•الفصل السابع عشر

1.5K 76 38
                                    


«قبل القراءة ممكن تدعوا لـ بابا و جدي بالرحمة....»

#مُقيَّدة_بِك
#الفصل_السابع_عشر
#أميرة_عمرو

يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ .

تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن انسٌ واحبـــــــابُ .

أرحم يديك فما في الدار من أحد
لا ترج رداً فأهل الودُ قد راحوا ..

«كَـ القَمر أنتِ و مَا بيننَا القَاف عَين ...» عمر !

أنامل صغيرة رقيقة كَـ رقة الفراشات تتغلغل بين خُصلاتها الناعمة تتلاعب بها لا بل تجذبها بقوة فَـ تُثير نومتها ..

تَململت "ريم" بنومها في إنزعاج شديد لمَن يحاول إيقاظها رُغمًا عنها تحركت لتضطجع علي بطنها و يدها اليمني تحتضن الوسادة بينما إمتدت الأخري لتُمسك بتلك اليد لتُغمغم مُتأففة ظَنًا مِنها أنها ببيتها القديم و هذا شقيقها:

"بس بقا يا شادي..."

بُترت باقي عِبارتها تزامُنًا مع إنفراج جِفنيها لتُبصر جسد ضئيل الجحم بينما يداها تَقبضان علي يده الصغيرة ...

أما عَسليتاها فَـ أبصرت عينان زُرقاويتان بلون البحر في صَفائه ، تَجذبك إليها مِياهها إلي الداخل لتبتعد عن اليابسة و تغرق بين أمواجها و تُسحب إلي القاع ، لا يخدعك نقاء البحر فإنها صورة لقناع الغدر المُخبأ بصورته البديعية ...

عيناه شبيهتان بعيناي أبيه المُخادعة ، كيف صدقت يومًا أنه غارق بها عشقًا بينما هي الضحية ببحره الغَادر ...

لَم تَفق مِن لحظات إنسحب بها عَقلها شاردًا إلا علي خربشات يد الصغير يزم شفتاه بعبوس ليُغمغم مُتذمرًا:

"سيبي إيدي.. "

تطلعت إليه عدة لحظات بحاجبين معقودين بأستفهام و تدرجت حدقتيها إلي حيث يُشير فَـ تركت يده فورًا مُتمتمة ببضعة عِبارات غير مَفهومة ثم إعتدلت نصف جالسة تستند بظهرها علي الفراش تبتلع غصة مريرة تَشكلت بحَلقها لرؤيتها الصغير ...

«مالك» .. و علي ذِكر إسمه عاود الحديث بطُفولية عاقدًا ساعديه يُحدجها بقوة تتغلغلها:

"بابا فيـن...؟!"

حَملقت فيه "ريم" بنَظرات مُبهمة غير مفهومة بتاتًا تجتاز فيها ما صَرح به قبل قليل قائلة ببرود:

"معرفش...!!"

هَتف "مالك" بإباء التصديق:

"إزاي متعرفيش و ناناه قالتلي إن دي أوضة بابا و هلاقيه هِنا..."

و هُنا ظهرت بوضوح تَعثره بنطق حرف الراء ، حيثُ يمتلك لدغة ينطق فيها الراء ( لام ) فَـ إشتد ألمَها و سبَحت بمُخيلتها بذكري بعيدة حينما كانت فيها الفتاة الحالمة بحياة وردية رِفقة "عمر" لتسترجع معها تلك المَرة التي صرحت فيها بأحد أحلامها تجاه حياتهما المُستقبلية ...

مُقيدة بِك (قيد الكتابة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن