها بعض الثقة لتصعد هي بعدها متبرمه بطريقة طفوليه جلبت ابتسامه جديده الي شفتيه ليبدأ بعدها حديثه قائلا ً بهدوء:
_ اعتذر من جديد عن حضوري المفاجئ لكني اردت التحدث اليك بشكل خاص دون أن يقاطعنا أحد و لم اجد فرصة أفضل من اليوم
نظر له حسين محاولاً التحلي بالصبر ليسأل بوضوح:
_ لماذا جئت عمار؟!!!!
اجابه عمار بوضوح مماثل:
_ جئت اطلب الزواج من مريم
أوشك حسين علي التحدث ليكمل عمار مقاطعاً:
_ انا مستعد لأى شروط تطلبها حتي تطمأن عليها معي ، اعلم جيدا ً أن تاريخي ليس مشرف علي الاطلاق لكني مستعد أن أفعل اي شيء لأثبت لك اني أحبها .
عاد حسين بظهره إلي الوراء ثم قال بحكمه:
_ الأمر ليس بهذه السهولة عمار ، كيف تريد مني أن اطمأن عليها معك وانت من عدة أشهر فقط جعلت رجالك يشهرون السلاح في وجه أخيها هذا غير تشهيرك به هو و رؤى في الصحف
أحتقن وجه عمار لكنه تحلي هو الآخر بالصبر ليقول بعدها:
_ انا اعتذرت من رؤى و امري انتهي معها بشكل كامل .. حتي إننا نبحث سوياً عن نقطة تواصل جديده تجمعنا ، أما كريم فأعتقد اني اوفيت ديني معه .. قمت بحمايته في حين انني لو كنت كما تعتقد لفضلت موته حتي اصل لمبتغاي .
حدق حسين فيه بغموض لم يفهمه ليكمل هو متجاهلا ً الألم الذي يستبد به في تلك اللحظة:
_ رؤى لم تكن لي يوماً سوى اخت ، حتي إن كنت حققت انتقامي منها و تزوجتها لا اعتقد انني كنت سأقترب منها في يوم .. حتي مجرد التفكير بالأمر يعد مقزز بالنسبة لي.
سأله حسين بغتةً :
_ ماذا سيكون رد فعلك علي رفضنا ؟!!!
ضحك عمار قائلاً بصراحه:
_ إن كنت سألتني عن هذا الموقف منذ عدة أشهر كنت لأجيبك بتحدي اني سآخذها رغماً عنكم حتي لو اضطررت إلى الهرب معها أو اختطافها ، لكن الان سأقول لك اني لن اتزوج منها إلا برضاكم و مباركتكم جميعاً فمريم اغلي عندي مقاماً بكثير من أن أخذها بطريقة لا تليق بها ، إن منحتني مباركتكم سأقيم لها افضل زفاف يليق بها ، سأجعلها أميرة مدللة و سأحميها بروحي كما تفعلون انتم بالضبط .
تنهد حسين سائلاً برفق:
_ هل تبحث عن اجابه شافيه اليوم؟!!!
نظر له عمار بأمل ليقول حسين بهدوء بالغ:
_ عمك سيكون ضيفي هنا في الغد .. تعالي انت ايضا ً و قم بحل امورك العالقة معه ثم سأعطيك ردي النهائي .
ابتسم عمار ساخراً فيما يقول وهو ينهض مستعداً للرحيل:
_ اتمنى ان يكون الرد بالموافقة بعد مجلس التأديب الذي تنوون إقامته لي في الغد لأنني لن أيأس و سأقفز لك هنا كل فتره معيداً طلبي حتي توافق.
التوت شفتي حسين بشبه ابتسامه ليودع عمار ثم صعد إلى مريم التي كانت كعادتها تراقب رحيله من شرفتها فيسألها بغتةً مما افزعها:
_ ما رأيك فيما سمعتيه؟!!!
تورد وجه مريم لتهمس نافيه بتوتر:
_ انا...انا لا أعلم عن ماذا تحدثتما؟!!!
نظر لها حسين بطرف عينه قائلاً :
_ يا مريم !!!! ... انا احفظك اكثر من اي شخص ، لا تحاولي الكذب الان
نكست مريم رأسها أرضا ً ليحتضن حسين وجهها بين كفيه قائلاً بحنان:
_ انتى تعلمين جيدا ً اني أفعل كل هذا لمصلحتك .. أليس كذلك؟!!!!
اومأت مريم و دموعها قد طفرت من عينيها من التوتر :
_ إذاً عديني أن ما سأقوله سيبقي سراً بيننا حتي الغد
رفعت له مريم عينيها هامسه بوعدها فيقول هو:
_ سأوافق من اجلك علي خطبة طويــــــــــلة الأمد حتي اطمأن تماماً من ناحيته
شهقت مريم بمفاجأة لتتعلق بعدها في عنق ابيها تبكي بسعادة غامرة فيضحك حسين مربتاً علي ظهرها فيما يقول:
_ كما اتفقنا ... ممنوع أن يعلم عمار بأي شيء قبل الغد لأني بحاجة إلى الاطمئنان علي رؤى أيضاً و هذا ما سيوفره لنا لقاء الغد
اومأت مريم بابتسامه واسعه و عيون تلتمع بدموع لا تتوقف عن الانهمار فيما تقول بسرعة:
_ اعدك .. اعدك أبي بكل ما تريد
لتتسع ابتسامة حسين وهو يري فرحتها فيما يدعو بقلبه أن لا يكون قد أخطأ في تقبل الأمر
..........................
ابتسمت سهام بسعادة بالغة و هي تجاور اختها بعد عودتهن من عيادة طبيبة النساء التي طمأنتهم كثيرا علي حالة سحر حيث ستخضع فقط لعمليه بسيطة تستأصل بها التكيسات لتشفي بعدها تماما ً بإذن الله .
نظرت الى سحر التي كانت ملامحها توحي بفرحه غير مكتملة لتسألها بفضول:
_ ما الذي يعكر صفوك الان ؟!!!... ألم تطمأني لحديث الطبيبة؟!!!
ابتسمت سحر بهدوء لتجيبها:
_ بلي اطمأننت لكني اعلم ان الكثير من النساء لم يتعافين بعد اول عمليه
قطبت سهام بحنق قبل أن تقول :
_ اعوذ بالله ... ما كل هذا التشاؤم ؟!! .. تعلمي أن تسعدي قليلاً اختي ، لن يضرك الأمر بشيء
ابتسمت لها سحر من جديد ليجدن بعدها عبدالرحمن يمشي بجوار آيات التي ما أن لمحت سهام حتي أسرعت لتلقي السلام عليها هي و سحر بحبور و دفئ بينما ظل عبدالرحمن بعيداً عنهن بمسافة صغيرة بعد أن ألقي عليهن السلام برزانه تليق بطبعه الهادئ
هتفت آيات بنبرتها الشقية التي لا تخلو من المكر:
_ ما رأيكن أن نتناول الغداء معاً ، اليوم عيد ميلادي و اخي وعدني بتلبية كل رغباتي
هنأتها سحر بابتسامة هادئة لتعتذر بعدها عن عرضها فتصر آيات اكثر بل و تمادت بأن طلبت من عبدالرحمن الذي كان ينظر اليهن بحرج أن يقنعهن للذهاب معهم حتي يتناولن معهم وجبة أسماك في احدي المطاعم القريبة
رغم نظرة عبدالرحمن المحذرة لأخته إلا أن قلبه كان يتمني في تلك اللحظة أن توافق سحر علي اقتراح اخته و تذهب معهم ، وبعد الكثير من الرجاء من آيات و سهام رضخت سحر أخيراً و ذهبت معهم ليجلسوا جميعاً حول إحدى الطاولات دون أن تتوقف سهام عن مشاكسة آيات لتختلقن بعدها إحدى الحجج ثم نهضت ليتركا كلاً من سحر و عبدالرحمن بمفردهما ليبدأ عبدالرحمن حديثه قائلا ً بهدوء:
_ اتمني أن لا تكون آيات ضايقت بتصرفاتها الحمقاء
ابتسمت له سحر بتوتر لتقول بمجاملة:
_ أنها فتاة رائعة .. حفظها الله
تنحنح عبدالرحمن ليسألها بخفوت متوتر:
_هل فكرتِ بطلبي؟!!!
تورد وجه سحر بإحراج ليقول هو مجددا ً:
_ انا لن اضغط عليكِ في هذا الأمر ، لكن أريد منكِ وعد بأن أكون أول من تأتين إليه فور أن تحتاجِ لأي شيء .. دون أي روابط ، دون أي شروط .
ابتسمت له سحر ثم همست :
_ شكراً لك سيد عبد الرحمن هذا من لطفك
تكلم عبد الرحمن بنبرة متهكمه بعض الشيء:
_ لا أريد منكِ شكر بل اريد وعد أو بالأحرى وعدين .. تأتيني أولاً وقت حاجتك و تأخذين طلبي علي محمل الجد.
تنهدت سحر لتقول بصوت مضغوط:
_ سيد عبد الرحمن انت تعلم جيدا ً اني اعاني من مشاكل في الإنجاب لذلك انا لن أفكر في أمر الارتباط من الأساس الا بعد أن أتأكد من شفائي
ضحك عبد الرحمن بخفه ليسألها و كأنه يهادن طفله:
_ و كيف ستتأكدين من شفائك و انتى عزباء؟!!!
توردت سحر من جديد فهمس هو مشجعاً:
_ دعيني أكون بجوارك حتي تتأكدين
نظرت له بحنق فأبتسم لها بحنان لتقول هي بنبرة خافته:
_ لن اتحمل هجران من جديد ، لن اتحمل نظرة تخبرني انني أقل من انـ.....
قاطعها هو قائلاً بحزم يتنافى مع نبرته الحانية:
_ انا اعلم كل شيء عنكِ من قبل أن أتقدم لخطبتك لذلك لا مجال للهجران الذي تتحدثين عنه ، انا اريد الزواج منكِ سحر و انا اعلم جيدا ً ما ينتظرنا سوياً ، كما أني لست حقيراً كزوجك السابق حتي احاسبك علي ما هو ليس بيدك من الأساس.
ابتسمت سحر بمرارة لتقول بيأس:
_انت تتحدث الان من فرط حماسك لا اكثر .. إذا فشل علاجي سـ.......
قاطعها هو مكملاً :
_ سيكون قضاء الله وقدره و سأرضي به
تنهد عبد الرحمن ثم قال لها أخيرا ً ما يجيش في قلبه:
_ اسمعي يا ابنة الناس ...انا لست فارساً من زمن فات ظهر فجأة ليجعل حكايتك ورديه ، انا رجل عادى جدا ابحث عن الاستقرار في حياتي ، ابحث عن امرأة تفيض علّي من حنانها و طيبتها ما يمكنني من السعي في هذه الدنيا المتعبة ، امرأة تبثني القوه حين اضعف .. و انا ارى بكِ كل ذلك ، أجل اعلم أنك تعانين من بعض المشاكل لكن اعلم أيضًا انكِ لستِ عقيمه كما تحاولين إقناع نفسك دائما ً ، انتى بكِ كل ما ابحث عنه ، لستِ ناقصه كما تظنين ولن اكرر على مسامعك من جديد أن الرزق من عند الله .. انتى ناضجة بما يكفي و تعلمين ذلك الأمر
نظرت له سحر بصمت مطبق فسأل فجأة بجدية:
_ الخميس القادم موعد جيد؟!!!
انتفضت سحر بجزع ثم قالت:
_ لا ... اعطني بعض الوقت من فضلك
ابتسم لها عبدالرحمن من جديد ثم قال:
_ لكِ كل ما تريدين لكن سأعتبر هذه موافقة مبدئية
............................
_مرحباً عادل .. مر زمن طويل علي اخر مره رأيتك فيها
ضحك عادل ليحتضن صديقه القديم بألفه ثم نظر إلي رؤى التي كانت تقف خلفه ليقول مبتسماً:
_ لقد اصبحتِ كالبدر رؤى .. اشتقت إليكِ يا صغيره
رغم علمها بأن حديثه هو فقط مجاملة أمام العم حسين اقتربت منه رؤى ثم عانقته بهدوء ليتبادل بعدها التحية مع كريم ليدخلوا جميعاً الي غرفة المعيشة ثم بدأ حسين يقص علي صديقه كل ما حدث منذ أن تعرف كريم الي رؤى ليسأل عادل في نهاية المطاف:
_ اذاً انت زوجتها من ابنك مؤقتا ً حتي تدخلها بيتك و تحميها بداخله ؟!!!
اومأ حسين بهدوء فعقب عادل:
_ لا اعلم ماذا اقول لك حسين ، انا حقاً شاكراً لكل ما فعلته معها في غيابي
ربت حسين علي كتفه قائلاً :
_ لا عليك يا رجل ، لقد احببت رؤى كمريم ابنتي بالضبط
تنهد عادل ليقول بعدها:
_ أجل لكن يجب علّي الان ان أبدأ في إنهاء إجراءات انفصالهما حتي تستطيع الذهاب معي و أتولى مسؤوليتها ... فرغم أن عمار تغير كما تقول الا انني لن اطمأن عليها هنا بمفردها
تكلم كريم أخيرا ً بعد أن ظهرت له نية عمها فقال بنبره واثقة:
_ سيد عادل انا انتظرت قدومك طوال الفترة الماضية لأعلن عن طلبي للزواج من رؤى من جديد ، لكن هذه المرة سيكون زواج حقيقي بمهر و ذهب كما تجري هنا العادات و إن أرادت سأقيم لها زفاف جديد .
لينظر بعدها الي رؤى قائلاً بعشق واضح للعيان:
_ستكون عروسي بحق هذه المرة .. زوجتي الي نهاية عمري
توسعت عين رؤى بصدمة تتخللها السعادة البالغة بينما ابتسم حسين برضا و هو يسمع ابنه يضيف بصدق:
_انا أريد أن أقدم لها كل ما لم استطيع تقديمه لها في المرة الأولى بسبب ظروف زواجنا .. لذلك اتمنى ان توافق على طلبِ حتي اعوضها عن ما حدث
نظر عادل الي رؤى التي كانت عينيها تلتمع بدموع السعادة وهي تري كريم يعيد إليها كرامتها التي أهدرها بتركه لها ..
ترى هل كان يعلم دائماً أن طريقة زواجها منه كانت تؤذيها ؟!!!
هو الان يحاول استعادة توازن علاقتهم بترميمها من الجذور ، لهذا كان صامتاً طوال الفترة الماضية ولم يحاول أن يقنعها بأي شيء من جديد .. كان ينتظر ولى أمرها حتي يعيد إليها كل ما افتقده منذ بداية علاقاتهما !!!
_ ما رأيك فيما يقول يا رؤى؟!! ... هل تريدين البقاء معه؟!!!
سألها عادل لتخفض هي وجهها بعيداً عن عينيه التي تلتهم كل خلية فيها بلا خجل أمام الجميع ثم همست بخفوت ماكر:
_ انا لا اريد السفر إلى الخارج
ضحك حسين فيما يقول بمشاكسه و هو يري خجلها الواضح:
_ عدم سفرك يعني بقائك مع كريم .. هل انتى موافقة؟!!
هزت رؤى رأسها بخجل رهيب بينما كاد كريم أن يهب ليعانقها أمام الجميع لولا يد أبيه التي منعته فيما يقول بخفوت:
_ احترم وجودنا علي الاقل و لا تخجلها أكثر من ذلك
في تلك اللحظة رن هاتف عادل فاستأذنهم حتي يجيب ثم همس حسين لأبنه قبل أن ينهض هو الآخر:
_سأذهب لإلهائه لبعض الوقت لكن لا تتمادى
فور خروج حسين اقترب كريم منها بابتسامة واسعه فيما يقول:
_ما رأيك؟!! .. زفاف جديد و شهر عسل حقيقي لا نمرض فيه ؟!!!
ضحكت رؤى بخجل و هو يذكرها بما عايشته معه ليقول بعدها بتوتر:
_ هل سامحتني الآن و حصلت على ثقتك مجددا ً ؟!!
هزت رؤى رأسها فأبتسم هو بعشق ثم قال:
_ لؤلؤتي الحسناء اعدك أن لا يعرف لكِ الحزن طريق من جديد .. سأكون سندك و ظهرك حبيبك و صاحبك ... سأكون لكِ كل ما احتجتِ دوماً .
رفعت عينيها إليه لتهمس له:
_ شكراً لك على كل شيء
قبل زاوية فمها فيما يقول بهمس خافت:
_ بل شكراً لك ِ انتى علي ظهورك في حياتي لؤلؤتي الحبيبة ...نهاية الفصل الخامس و العشرون
قراءة سعيدة 🧡🤗💙
أنت تقرأ
بقعة ضوء للكاتبة "هاجر حليم" مكتملة
Romanceرواية بقعة ضوء للكاتبة هاجر حليم ولها روايات أخرى إن شاء الله سأقوم بنقلها..لقد أخذت إذن الكاتبة بنقل رواياتها هنا على الواتباد ..قراءة ممتعة للجميع ❤❤