•الفصل التاسع عشر

1.7K 98 65
                                    


الفصل التاسع عشر:

"على الـرُّوح أَن تَـجِـدَ الـرُّوحَ فِـي رُوحِـهَـا أوْ تَـمُـوتَ هُــنَـــا. "
- محمود درويش

بعض التراكُمات تأتي بـ ردود فعل سلبية علي الجميع دائمًا و كان "شادي" يوشك علي إحراق المكان حوله من فِرط الغضب المُشتعل بداخله كـ نيـران لا تنطفأ أبدًا ....!!

بعد إنتهاء دوام اليوم المدرسي بدأ العقاب الذي خُصص للثلاثة "شادي" و "آلاء" و "زيدان" المُتغيب عن المدرسة دون أي سبب وجيه و هذا ما أغضب "شادي" ظنًا منه أن تعمد فعل ذلك بهم .. 

كان يُمسك في يده فُرشاة بينما تحمل "آلاء" إناء الطلاء إذ أن عقابهم هذا الأسبوع هو طلاء سور المدرسة و الانتهاء منه خلال سبعة أيام و أي تأخير لن يعود إلا بالضرر عليهم و علي درجاتهم الدراسية ..

تأففت "آلاء" بملل و قد شعرت بالإنهاك جراء وقوفها بتلك الوضعية منذ ساعتين بينما يقوم "شادي" بدهان الحائط ، وضعت الإناء أرضًا و جلست بالجوار ..

قالت بتعب زافرة:

-أنا تعبت و مبقتش قادرة !

و أخرجت مِن حقيبتها كتابًا ليس للدراسة إنما رواية لـ "أحلام مُستغانمي" كاتبتها المُفضلة و التي تعجأ مكتبتها الصغيرة رواياتها الرائعة ...

إنهمكت سريعًا في القراءة بينما قذف "شادي" بالفرشاة يجاورها و يغمغم بضيق:

-قولتلك زيدان ملوش أمان و أهو أخلف بوعده لينا في أول يوم ...

إنكمشت قسمات وجهه بحنق يُتابع:

-كنت عارف إنه هيعمل فينا حركة بايخة من حركاته شوفتي عشان لما أقولك حاجة تبقي تصدقيني بس نقول إيه الحماس كان واخدك و كنتِ فاكرة إنك هتغيري الكون و مش عارف إيه ...؟!

وحينما لم يتلقي ردًا مِنها إحتقن وجهه بضيق يلتف لها مُتذمرًا يقول:

-أنتِ مبترديش عليا ليـه ..؟!

إلتزمت الصمت تمامًا ليري ما بيدها فَأعقب مُتسائلًا من جديد:

-إيه ده ؟؟

تأففت "آلاء" بنفاذ صبر تلتفت له بعينين حانقتين:

-سلامة النظر ، دي رواية أول مرة تشوف رواية !

هز رأسه نافيًا ثم قال:

-لاء ! مش أول مرة دايمًا كنت بشوف ريم معاها كتب زي دي بس ماهتمتش لأن مش من هواة القراءة حتي بابا عنده مكتبة مليانة كتب لأُدباء و شعراء كتير بس كان محظور عليا إني أقربلها ...

إنقشع ما بين حاجبيها بإهتمام تسأله بفضول:

-ليه ؟؟

أجاب ببساطة راسمًا علي محياه البراءة و نظرات الشرود كأنه يعود بالزمن إلي الوراء:

مُقيدة بِك (قيد الكتابة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن