•الفصل العشرون
•"حَررينـــي مِنك""مَرة واحِدة فِي العُمر يَندفِع
المَرء بِغزارَة وبعَدها
يُصاب بالبُرود نَحو كُل شَيء وللأَبد"
-محمود درويش ..ذَبُلت "ريم" و باتت كـ وريقات الخريف المُتساقطة ، ضعيفة و هشة ! تسحقها الأقدام بسهولة و هي لا تقوي علي الدفاع عن نفسها ..
أصبحت أيامها شبيهة ببعضها ، لا جديد فيها ! و لا حدث بِها غير أنها تُنازع صراعًا داخليًا مع النفس ، صراع أشبه بالحرب البقاء فيه للأقوي و هي ليست قوية بل كـ طفلة تائهة بين زحام السيارات ..
عيناها غائرتين بالحُزن و قلبها يتقطع لما يحدث ، ما الذي أوصلها إلي هذه الحالة و كيف ضاقت بها الحياة لتُحشر في نهاية هذا الطريق المسدود ..!
أصبح كل شئ باهت حولها ، علاقتها بالجميع حتي من اعتبرتها أُمًا لها ، تشعر بداخلها بالزُهد ، إنها زهدت الحياة ...!
و زَهدت حُبه بقلبها ...!
هل تحيا السلام النفسي داخلها أم إنها فترة نقاهة للشفاء من حبه القاسي ..؟! تحياها لإتخاذ القرار المناسب إما البقاء و الشقاء أو البُعد و الجَفاء و هي تحياهم ، فَما الجديد أن تحياهم بعيدًا عنه بلا ألم أو وجع ...!!
و .....!!!!!
و يتسرب إليها بين ظُلمات أفكارها صوت "مالك" يقول بلهجة طفولية مُحببة:
-إلعبي معايا يلا ..
تجعد حاجبيها بعُقدة لا تنفك تنظر للأسفل تجاه العِلقة التي تلتصق بها مُنذ يومين فـ تأففت قائلة ببلاهة تستوعب ما قاله:
-هــــااه ...
أشار "مالك" بإصبعه الصغير إلي الكُرة المُلقاة أسفل قدميها مُستوضحًا:
-شوطي الكورة اللي تحت رجلك ..
فغر فاهها بدهشة لما يقول ثم هزت رأسها نافية و رُسم علي ثغرها ابتسامة هازئة قائلة:
-تبقا بتحلم لو عملت كده ...
ثم تحركت بنفس اللامُبالاة تجاه المقاعد المُتراصة بالحديقة و إحتلت أحد المقاعد تُشارك "آلاء" الغارقة بين صفحات رواية جلستها الصامتة ..
إلتقط "مالك" الكرة الملقاة أرضًا و وقف أمام "ريم" يضعها أرضًا قائلاً بفظاظة مُكررًا مطلبه بنفس الكلمات:
-شوطي الكورة ..
عقدت ساعديها نافية برأسها بينما زُمت شفتاه بعبوس بذات اللحظة التي رفعت "آلاء" عينيها عن الكتاب قائلة بضحكات بعدما جذب الاثنين أنظارها:
-عايزة نصيحتي اسمعي كلامه ..
نفت "ريم" بعناد مُغمغمة:
-لاء ..!
أنت تقرأ
مُقيدة بِك (قيد الكتابة)
Romantik_«ماذا لو عاد مُعتذرًا ؟! أستغفـرين خطيئته أم ستبتعدين ؟! » .. #مُقيَّدة بِك #غـرام_بين_ليالي _الخريف #أميـرة_عمرو ©قيد الكتابة ..