ساعتـااان و آآه من هاتان الساعتان.مروا عليها كالأعوام و السنوات الكبيسة، مروا علي قلبها بأيام و شهور و ليالي، قلق ينهش قلب نبيلة من الخوف علي فلذة كبدها، عندما تراها ستعانقها وتعتذر منها كي لا تعيد هروبها هكذا من جديد.
هي من ضغطت علي جروحها بيدها اعادت فتح جروح ظنـت أن الماضي اغلقها.. لا يوجد مبرر لما قالته لها.. ألا يكفيها عذاب السنوات الماضية لتزيده من عليها.. حاولت إيجاد من يساعدها رفعت زوجها غاضب منها و شادي اعتزل غرفته و لا يحدثها.. من سيطمئن قلبها علي ابنتها إذاً.
طرأ علي عقلها حـلاً قد يكون مجازفة و لكن سيطمئنها علي غزالتها الشاردة ريـم، اتجهت ناحية الطاولة بالصالة الواسعة و التقطت هاتفها الموضوع فوقها ثم بدأت بالبحث عن اسم معين في سجل الأسماء لتصل إلي غايتها و تهاتفـه.
هزت ساقيها بتوتر وهي تنتظر الرد منه بسرعة، ثانية، اثنتان، والثالثة أجاب عليها بترحاب:
-إزيك يا مدام نبيلـة.
كان هذا صوت "طـارق المهدي" مهووس ريـم، ابتلعت نبيلة ريقها الجاف و طعم المرارة بفمها و هي تلجأ إلي مُعذب ابنتها.. من أودع الشوك بطريقها لتتألم هي بسبب هـوسه ! ضغطت علي نواجزها كي لا تتراجع عما نوت عليه ، أغمضت عينيها ضاغطة بجفونها بقوة ، ثم باعدت بينهما و أجابت ببرود و صلف:
-مش وقت سلامات و لا كلام ، عايزاك في طلب مهم جداً.
اعتدل طارق بمقعد مُردفاً باهتمام بالغ:
-خير في حاجة ، ريـم حصلها حاجة يا مدام نبيلة؟!..ابتلعت نبيلة ريقها الجاف بصعوبة ، وهطلت دمعة من عينيها ثم أجابته:-
-ريـم خرجت من البيت زعلانة و تليفونها مقفول و انا خايفة عليها يكون حصلها حاجة؟!.. الله يخليك أقف جمبي و ساعدني ألاقيها.ارتعد طارق بقلق و خوف علي ريم ، هب واقفاً من فوق المقعد و داخله يرتعد قلقاً عليها ! إحمرت عينيه كـ البركان و هتف بغضب لم يستطع التغلب عليه:
-وإمتي ده حصل؟!..أنا حذرتك قبل كده إنك تزعليها او تقوليلها كلام يجرحها ، قولتلك كله إلا ريم و صدقيني لو حصلها حاجة مش هرحمك من تحت إيدي ..
شحب وجهها إلي اللون الأصفر و إختفت معالم الحياة منه ، ابتلعت لُعابها بخوف من تهديده ، أردفت بغضب مُماثل و قد شعرت بالضيق منه:
-أنا اللي عملته لمصلحة بنتي ، و بعدين محدش هيخاف عليها قدي ، عايزاها تنساه و تبدأ حياتها مع حد يقدرها و يعشقها ، و أنت اول واحد يتمني ده فبلاش نبرة التهديد معايا ، و خصوصاً إنك عارف إن بنتي بتتصرف بتهور لما حد يفتح معاها الموضوع ده ، أنا بتمناك لبنتي عشان شايفة حُبك ليها ، و تمسكك بيها دا مخليني واقفة جمبك و بحاول اخليها تكرهه ، يبقي تقدر إني بجرح بنتي و بساعدك أنتَ علي حسابها... لكن لو إتكررت نبرة التهديد دي تاني معايا صدقني هتلاقي وش تاني و أبقي قابلني لو فكرت إني هحط أيدي في إيدك علي حساب تعاسة بنتي تاني ...
أنت تقرأ
مُقيدة بِك (قيد الكتابة)
Romance_«ماذا لو عاد مُعتذرًا ؟! أستغفـرين خطيئته أم ستبتعدين ؟! » .. #مُقيَّدة بِك #غـرام_بين_ليالي _الخريف #أميـرة_عمرو ©قيد الكتابة ..