الحب في زمن السينما

54 18 0
                                    

ويحدث بأن نبحث عن الحب ولا نجده لأننا ببساطة نبحث في المكان الخطأ ، ولن نجد ذلك الحب الذي تخيلناه.

أن ننتظر الليالي الطويلة ليأتي إلينا العاشق لياخذنا بعيداً إلى ما وراء الطبيعة كما يحدث في الأفلام الهنود والمسلسلات الترك.

أن تكون سندريلا بجمال "كاترينا كيف" وهو فارس يأتي إليها فوق الخيل ليخطفها من بين الجميلات.

لن نجد هذا الحب إلا في السينما وفي دور العرض عند ممثلين بارعيين يقومون بتلك الأدوار وفق أجور يتقاضون عليها.

أما الواقع فهو يختلف كثير ، ولو تأملنا حياة ممثلي الحب الحقيقي لوجدناهم أكثر الناس فشلاً في الحب وابعد ما يكونوا عن الحب الحقيقي وأكثرهم تجده إما مطلق وقد تزوج بالعديد من النساء وتركهن ، أو تجده مضطرب بحياته الأسرية ، أو عازف عن الزواج والارتباط خوفاً من فقدان نجوميته ، أو تجده كل يوم مع عشيقة ويترك أخرى.

وكل التضحيات والإخلاص لمن يحب موجودة فقط في أفلامه ، وليس لها أي أثر من المصداقية في واقع حياته وهو يمثل الأفلام الرومانسية تمامآ كما يمثل أفلام الأكشن وجميعها تمثيل واكل عيش.

ويجب على الجميع أن يعي ويدرك حقيقة ذلك : لأننا سنتورط ورطة كبيرة إذا اعتقدنا بأن ما يحدث في السينما من "قبلات ومداعبات وهمسات هو الحب الحقيقي وهو تجسيداً للواقع والبعض منا سيعتقد بأنه سيء الحظ لأنه لم يحظ بمثل هذا الحب ويلوم نفسه على ذلك ويعتقد بأنها السبب"

ثم أنه يمكننا أن نمارس الحب بشخصياتنا البسيطة العادية ولا نحتاج لخوارق ولا ممثلين خارقين لنعجب بهم ونبحث عن أقرانهم والشخص العادي قادر جدآ على أسعادنا.

أما أشعار الغزل والحب والروايات الرومانسية فهي من تخيلات وصنع البشر وكل فرد يفصلها على هواه والقليل منها ينفع والكثير منها يضر بالمجتمع أكثر مما ينفع وهي تختلف عن واقع الحياة وكل شخص فيها ممثل ويختار الدور الذي يناسبه.

يصنع الرجل المرأة الخيالية ويضع عليها شروطه وكأنها ثلاجة للشراء الطول العرض الثمن.

بينما المرأة تحلم بفارس أحلامها الذي يأتي إليها بالخيل ويفرش لها الحياة بالورود ليحقق أحلامها الوردية ويجعلها سعيدة إلى الأبد.

وكأن الرجال يمتلكون مصابيح علاء الدين لتحقيق الأحلام.

على المرأة أن تستيقظ وتهتم بواقع معيشتها وتبدأ بتحقيق أحلامها من الآن إذا كان لديها أحلام ولا تنتظر شيء حتى لا تصاب بخيبة أمل بعد ذلك.

وكذلك الرجال هي أحلامكم وليست أحلام غيركم ، فلماذا ترموها لأشخاص آخرين؟

في الفكر والحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن