الهارب من السعادة

15 3 0
                                    

لقد كنت أعلم بأن دوام الحال من الحال.. ودوام السعادة طويلاً في نفس المكان يعد من المستحيلات... ونصف السعادة هي السعادة بالنسبة لي... والسعادة المطلقة مستحيلة أو قد تأتي إلى للحظات ويتبعها حزن عميق.... لذا كنت أهرب من كل شيء يسعدني... حتى لا يتبدل الحال إلى الحزن... وكنت أفضل أن أبقى بعيداً... خوفاً على القليل الذي أملك والذي يسعدني كثيراً...فإنا أملك قلب واحد فقط.... وحياة واحدة... وحب واحد.... لذا كنت أحافظ على القلب....حتى لا يتحطم ولا يتكسر.... أحافظ على بالابتعاد عن السعادة المؤقتة والتي يتبعها أذى وحزن  عميق... لأن وراء كل رجل فاشل قصة حب فاشلة... لأن الحُب والسعادة لا تبقى طويلا في نفس المكان...والحُب الحقيقي يجب أن ينبع من الداخل أولاً.... ليكون طاقة إيجابية نحصل عليها وتحيط بنا وتساعدنا وتزيدنا قوة وثبات ولا تحطمنا أو تضعفنا... لأن الحُب لا يشترط أن يكون لشخص محدد... ويجب أن تحب مكانك ومن حولك ونفسك أولاً... لأن الحُب لشخص محدد قد يتحول بعد ذلك إلى كراهية وأنانية مفرطة.

ويتحدث الرجل بعد ذلك بأنه قتلها لأنه يحبها !!

والمرأة تخبرك بأنها تركته يتعذب لأنها تحبه...!

وهذا هو الهراء الذي نعاني منه وهذا هو الحُب الذي يجب أن نبتعد عنه وهذه هي السعادة المؤقتة التي أتحدث عنها... وهكذا تكون نهايته  يقتلها لأنه يحبها...!

أو تتركه يتعذب ويتألم لأنها تحبه...!!

ثم نجد مليون الف تعريف للحب بعد ذلك.... وكل تصرف عدواني يصدر من الآخر يصفه الحب... حتى يصبح القتل نفسه والعذاب حب .!

في الفكر والحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن