🌺الفصل السابع عشر🌺

555 32 0
                                    

الفصل السابع عشر:

بعد ثلاثة أيام
أغلقت مريم هاتفها بحنق لترميه بجوارها بينما تتأفف بضيق وغضب
ثلاثة أيام!!!.... ثلاثة أيام اختفي فيهم تماما وكأنه لم يكن له وجود في حياتها!!!
ثلاثة أيام تحاول الاتصال به بلا انقطاع وكالعادة يأتيها نفس الرد المستفز
"الهاتف مغلق أو غير متاح"
ستجن!!!...اين اختفى فجأة وماذا حدث له؟!!!
قلبها منقبض وكأن شيئا ً سيئاً سيحدث...القلق يتلاعب بها وبعقلها منذ اختفاءه
لقد كان كل شيء بخير!!!....ماذا يكون قد حدث؟!!!
هل يتعمد فعل هذا حتى يقيم علاقتهما كما يفعل بعض الشباب؟!!...ام انه ملّ منها ويريد الابتعاد لبعض الوقت؟!!
لكن كيف؟!!...إذا كان هو من بادرها باعتراف الحب و واجهها بخوفه من ابتعادها عنه!!!
ربااااه...ستفقد عقلها بسببه!!!
جلست مريم على المقعد بتوتر فيما تقول:
_ترى ماذا يحدث معك عمار؟!!!
و كالعادة جاءها صوت المدفع الرشاش المُسمى بساندي حين هتفت:
_طبعاً...سيادتك تجلسين هنا كالأميرة وانا ادور خلف العاملين حتي أتأكد من كل شيء قبل بدأ الحفل
نظرت لها مريم بحزن واضح لتسأل ساندي بنبره اهدئ:
_ماذا حدث؟!!...لماذا تبدين حزينة بهذا الشكل؟!!
لتضيف بعدها بسخرية ماكره:
_هل تشاجرتِ مع حبيب القلب؟!!!
هزت مريم رأسها نفياً لتهمس بألم:
_ليته كذلك....انا لا استطيع الوصول له منذ أيام
رفعت ساندي حاجبها لتقول ممازحة:
_بالتأكيد هرب منك ومن رقتك المبالغ فيها
تنهدت مريم بضيق فاقتربت ساندي تربت على كتفها بينما تستطرد:
_لا تحزني...انا امازحك مريومه...قد يكون مشغولا ً...أو يمكن هاتفه معطل
تنهدت مريم من جديد لتهمس بألم لا تدرى مصدره:
_اتمني ذلك
شدتها ساندي بينما عاد وجهها المرح من جديد لتقول مبتسمة:
_تعالى دعينا ننهي بقية عملنا قبل المساء حتي لا يخنقنا اخي من أجل معجزته
لتتحرك مريم معها فيما تحاول أن تسيطر على ضيقها مما يحدث معها.
..................................
_ماذا بكِ يا صغيره؟!!...الم تستطيعِ التوصل إلي مربيتك بعد؟!!
نظرت رؤي الي حماها لتقول بعدها بعيون دامعه:
_انا لست مطمئنه ابداً لغيابها بهذا الشكل...انا خائفة جدا من أن يكون قد حدث لها شيء و انا لا اعلم
جلس حسين بجوارها ليضع يده على كتفها قائلاً بمؤازرة:
_تفاءلي بالخير ابنتي...ألم تخبرك بنفسها أن التواصل بينكما سيصعب بسبب شبكة الهاتف؟!!
اومأت رؤى لتقول بغير اقتناع:
_اجل قالت ذلك...لكني مازالت أشعر بأن هناك شيء خاطئ...كل شيء في تلك الرحلة كان غريب...توقيتها المفاجئ ، ذهابها بمفردها قبل استيقاظي ، وصاياها قبل رحيلها ...كانت تبدو وكأنها تخطط لذهاب دون عوده.
ربت حسين على شعرها بحنان ليقول من جديد محاولا أن يبث فيها الأمان:

_لا تتشاءمي بهذه الطريقة ابنتي...الي اين ستذهب وتتركك؟!!!... بالتأكيد ستعود بعد أيام كما اتفقت معك...توقفي انتى فقط عن هذا القلق وهيا اصعدي لغرفتك حتي تستعدين لحفل قصيرة القامة التي تُدعي معجزه
وقفت رؤى لتنظر بعدها إليه من جديد فيبتسم لها وقد أدرك بأبوته معنى نظرتها المشتتة بقلق فقال مؤكدًا:
_ستعود ابنتي...لا تقلقي أبداً... مربيتك لا تستطيع الحياة بدونك
دمعت عيني رؤي ثم قالت بألم:
_و لا انا استطيع ان أحيا بدونها أبداً
تحركت رؤى بعدها نحو غرفتها ثم دخلت لتجد كريم ممسكاً بملف قد أحضره معه من الشركة صباحاً ليرفع نظره إليها بعد أن دخلت ويتابع تحركاتها بصمت قد تلبس علاقتهم منذ ذلك اليوم الذي رآها فيه بمنشفتها المغرية ، فهي لجأت إلى الصمت المطبق في التعامل معه وهو لم يضغط عليها بوجوده لكنه لم يتنازل عن الإمساك بكفها طوال الليل وكأنه يتواصل معها بطريقة ما حتي لا تنسي وجوده حولها ولتتأكد أنه سيظل دائما ً بجوارها.
راقبها وهي تجلس في الشرفة فقال مستفهماً:
_ألن تتجهزين؟!!... لقد اقترب موعد الحفل!!!
تكلمت رؤي بنبرة منهكه :
_انا حقاً متعبه ولا اريد الذهاب...هل يمكن ان تعتذر منهم بالنيابة عني؟!!!
احتار كريم هل يصدق حزنها الواضح على نوال ام يصدق حدسه الذي يخبره بأنها ترفض الذهاب بسببه؟!!.... تكلم قائلاً بذكاء:
_بصراحه انا ايضا ً لا اريد الذهاب...سأخبر ابي ان يعتذر عن حضورنا
اومأت رؤى بهدوء فوصلته إجابة سؤاله...
هي لا تبغض وجوده حولها رغم ما حدث...هي فقط تفتقد وجود امها الروحية التي اختفت في قريتها ولم تستطع الوصول إليها وهذا جيد....و سيء!!!
من الواضح أنها لم تتأثر كثيراً بما حدث ، مازالت تتعامل معه كشخص مضطرة إليه وليس كشخص تريد التواجد معه...أجل هو يعلم أن كرامتها مازالت تشكل عائقا ً أمامه وخاصة ً و أنهم كانا واضحين من البداية حين اتفقا أن زواجهما سيكون فترة مؤقتة لحمايتها ، لكنه لم يحسب أبداً حساب لتلك التغيرات التي طرأت عليه وقد أصبح فجأة يريد تجاوز ما حدث معه فيما مضى بل ويريد تجاوزه معها هي فقط!!
لكنه أيضا ً ليس بأحمق لتفوته تلك الذبذبات التي تنطلق منها حين يجتمع بها!!
توردها ، تعثرها ، عينيها وحتي هروبها منه أحياناً ...كل هذه اللمحات الخاطفة منها تزيده يقيناً بأنها أيضاً تكن له مشاعر خاصه لكن هناك شيء آخر!!!....شيء يبعدها عنه ولم يفهمه هو بعد لكنه سيحاول إلي أن يحل لغزها كاملاً.
نظرت له رؤى بفضول حين طالت وقفته ليضع الملف علي الفراش ثم تحرك نازلاً الي ابيه ليخبره بقرارهم ليقول حسين معقباً:
_حسنا كما تريدون لكن المنزل فارغا ً لأني اخبرت العاملين بأننا سنتناول عشاءنا في الخارج لذا تصرفا انتما
_لا مشكله...سأحل الأمر
ربت حسين على كتف كريم موصياً:
_زوجتك بحاجة إلى وجودك حولها ودعمك لها هذه الفترة خاصة ً مع سفر مربيتها...انت تعلم انها متعلقة بها وتعتبرها أمها...لذا حاول التخفيف عنها قليلاً
اومأ كريم ولم يلاحظ ابتسامة أبيه الماكرة وهو يرحل تاركاً إياهم بمفردهم كما تمني دائماً
ليصعد هو إليها بعد رحيل أبيه ليجدها ما زالت على وقفتها في الشرفة فيقف بجوارها قائلاً بممازحة:
_ابي طلب من جميع العاملين الرحيل...وقع أمر عشاءنا عليكِ
نظرت له رؤى لتقول بتردد:
_لكن انا....لا اجيد تحضير الطعام
نظر لها مبتسماً بدفيء ثم قال بينما يمسك بكفها ساحباً إياها معه للأسفل:
_ولا انا ...تعالي نعبث قليلاً بالمطبخ ونري كيف سينتهي بنا الأمر
بعد دقائق راقبها كريم وهي تضع بعض اصابع البطاطس في الزيت ثم تبتعد بسرعه خائفة فيما كان هو يقطع بعض حبات الطماطم وذهنه يعود إلى مكالمته مع جاك....
_هل توصلت الي شيء؟!!!
وصلته ضحكة صديقه الذي قال بعدها:
_احيانا اشعر بأنك تقرأ المستقبل...لقد كنت على وشك الاتصال بك منذ دقائق... انا بحثت عن عائلة السيد فرانك منذ أن عدت لكنه كان مختفياً تماماً مع أسرته وسمعت بعدها بأنه عاد إلى مسقط رأسه بعدها اضطررت لتأجيل سفري إليهم قليلاً لأني مرتبط بعدة عمليات يجب أن اجريها أولاً والان لم يتبقى إلا عمليتين سأجريهم الاسبوع القادم ثم سأذهب إلي مدينة العم فرانك الجبار....تمن لي الحظ معه حتي لا يطلق علّي النار...فكما تعلم هذا الرجل لم يطيق أياً منا يوماً.
عاد بذهنه لتلك الواقفة علي بُعد مترين من الزيت فيما تحاول الوصول إلى اصابع البطاطس لتصفيتها فينهض هو مجففا يديه ثم وقف خلفها حتي استند ظهرها علي صدره بينما امتدت يده لتمسك يدها التي تحمل المصفاة فيما يقول ممازحا ً:
_اذا تركت لكِ الأمر بمفردك ستحرقين الطعام قبل أن نتذوقه وقد تحرقينا نحن أيضاً
ثم بدأ يحرك يدها بيده ممسكاً معها بالمصفاة ليخرجا اصابع البطاطس التي احترق بعضها بالفعل من الزيت ثم يضعها في الطبق بينما كانت هي متوترة تماماً من التصاقه بها بهذا الشكل بعد أن كادت تتناسي ذلك الموقف المخزي الذي حدث معهم منذ أيام حين رآها بالمنشفة لكنه الآن حين يلمس يدها بهذا الشكل ، حين يدعم ظهرها بتلك الطريقة حتي وإن كانت لشيء تافه كإعداد بعض اصابع البطاطس المقلية يعيدها الي نقطة الصفر...
هي تخاف وجهه الجديد معها...قربه الحميمي ، تفهمه ، نظراته المتأملة وكأنه يستكشفها من جديد، يده التي تحتضن يدها بتملك كل ليله رغم أن هذا التماس البسيط يشعرها بأمان لم تشعر به قط!!
وهذا ما يرعبها... ماذا سيحدث إن فقدت مصدر امانها من جديد؟!!!
كيف ستعود لنفسها القديمة؟!!!
كيف ستألف وحدتها من جديد بعد أن اقحم نفسه في أعماق روحها فأصبح وجوده شيء أساسي حولها؟!!
تخاف أن تفتح عيونها يوما فتجد أن حلمها الجميل معه انتهى لتجد نفسها عادت من جديد لعالمها المقفر....
_انتهينا....
اخرجتها همسته الدافئة بجوار اذنها من أفكارها التي أصبحت تتمحور حوله هو فقط فشتمت نفسها بعدما جعلت نفسها حمقاء من جديد أمامه بوقفتها المتسمرة بين ذراعيه
_ما رأيك أن نتناول طعامنا في الحديقة الخلفية؟!!!
ابتسمت رؤى بتوتر فيما تقول بسرعة:
_سيكون افضل
نظر لها مستغربا ً فقالت من جديد:
_اقصد الهواء...نجلس في الهواء قليلا ً قبل أن تشتد البرودة
اومأ لها كريم كاتماً ضحكته على تصرفاتها المضطربة حيث ظلت تتلفت حولها بغباء وهي تجمع الطعام فوق الصينية ثم فتحت البراد وأخرجت كل انواع الجبن التي وجدتها أمامها حتي أصبحت الصينية ثقيلة علي ذراعيها فأخذها هو منها ثم تحرك نحو الحديقة لتتبعه هي بينما تدعو أن يعود حماها ومريم في اسرع وقت.
...............................
_هيا معجزه تمني أمنية أولا ً
قالتها فيروز بحماس شديد لتغمض معجزه عينيها لثواني ثم تطفئ الشموع ليهنئها جميع الواقفين حولها فتقطع هي قطعه من الكعكة ثم تضعها في فم رائد واخري في فم فيروز لتبحث بعدها عن حسام فتجده يقف بجوار ساره التي يبدو عليها الانهاك الشديد حيث أنها أوشكت على ولادة طفلهما الاول فتحركت معجزه بسرعه اتجاههم وهي تحمل قطعة أخرى من الكعكة فتضعها مره واحده في فم حسام الذي صدمته قليلا ثم ضحك بعدها بخفه وهو يقرص وجنتها فيما يقول:
_ كل عام وانتى بخير ايتها الشقية
عانقته معجزة بحب فيما تقول بغرور:
_كل عام وانا فوق قلوبكم جميعاً
فيضحك حسام من جديد وهو يري محاولاتها التي لا تنتهي حتي تثير غيرة ساره فتبتسم ساره بالمقابل فيما تقول:
_قليلاً من النضج لن يضركِ في شيء
فتتركه معجزه ثم تقبل وجنة ساره قائله بمشاغبة:
_تركت لكِ النضج ايتها العاقلة
لحظات وانضم رائد و مهاب وساندي إليهم لتسأل ساندي بفضول:
_ماذا تمنيت ِ معجزه؟!!!
فتضحك الأخرى مجيبه بمزاح:
_تمنيت التخلص من ثرثرتك الفارغة
ضحكت ساندي بسماجه ثم قرصتها لتسأل فيروز التي ركضت نحوهم:
_اين العم كريم و عروسه؟!!!
أجابها مهاب ممازحا ً وهو يحملها :
_لن يأتي اليوم ...العروس مرهقه
ثم قال بعدها ضاحكاً:
_الا يكفي وجودي انا؟!!...انتى تسألين عنه دوماً ولا تسألين عني أبداً
فتجيبه فيروز ببراءة:
_هو لطيف معي وعيونه تشبه عيوني لهذا احبه أكثر
استمر مهاب بالثرثرة معها لتستغل ساندي الفرصة وتشير لمعجزه خفيةً ناحية مريم الجالسة بمفردها لتتحركا معاً بعد لحظات في اتجاه تلك العابسة بصمت:
_ماذا بكِ ايتها الحزينة؟!!!
قالتها معجزه بمزاح لترفع مريم عيونها بلا رد فتجيب ساندي بدلا منها:
_فارس الاحلام اغلق هاتفه منذ بضعة أيام
همست مريم بما تشعر به فقالت بحزن:
_انا خائفة عليه...لا اعلم لما اشعر ان هناك ما يحدث معه؟!!!
ابتسمت معجزه ثم جلست جوارها بينما تقول :
_لا تقلقِ يا رقيقه...لقد رأيته البارحة مع صديقه في مطعم مجاور
نظرت لها مريم بلهفة فيما تسأل :
_حقا؟!!!...هل كان بخير؟!!!
لتتغصن ملامحها بعتب وهي تضيف:
_اذاً...لماذا هاتفه مغلق دائما ً؟!!!
هزت معجزه كتفيها بقلة حيلة لتهتف ساندي بعفوية:
_انتى قابلتيه ومعجزه قابلته وانا ما زلت اتخيل شكل وجهه....هذا ليس عدلاً!!...انا ايضا ً اريد رؤيته
ضحكت معجزه فيما تقول بذكاء:
_بسيطة....سنبحث عن صورة له على احدي مواقع التواصل الاجتماعي
صفقت ساندي بحماس لتخرج معجزه هاتفها ثم بدأت تبحث عن الاسم بينما لم تعيرهم مريم اي انتباه فيما يفعلن ، فهي كل ما يشغل بالها الان سبب اختفاءه عنها هي فقط!!!!
_وجدته!!!!....ها هو يا ساندي
وقفت ساندي وامسكت الهاتف بحماس كبير لتقول بعدها بينما تنظر الى مريم:
_وسيم....لكنه يبدو اكبر منكِ بكثير
نظرت لها مريم بطرف عينيها ثم قالت بسماجه:
_لم اطلب رأيك في هذا الأمر
اخرجت لها ساندي لسانها لتضحك معجزه فيما تقول:
_بشره سمراء وعيون عسليه مع أخري بيضاء بعيون زرقاء تري كيف ستكون النتيجة؟!!!
قطبت مريم بعدم فهم لتسأل بحيره:
_اي بشره سمراء وعيون عسليه هذه؟!!!....عمار ليس اسمر اللون وعيونه سوداء!!!
ضحكت معجزه من جديد فيما تقول:
_تعرفه منذ أكثر من شهر ولم تركز في ملامحه الى الأن!!!
ضحكت ساندي هي الأخرى لتسحب مريم الهاتف من يديها وتنظر إلى تلك الصورة لتزداد تقطيباً فيما تقول بارتياب:
_من هذا؟!!!....هذا ليس عمار!!!!
نظرت لها معجزه باستغراب فيما تسأل من جديد:
_ألم تقولي عمار زيدان ؟!!!...هذا هو
هزت مريم رأسها نفياً لتعطيها الهاتف قائله بضجر:
_ليس هذا....هذا شخص اخر معجزه...ابحثِ من جديد وسيظهر لكِ
تكلمت معجزه فيما تقول بتأكيد:
_هذا هو عمار زيدان الذي أعرفه ولا اعرف عمار زيدان اخر
هنا تدخلت ساندي فيما تقول بهدوء:
_لا اريد ان أظهر كشخصية شكاكة كما العادة لكني أشعر أن هناك أمر خاطئ!!
حركت مريم يدها في الهواء بينما تقول ببراءتها المعهودة:
_وماذا سيكون ؟!!!...مجرد تشابه اسماء
تبادلت معجزه وساندي النظرات...فقد تكون ابنة خالهم قد وقعت مع محتال من اللذين يتحدث عنهم الإعلام في بعض الأحيان دون أن تدري... هؤلاء الشباب اللذين ينتحلون شخصيات غيرهم حتي يكتسبون ود الفتاه ويحتالون عليها في النهاية!!
جلست معجزه بجوارها فيما تقول بهدوء:
_حسنا... اخبرينا عنه قليلاً
هزت مريم كتفيها بملل ثم اخبرتهم بما تعرفه عنه لتستأذن معجزه فيما بعد وتتحرك ناحية حسام قائله بهدوء وهي تسحبه معها:
_اخي اريدك في أمر هام
_ماذا هناك يا شقيه؟!!!
نظرت له معجزه ثم حاولت إضافة المرح بصوتها فيما تقول:
_ احتاجك بخدمه...لدى صديقه يريد رجل اعمال خطبتها لكنها لا تعلم عنه شيئاً ولم تستطع حل الأمر بمفردها فلجأت لي لعلك تكون تعرفه!!!
سألها حسام بترقب:
_ماذا يُدعي؟!!!!
_عمار زيدان
انفرجت ملامح حسام فقال مبتسماً:
_انا أعرفه...لقد تقابلنا اكثر من مره
سألته معجزه بإلحاح:
_ماذا تعرف عنه؟!!!
اخبرها حسام بكل المعلومات التي يعرفها عنه والتي لا تختلف كثيرا عن ما قالت مريم فابتسمت له ثم قبلته شاكره لتعود إلى مريم من جديد بوجه متهجم فتسألها ساندي بترقب:
_ماذا قال حسام؟!!
فقالت معجزه بملامح حزينة على ابنة خالها:
_عمار زيدان الذي يعمل مع عمه شاكر زيدان هو الشخص الذي رأينا صورته على الهاتف منذ قليل
سألت مريم بارتياب:
_وماذا يعني هذا؟!!!
تكلمت معجزه بشفقه محاولةً التزام الهدوء فيما تقول:
_ معناه أن الذي عرفك بنفسه علي أنه عمار زيدان شخص آخر
.................................
بعد أن انتهوا من تناول العشاء صمم كريم علي إدخال الاطباق بمفرده بينما نهضت رؤى ثم جلست ارضاً كما تحب علي الحشائش لتمر بعض الدقائق ثم وجدت كريم عائداً يحمل كأسين من العصير ثم جلس بجوارها فيما يقول مبتسماً:
_لا اجيد تحضير القهوة لذا سنكتفي بالعصير
شكرته رؤى ثم أخذت كأسها وبدأت ترتشف منه بهدوء ليأتيها صوته من جديد قائلاً:
_اذاً....ماذا سنفعل الآن؟!!!
نظرت له بحيره لتردد بعدم فهم:
_ماذا سنفعل؟!!!!
فيهز رأسه إيجابا ً موضحاً:
_مازال الوقت مبكراً وبالتأكيد عمتي لن تترك ابي ومريم قبل أن يتناولان معها العشاء لهذا ماذا سنفعل حتي عودة الجميع؟!!!
رفعت رؤى كتفيها باستفهام ففكر هو قليلا ثم أخذ منها كأس العصير ثم نهض قائلاً بحماس وكأنه تذكر شيئاً ما:
_لقد وعدتك من قبل بإعادة تدريبك على الملاكمة...هيا وبالمرة سنهضم عشاءنا اللذيذ
نظرت له رؤى شزرا حين قال جملته الأخيرة ساخراً وهو يذكرها ضمنياً بالبطاطس المحترقة فضحك ودخل بها إلي غرفه واسعة يستخدمها هو في تدريباته لتقول رؤي بتعجب مضحك:
_انا لم ارى هذه الغرفة من قبل!!!
أجابها ساخراً وهو يتحرك حتي يجلب القفازات :
_ طبيعي....فانتي اما بغرفتك أو بالحديقة وأحيانا بغرفة المعيشة أو عند نوال
كتفت ذراعيها لتقول بحنق:
_وهل من المفترض أن انتشر بكل غرف المنزل؟!!!
أعطاها قفازاتها ليرتدي قفازه هو الآخر بينما يقول ببساطه:
_لا...لكن تعاملي علي انكِ بمنزلك قليلاً
قبل ان تتكلم تحولت نبرته الي أخري اكثر عملية فيما يقول:
_اهم شيء أن تحمي وجهك يجب أن....
قاطعته بتعالي قائله:
_انا اعرف الأساسيات...لم ألعب منذ فترة فقط
استفزها قائلاً بهدوء:
_لهذا صدئت مهاراتك
ابتسمت بخفه ثم رفعت قبضتيها أمام وجهها قائله بتحدي :
_سنري
ثم بدأت تهاجمه بلكمات كان يتفادها هو بمهارة فائقة وسرعه ليتحول بعدها من الدفاع الي الهجوم مما ارهقها خاصةً وأنه امهر منها و مازال يتدرب ...
اصابها بلكمة اسفل وجنتها مما جعلها تتراجع متوجعه بينما تهتف بحنق:
_ما هذا؟!!!...هل تلاعب خصم في الحلبة؟!!!
دلكت موضع الألم لتضيف بعدها بشراسه الهبته:
_ابتعد عن وجهي كريم
ضحك غامزا ثم قال بمشاكسه:
_احمي ممتلكاتك لؤلؤه فلست مسؤول عما سيحدث
زمجرت رؤى بجنون وقد استفزها لأبعد حد لتهجم عليه بكل قوتها ولكنه ببساطه تفادها من جديد بينما يقول:
_نحى مشاعرك جانباً لؤلؤه
وقفت رؤى للحظه ثم أخذت نفساً عميق لتهمس بعدها بمكر:
_حسنا...كما تريد
وفى لحظه ناورته لتتحرك من تحت ذراعه لتلكمه بكل قوتها في جانبه الأيسر ليتوجع هو الآخر ضاحكاً فيما يقول:
_احسنتِ... هكذا أريدك
تحركت رؤى بحماس وقد راقها ما حدث لتحاول فعلها من جديد فأمسك بها كريم ليلف جسدها فيصبح ظهرها مواجها ً لصدره بينما قبض على ذراعها يثنيه برقه فتهمس رؤى وهي تحاول الخلاص:
_انت تكسر القانون
فيثني ذراعها اكثر هامساً في اذنها:
_ أعلم ولا يهمني....سأنفض هذا القانون عني عما قريب لأصبح حراً كما أشاء
للحظات لم تفهم رؤى ما قاله ليحرك ذراعه الأخرى حول خصرها سائلاً بنعومة اذابتها :
_وانتى؟!!!
حاولت التملص من جديد دون نتيجة لتهمس بحنق:
_وانا ماذا؟!!!
_متي ستكسرين قوانينك المزعجة؟!!!...متي ستتحررين من مخاوفك؟!!!
لم تشعر بأنها توقفت عن المقاومة لتقول بلهاث :
_انا لا اخاف!!!
يثني ذراعها من جديد فتتألم ويقول هو:
_كاذبه... هاربه ...تركضين كالفأر المذعور فور رؤيتي...اصبحتِ تخافيني لؤلؤه
عادت قوتها إليها فحاولت التملص من بين يديه ليتركها للحظه ثم لفها من جديد ليواجه عينيها التي اصبح يعشق النظر إليها فيحاصرها من جديد قائلاً بحيره حقيقية:
_قد أتفهم مخاوفي اتجاهك وان كنت احاول التغلب عليها ، احاول الخروج من شرنقتي القديمة بكل قوه لكن انتى...لا افهم سر تمسكك بوحدتك ، لا افهم سر هروبك ابدا
حاولت رؤى التلاعب عليه فقالت ساخرة وهى تخلع قفازها:
_هل يرفض غرورك الذكوري تصديق أن هناك من لا ترغب بك؟!!
لدهشتها ابتسم قائلاً بغرور وثقه بينما يقترب منها:
_من التي لا ترغب بي؟!!!...انتى؟!!!...انتى لؤلؤتي الكاذبة؟!!
قطبت رؤى لتقول بعصبية وقد اهلكها قربه منها بتلك الطريقة:
_ابتعد عني كريم
ضحك قائلاً بمشاكسه:
_انا لم احاول الاقتراب بعد
هتفت من جديد وقد تلفت اعصابها تماماً:
_ابتعد
فيغمز مشيراً لملابسه:
_انتى من تتمسكين بقربي
نظرت رؤى حيث أشار فوجدت أصابعها متشبثة في ملابسه بكل قوه لتحاول سحبها بسرعة فيمسك هو بكفيها مقبلاً إياها بينما ينظر إلى عينيها المترددتين ليهمس بعدها مبتسماً وكأن روح المشاغبة قد دبت فيه:
_انا لم اعترض علي تمسكك بي... بالعكس يروقني الأمر كثيرا ً
ليسمع بعدها صوت وصول أبيه فيتركها قائلاً بخيبة أمل مصطنعة:
_للأسف... انتهى التدريب
ثم خلع قفازه هو الآخر وتحرك مغادرا ليسأله أبيه حين رآه خارجاً من الغرفة متعرقاً:
_هل كنت تتدرب؟!!!
اومأ كريم مبتسماً بهدوء لينظر بعدها حسين الي رؤي التي خرجت بعده بوجنه يظهر عليها اثر للكمه فيسأل بارتياب:
_هل كنت تتدرب في الفتاه؟!!!
ضحك كريم بخفة ليقول بعدها وهو يدلك جانبه الأيسر:
_رؤى كانت تتدرب معي فهي أيضا ً هاويه للملاكمة وليست بخصم هين علي الاطلاق
ظل حسين يحول نظراته بينهما بخيبة أمل واضحة ليهمس بعدها متحركاً نحو الدرج بينما يضرب كفيه ببعضهما:
_فوضت الأمر لله في هذه العائلة
لحظات و رن هاتف رؤى لتأخذه من فوق الطاولة المجاورة فتقول بعدها بقلق:
_هذا عمار
توقف حسين مكانه بينما تحرك كريم وقد طار مزاجه الرائق لتفتح رؤي الخط قائله بقوه مصطنعة أمام عيون كريم الغاضبة ومريم التي تراقب الموقف من بعيد بفضول:
_ماذا تريد عمار؟!!!
قابلها الصمت قليلا لتنادي بأسمة من جديد فيسحب كريم الهاتف منها ويفتح المكبر بينما يشير إليها بالصمت فيتكلم عمار بصوت مختنق بعد لحظات قائلاً بتعب:
_رؤى...
هتف كريم بجنون وقد أثار نداء هذا الحقير لزوجته غضبه:
_ماذا تريد أيها القذر؟!!....ألم أحذرك من الاقتراب من زوجتي؟!!
وحدها رؤى التي لاحظت تغير صوت عمار لتقول بهدوء هو أبعد ما يكون عنها:
_ماذا تريد عمار؟!!.... لماذا تتصل الآن؟!!!
فيأتيها صوته المنهك لتتأكد من وقوع كارثه فيما يقول:
_اريد ان اخبرك بشيئين
_ماذا هناك؟!!!...ما الذي يحدث؟!!!
قالتها رؤى بقلب منقبض ليقول بعدها:
_اول شيء اريدك أن تتأكدي من اني لن أقترب منك بضر من جديد...لن اطلب الغفران وان كنت اطمع به...لكن ما فعلته معك اسوء بكثير من أن تغفريه
هتف كريم من جديد بينما يصب لعناته عليه فيما يقول:
_هل هذه لعبه جديده من العابك الحقيرة؟!!!... اقسم بالله أن رأيتك حولها سأقتلك...أتسمعني؟!!... سأقتلك
حاولت رؤى تهدئته لتقول بعدها موجهه حديثها إلي ذلك الذي يحدث معه أمر جلل كما هو واضح:
_والشيء الاخر عمار؟!!!
وصلتها زفرته المتعبة ليقول بعدها بلحظات:
_نوال....نوال بحاجتك الان رؤى أكثر من اي وقت
تبدلت ملامح رؤى لتقول بوجل:
_ماذا بها نوال؟!!!... ماذا حدث معها؟!!
صمت عمار قليلا لا يدري ماذا عليه أن يفعل ثم قال مره واحده وكأنه يلقي بحمل من فوق كاهله المتعب:
_نوال تعاني من ورم خبيث و قد ذهبت لتجري عمليتها في مستشفى النور
تسمرت رؤي لتهتف بعدها بجنون:
_ماذا تقول انت؟!!...نوال ذهبت لعمها في القرية!!!..لا تحيك الأكاذيب الآن
_اذهبي إليها رؤى...كوني بجوارها كما كانت بجوارنا دائماً و كوني قويه كما عهدتك دائما ً
لحظات و انقطعت المكالمة لتنظر رؤى الي كريم تنتظر منه تكذيباً لما سمعت فيقترب منها محاولاً احتوائها حين سقطت ارضاً تهتف بارتعاش:
_ الا هي...الا هي...لن استطيع...ليس من جديد...لن اقدر هذه المرة...لن...
اقترب منها كريم معانقاً إياها بينما ركض حسين ناحيتهم لاهيين تماماً عن الأخرى التي تقف كتمثال من حجر فيما تضع يدها فوق قلبها بعد أن ذبحه عمار علام بصوته الذي تعرفت عليه.

نهاية الفصل السابع عشر

قراءة ممتعة وسعيدة 💙💙














بقعة ضوء للكاتبة "هاجر حليم"  مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن