مُقيدة بِك (قيد الكتابة)

•الفصل الحادي عشر

#مُقيَّدة بِك
#أميرة_عمرو_رزق
#غـرام_بين_ليالي _الخريف
#الفصل_الحادي_عشر "مَـا بَينّنا - البِدايَة" 

فِي عُمق الشِتاء البَارد ، إكتَشفتُ أخيراً أنّ فِي داخلي صيفٌ لا يُقهر  ..

      "ألبير كامو"
                                    ‏
وَمَن قَـال أنّهُ لم يعُد هُناك أَمل ! فقَط عليكَ أن تستَيقظ في فَجر يَوم جديد لتَري النُور يَأتي دائماً و أنّ مَهما طَال الليَل ستأتِي اللحَظة التَي تُشرق بهِـا الشَمس .. !

لاحَقتها أَعيُن الجَميع مُنذ أنْ دَخلت المَشفي اليوم صَباحاً و كَأنها كَائن فَضّائي هبَط للأَرض تواً ..

كَانوا يتَعجبون قُدومِها وَ قَدْ مَر علّي زِفافها يومين فقط  !!

لمَ تَهتم لهَمساتِهم التَّي بالتَأكيد عَنها هِي ، فَإذا إِستسلَمت لحَديثهم المُسمم بالسُخِرية و الشمَاتة سيتزَعزع ثَباتها الزَّائف وَ يسقُط قنَاع الجمُود عَنها و تنّهار بَاكية عِند أقرب فُرصة .. !

أَهانَها بصُورة مُؤذية لَها حَد الألم ، قَال عنَها خادِمة وهي ليسَت كذلك عَلي الرُغم أنهُ عَمل غَير مُهين و شَريف لكِنهُ أراَد الإِساءة لَها و هَذا مَا لنْ تَسمح بِه أبداً ..

أَبدلت مَلابسها فَور قُدومها بالزِي الرَسمي للعَمل لتُباشِر علي الفَور مِهنتَها البَسّيطة المُحَببة لـ قَلبها  ..

إِنهمَكت بصُورة مُبالغ بِها فِي عَملها لعَلهُ يُشغل تفكيرهَا عَنه !

مَرء الكَثير مِن الوَقت ولم تَدري سُوي بـ مَن يَقتِحم الغُرفة فَجأة مُنذراً بقُدوم عَاصِفة هَوجاء مُتمتماً بنَبرة أقَرب للدَهشة:

-ريــم  .. !

جَفلت "ريم" مَصعُوقة ثُم إستَدارت بجَسدها لتَجد رَفيقتها المُقربة "بسمة" تَقف علي عَتبة البَاب تَنظُر لها بأعُين مُنصدمة و فَاهها يتدَلي للأسِفل  ..

وَلجت "بسمة" للدَاخل تَنبُس بصدمة:

-أنتِ هِنا بجد ! أنـا مصدقتش البنات لما قالوا إنك هنـا ..

خَرجت زَفِرة قَوية مِنْ فَم "ريم" وهي تُجيبها:

-المفروض أكون فين يا بسمة أكيد لازم أرجع لشُغلي وحياتي الطبيعية ..

رَفعت "بسمة" إصبَعيها أمَام وَجِهها مُردفة بحدة غَير مَقصُودة:

-بعد يومين من جوازك ، ده كلام غير معقول أساساً ..

أطَرفت عيّنيهَا بمَلل و قالت بِإقتضاب:

-مفرقتش ! النّهاردة بعد أسبوع شهر كده كده أكيد لازم أرجع لـ شُغلي ..

رُدودَها مُقتضبة ، قَسمات وِجهها جَامِدة ، أما عينَاها فـ غَائرتين بهُما حُزن عَميق و قـاسٍ ..