القضاء والقدر

11 4 0
                                    

كل شيء قد خُلق بقدر.

لا صدفة ولا خوارق ولا عبث.

فكل نفس قد خيرت.

ما بين الجنة والنار.

ما بين النعيم الأبدي والشقاء.

من كانت نفوسهم من النار فقد اختاروا النار.

من كانت نفوسهم طيبة فقد اختاروا الجنة.

فكلاً قد اختار بيئته.... والمكان الذي فيه يتعذب أو يرتاح.

فلا إكراه ولا تسلط ولا إجبار ... وإنما هو علم إحاطة.

المؤمن اختار الرحمن الرحيم... المجرم اختار المتكبر والجبار.

الفنان اختار المصور والبارئ.... فكلاً قد اختار بدون تدخل أو إجبار.

في أي طريق تذهب إليه لن يكون قدرك إلا صورة من اختيارك.

سيكون قدرك من جنس إرادتك ومشيئتك التي اخترتها.

أن كان اختيارك خير يزيدك اللّٰه خير..

وإن كان اختيارك شر يزيدك ﷲ شر.

ونحن لا نقابل إلا اختيارنا في طريق القدر.

السعادة بقدر ، الحزن بقدر ، نصيبك من الدنيا بقدر ، لا زيادة ولا نقصان وهذا هو القدر المعلوم ، لا عبث في الوجود ، لا صدف في الكون ، هناك إله يسير الخلق ، يُعطي ويأخذ بقدر ، والحكم كله له.

ونحن لا نحكم إلا بقدر ما نعلم وهو القدر الذي نحاسب عليه ، والخوف كله والخشية يجب أن تكون للّٰه((فلا تخشوهم واخشوني)) البقرة 150...

لأنه اللّٰه الذي خلقنا هو الذي سوف يحاسبنا على أعمالنا لذلك يجب أن نخشاه... وهو سوف يرحمنا لأنه الرحمن الرحيم.. هو الذي يختار لنا الخير وما علينا إلا أن نثق في ذلك.. لأننا ضعاف يجب نستند ونتوكل على القوى.. لأننا بشر نصيب ونخطئ يجب أن نعتمد على الحق الذي لا يخطئ... لأننا نموت ونحيا وهو الحي الذي لا يموت... لأننا نبحث عن النجاة وعن السير وفق الصراط المستقيم يجب علينا أن لا نتبع السّبل ونفترق ونفشل وأن نعود إليه ونحاول رسم صراطنا المستقيم ومن ثم نبدأ بالسير عليه بخطى ثابته حتى نصل إلى المنتهى.

في الفكر والحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن